رئيس التحرير
عصام كامل

مونديال الدوحة.. قليل من الإبداع وغياب النجم الفذ

نجحت الشقيقة قطر نجاحا جماهيريا ومعرفيا باهرا ومنقطع النظير في تحدى تنظيم مونديال كأس العالم، وفاز العرب بصورة ذهنية وحضارية مغايرة في أذهان كل شعوب العالم عن تلك الصورة النمطية الراسخة في عقول شعوب العالم الأول والثاني وحتى الثالث القاطنة فى المناطق البعيدة من أرجاء المعمورة عن أهل العقال والدشداشة وراكبى الجمال أو رعاة الاغنام وغيرها كما رسخت لها الميديا الغربية على مر السنين.

 

كما نجحت قطر بمساندة عربية كبيرة وخسر الشامتين والكارهين لثقافة وحضارة العرب من أفاعي وشياطين الامبريالية العالمية.. نجح ممثل العرب من كل الوجوه تنظيميا، ولكن فشلت كل الفرق المتبارية في المونديال في تقديم وجبة دسمة من إبهار الفن الكروى اعتادها جمهور الكرة وينتظرها كل أربع سنوات من نجوم المهرجان الكبير.

غياب النجم المونديال


فرغم ما شهدته مباريات المونديال من حماس وصراع وتحدى كبير من فرق العالم الثالث الكروى على إثبات الوجود والأهلية لصراع الفوز بالكأس الثمين وصل بالمغرب الشقيق لاختراق المربع الذهبي لأول مرة فى تاريخ المونديال، إلا أن الإبهار وفنون الكرة وحتى صراع التحديات الكروية الكبيرة جاءت أقل من طموح وتوقعات جمهور الكرة العاشقين لفن وإبهار مباريات المونديال المعهودة.. 

وغاب عن مباريات التحدى الكبيرة ظهور نجم المونديال الفذ والمبهر كما عهدنا فى كل الفعاليات التاريخية السابقة، رغم وجود ميسى وكريستيانو ومبابى ونيمار، ولم نستمتع بألعاب أو أهداف فاخرة كما قدمها الأفذاذ، بيليه ومارادونا وفالكاو وايدير أو زيكو وزيدان وبلاتينى ولاروماريو بيبيتو ولا رومنيجة برايتنر ولا روسى جرازيانى ولا باجيو وكونتى ولارونالدو رونالدنهيو أو حتى ميسى وكريستيانو أنفسهم فى بدايات انفجارهم الكروى..

 

 كما غاب أيضا مولد نجم المونديال والاكتشاف الجديد بنهاية من نوع مختلف يبهر الجماهير.. غابت المهارة الفائقة لمعظم نجوم المونديال وطغى الحماس البدنى والقوى والخطط الكروية واستغرقنا كمشاهدين في متابعة مفاجات صراع قوى العالم الثانى والثالث للفوز بالمباريات والاقتراب بقوة من الفوز على حساب القوى الكروية التقليدية ونهاية عصر الفوارق الكبيرة بين كرة الأوربيين والفرق القومية اللاتينية المعهودة من جانب وكرة الأفارقة والآسيويين من جانب آخر. 

 

 

يمكن هذا بسبب توقيت الكأس العالمية المغاير لموعده الأصلي هذه المرة وإنها تأتى فى منتصف الدوريات العالمية ومخاوف النجوم على صراع المال والأعمال والعقود الجديدة، لتكون أهم مفاجآت المونديال فوز الشقيقة العربية والافريقية المغرب بلقب الحصان الأسود للمونديال وهزيمة الألمان والفرنجة والسامبا وأرجنتينا بوجود ميسى ورفاقه على يد السعوديين واليابانيين والتوانسة وأسود الكاميرون ولترتفع ألوان الأخضر والأحمر والأبيض ويلقون برايات قوس قزح في مياه الخليج، في انتظار الإبهار الكروى الكبير وظهور نجم فذ جديد يبهرنا في المونديال القادم إن شاء الله.

الجريدة الرسمية