رئيس التحرير
عصام كامل

تغير المناخ VS صحة الإنسان.. باحثة بالقومي للبحوث تحذر من الأمراض الناتجة عن التغيرات المناخية.. وتكشف سر انتشار كورونا

التغيرات المناخية
التغيرات المناخية

بتنا نعرف الآن الكثير عن "تغيـر المنـاخ" تلك الظاهرة التي يحدث فيها اختلال فـي الظـروف المناخية المعتادة كالحرارة وأنماط الرياح والمتساقطات التي تميز كل منطقة علـى الأرض.

وتـؤدي وتيـرة وحجـم التغيـرات المناخيـة الشـاملة علـى المـدى الطويـل إلـى تـأثيرات هائلـة على الأنظمة الحيوية الطبيعية، كما ستؤدي درجات الحرارة المتفاقمة إلى تغير في أنواع الطقس كأنماط الرياح وكمية المتساقطات وأنواعها، إضافة إلى حدوث عدة أحداث مناخية قصوى محتملة؛ مما يؤدي إلـى عواقب بيئية واجتماعية واقتصادية واسعة التأثير ولا يمكن التنبؤ بها.

و قـد سجلت درجـات الحـرارة لسـطح الأرض زيــادة خـلال المائة عام الماضية تتراوح بـين 5.0 – 7.0 درجــة مئويــة  وهى الظاهرة التي تسمى "الاحتباس الحراري" التي تعاني منها الكرة الأرضية نتيجة الثورة الصناعية، حيــث أدت الأنشــطة البشــرية المتمثلــة فــي الثــورة الصــناعية والتكنولوجيــة إلــى زيــادة معــدل انبعاثــات الغــازات وزيادة تركيزاتها بالغلاف الجوى.


التغير المناخي وآثاره السلبية:

وأوضحت الدكتورة نهى السيد أستاذ باحث مساعد بقسم التكنولوجيا الحيوية الطبية بالمركز القومي للبحوث أن هناك العديد من المخاطر المناخية التي يجب على العالم أن يستعد لمواجهتها بشكل عاجل، بدءا من الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية بسبب الظروف المناخية القاسية إلى انعدام الأمن الغذائي الناجم عن الجفاف، لكن أحد المجالات التي يشكل فيها تغير المناخ الخطر الأكثر أهمية هى صحة الإنسان.

وأضافت أنه عندما تحل الكوارث الطبيعية يكون عدد القتلى الناجم عن الفيضانات أو المجاعات أو انهيار المباني هو مجرد بداية؛ فالأمراض الناتجة عن مثل هذه الأحداث تُسبب أضرارا أكبر بكثير، وفي حال استمرار ارتفاع درجات الحرارة ومستويات سطح البحر في العالم، يزداد عدد الكوارث الطبيعية وشدتها، بالإضافة إلى خطر الأوبئة القاتلة وتفشي الأمراض.

تأثير التغير المناخي على الصحة العامة للإنسان

وأشارت السيد إلى أن التغير المناخي يساهم في نشر الأمراض وأدّت نتائج ارتفاع الحرارة إلى زيادة عدد الأشهر التي تنتشر فيها الملاريا منذ الخمسينيّات، وتوسّع عدد المناطق التي تؤمّن بيئة حاضنة لانتقال الكوليرا. كما ازدادت قدرة انتشار الفيروسات على الانتشار، وبينها الفيروسات المسببة لحمّى الضنك وزيكا، على مستوى العالم.

ولفتت الباحثة بالمركز القومي للبحوث الى أن ظاهرة التغير المناخى أدت بطريقة مباشرة وغير مباشرة على الصحة العالمية والبيئة العالمية فمثلا على سبيل المثال، تؤدي عملية إزالة الغابات في الوقت نفسه إلى زيادة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وتجبر الخفافيش والحيوانات الأخرى التي قد تكون حاملة للمرض على الاتصال بالبشر، وهو ما كان على الأرجح سبب ظهور هذا الفيروس التاجي ( فيروس كورونا).

وتابعت أنه على المدى الطويل، من المرجح أن يؤدي الاحتباس الحراري إلى نقل أمراض استوائية يحملها البعوض مثل فيروس غرب النيل وزيكا والملاريا إلى خطوط العرض الشمالية.

وتعد أيضا حرائق الغابات في الولايات الغربية الأمريكية (وفي أجزاء من أستراليا وسيبيريا وأوروبا) إلى حد كبير نتيجة للاحتباس الحراري. لكنها تُساهم أيضًا في زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة من خلال إرسال العديد من أطنان ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي. ويمكن أن تتسبب الجسيمات المنبعثة من الدخان في إتلاف رئتي الأشخاص المعرضين بالفعل لخطر الإصابة بفيروس كوفيد 19.

الرعاية الصحية والتحصين

وأشارت الدكتورة نهى السيد إلى أنه بدون رعاية صحية أولية فعالة ستكون الاستجابة للصدمات متفاعلة ومكلفة وغير فعالة دائما، ولحسن الحظ، هناك بالفعل نظام يمكنه توفير المستوى اللازم من الرعاية، وهذا النظام هو الذي كفل وصول التحصين إلى عدد أكبر من الأشخاص مقارنة بأي تدخل طبي آخر، فأصبح بإمكان أكثر من 80٪ من الأطفال في جميع أنحاء العالم- بما في ذلك العديد من أفقر دول العالم وأكثر البيئات صعوبة- الحصول على لقاحات روتينية تحميهم من أمراض مثل الدفتيريا والكزاز والسعال الديكي.

واختتمت أنه يمكن أن يكون نظام التحصين والذي يجب بالتأكيد توسيعه للوصول إلى جميع الأطفال بمثابة أساس لبناء الرعاية الصحية الأولية، وبفضل العلاقات المجتمعية وسلاسل الإمداد والموظفين المدربين ومراقبة البيانات والأمراض والسجلات الصحية الموجودة بالفعل، يصبح من الأسهل بكثير تقديم التدخلات الصحية الأخرى التي يمكن أن تفيد الأفراد والمجتمع ككل، مثل المكملات الغذائية وبرامج الوقاية من الملاريا.                                       

الجريدة الرسمية