رئيس التحرير
عصام كامل

خطايا الإعلام

في تسعينيات القرن الماضي صدرت صحيفة عربية اجتماعية من لندن ولم تجد الصحيفة ضالتها إلا في نشر حوادث بعينها من المجتمع المصري فبدا للمتابع للصحيفة أن مصر بلد الدعارة والقتل والسرقة.. أرق ملف الصحيفة الرئيس مبارك شخصيا غير أنه لم يرغب في أن يكون ملف الصحيفة موضوعا على ملف العلاقات مع الدولة التي تصدر عنها الصحيفة.


ظلت الصحيفة تسهب في تغطيات جرائم الآداب والقتل والسطو والغرائب التي تراها مادة دسمة لجذب القراء وزاد ضجر الرئيس منها وشعر أن هناك من يريد الإساءة لمجتمع متنوع وكبير باختزاله في مثل هذه النوعية من النشر.


وحدث أن صحيفة مصرية حزبية أساءت إساءة بالغة إلى الدولة التي تصدر هذه الصحيفة وكانت الصحيفة الحزبية مدفوعة من نظام عربى آخر يصفى حساباته على حساب الصحافة المصرية.

ضوابط النشر في الجريمة


تلقى الرئيس مبارك اتصالا هاتفيا يعاتبه على إساءة الصحيفة المصرية الحزبية لدولة عربية كبيرة فلم يكن من مبارك إلا أن قال: لا أقبل الإساءة إليكم أبدا فهل تقبلون الإساءة لنا.. شرح الرئيس مبارك ما سبب له إزعاجا فلم يكن من القيادة العربية إلا أن أصدرت قرارا بوقف إصدار الصحيفة التي تسيئ للمجتمع المصرى وفي المقابل توقفت الصحيفة الحزبية في مصر.


تذكرت هذه القصة عندما دعانا الأستاذ كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الأعلى على ورشة عمل لمناقشة ضوابط نشر الجرائم والحوادث وتفعيل الكود الصادر بهذا الخصوص.. كانت ورشة عمل مهمة حظيت بمناقشات مهمة ومفيدة لإعمال ضوابط النشر في الجريمة وأهمها عدم ذكر أسماء المتهمين في قضايا تحت شعار المتهم بريء حتى تثبت إدانته.

 


ولم يغفل الزملاء مناقشة تفاصيل ترتبط بحق الحصول على المعلومات حماية للمجتمع من الشائعات ونشر الأكاذيب وترك الساحة للإعلام الاجتماعى.. ورغم اهتمام الأستاذ كرم جبر بقضايا الإعلام بكل مشتقاته وعقده عددا كبيرا من اللقاءات مع قادة الصحف والقنوات من أجل إزالة الصورة الذهنية السلبية عن الإعلام المصرى إلا أن الأمر يحتاج إلى تضافر الجهود من الجميع لضبط الإيقاع وإعادة الهيبة إلى الكلمة سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية.

الجريدة الرسمية