رئيس التحرير
عصام كامل

السؤال الصعب لمحافظ الجيزة

لا أحد ينكر الجهد اليومي الكبير الذي يبذله اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة من أجل إظهار المحافظة بالشكل الذي يليق بها رغم وجود العديد من السلبيات، ولكن هذا أمر طبيعي في ظل هذا الكم الكبير من المشاكل التي تحتاج إلى حلول على فترات طويلة.

وعندما قرر المحافظ منع استخدام التوك توك في كل شبر داخل منطقة حدائق الأهرام، نال إشادة كبيرة من جانب السكان وهو ما يفسر بأن النهضة السياحية والمعمارية الموجودة في المناطق المجاورة بدءا من المتحف المصري الكبير ومرورا بالأهرامات وأيضا تطوير إزدواج طريق الواحات وتنفيذ محطتي كهرباء ومياه بمشروع الميناء الجاف بأكتوبر الجديدة تحتاج الاهتمام بشكل كبير بمنطقة حدائق الأهرام.

كلاب ضالة

وإذا تحدثنا عن النواقص التي تحتاجها هذه المنطقة من الداخل لكي تتوافق مع حالة التطوير الموجودة في الخارج سنجدها كثيرة، وعلى سبيل المثال لا الحصر.. لا توجد رقابة صارمة على أسعار السلع الغذائية بالإضافة إلى حالة العشوائية الشديدة التي تعيش فيها الشوارع الجانبية من عدم رصفها وانتشار القمامة فيها بشكل كبير ولكن تظل المشكلة الأكبر التي يعاني منها تقريبا أغلب سكان المنطقة هي هذا الانتشار الكبير والمفزع وغير المبرر ل الكلاب الضالة.

 

وتقريبا لا يوجد شارع رئيسي أو فرعي داخل حدائق الأهرام لا يوجد فيه كلاب ضالة، والغريب أن مشكلة هذه الكلاب لم تعد تقتصر على أنها كلاب خطرة على الكبار والصغار، عاقر  أو لا، بل امتدت إلى هذه الأصوات المزعجة التي تصدرها ليل نهار بل ووصلت أيضا في الكثير من الأماكن إلى ما هو غير متوقع وذلك بسرقة الأحذية من أمام المساجد والمنازل.

 

أعلم تماما بأن هذه الأزمة موجودة تقريبا في أغلب أحياء محافظة الجيزة، وأعلم أيضا بأن الحلول المطروحة صعبة التنفيذ لكونها تصطدم بجماعات الرفق بالحيوان ومديريات الصحة و.. و... و.... الخ.. ولكن السؤال الصعب الذي يطرح نفسه بقوة في هذه المشكلة، ألا يستحق الإنسان من يرفق به مثلما هو الرفق بالحيوان؟ ألا يستحق المواطن العادي أن يعيش بدون كلاب ضالة تحيطه في كل مكان؟ ألا يستحق أطفالنا العيش في هدوء بعيدا عن الفزع والضوضاء المستمر من هذه الكلاب؟ ألا يستحق سكان حدائق الأهرام أن يعيشوا بجوار المتحف الكبير والأهرامات في هدوء أم أن المطلوب منهم أن يتعايشوا مع الوضع الحالي كأمر واقع؟!

 

 

وأعتقد أن هذه المشكلة تبحث عن حلول غير تقليدية ولكن تحتاج رغبة قوية وصادقة في الحل وقرار حاسم بعيدا عن المسكنات واللجان والدراسة، وإذا لم يكن هناك حلول سهلة حاليا من أجل المواطنين سيتم البحث عن الحلول الأصعب مستقبلا من أجل السائحين بعد اكتمال عملية التطوير السياحي للمنطقة من الخارج!  اللهم بلغت اللهم فإشهد.

وللحديث بقية طالما في العمر بقية..

الجريدة الرسمية