رئيس التحرير
عصام كامل

لحمايته من الأمراض النفسية.. طرق التعامل مع ابنك المراهق

د.سهام حسن الخبيرة
د.سهام حسن الخبيرة النفسية

وجود ابن مراهق في البيت من أكبر التحديات التي يخوضها الوالدين، لأن مرحلة المراهقة من المراحل الحرجة في عمر الشخص، والأصعب بالنسبة للوالدين، فخلالها يمر الأبناء بتحولات وتغيرات عديدة في الشخصية، ويواجه جميع الأطراف العديد من المشكلات والخلافات، خاصة مع الابن الأول، لعدم وجود خبرة لدى الوالدين في التعامل مع نفسية المراهق المركبة، والتي تحتاج إلى وعي ومعرفة بطبيعة هذه المرحلة العمرية.

 

أسباب مشاكل المراهقين

 

وتؤكد الدكتورة سهام حسن الخبيرة النفسية، أن أغلب مشكلات المراهقة بين الأم والأب وبين الابن تكون مرتبطة بشكل أو بآخر بتلك الأمور العشرة، التي تستعرضها:

- المسئولية
ربما ترين ابنك مهما كبر صغيرًا.
والحقيقة أنه ليس كذلك، والمراهق على الأخص يرى ويدرك أنه كبير الآن، بما يكفي ليتحمل مسئولية نفسه في كثير من الأمور، فكوني ذكية واسمحي له بتحمل مسئوليات يمكنه تحملها، واسأليه عنها.
ومن ناحية سوف يقدر لك ثقتك فيه، ومن ناحية أخرى، سوف يتعلم كيف يتحمل المسئولية.

- الاحترام
عاملي ابنك باحترام، يعاملك باحترام.
عاملي الجميع باحترام، تعلمي ابنك أن يتعامل باحترام مع الجميع أيضا، إنها قواعد سهلة وبسيطة ومريحة، فقط تمسكي بها، ولا تسمحي لنفسك أن تسبي ابنك أو تنفعلي عليه، أو تحرجيه أمام الآخرين.

- حدود واضحة
ما يخلق الصراع بين الآباء والأبناء، إما أن تكون الحدود والقواعد ظالمة أو أن تكون غير واضحة.
يجب أن تكوني محددة وصريحة عندما تضعين القواعد، بحيث لا تقبل معنيين ولا تسمح لحدوث سوء فهم، فقط تذكري أن المراهقين أذكياء جدًا في إيجاد منافذ في تلك القواعد!

- التغير
كبر ابنك.. تغير.
وسوف يتغير أكثر وأكثر، وكل شهر يمر يتغير، ويتبدل، ويفكر في مليون شىء، ويرغب في تعلم ألف شىء، ويترك ألف شىء، عليك أن تتقبلي فكرة التغير حتى تستطيعين التعامل معها وتصبحين أما رائعة لمراهق رائع.

- تأثير الآخرين
لست وحدك تربين ابنك وتؤثرين فيه، هناك أصدقاؤه، ومدرسته، والشارع، والتلفزيون، والإنترنت، هذا ليس معناه أن تحبسي ابنك وتمنعيه من كل هذا.
على العكس، تقبلي هذه الحقيقة وتعاملي معها، احميه حقا بأن تكوني منفتحة على كل ما يتأثر به ابنك، وإذا كنت ترفضين شيئًا عليك التعامل بحذر وذكاء، المنع ليس حلا، وبالتأكيد ليس لابن في مرحلة المراهقة.

- الأصدقاء
الصداقة مهمة في حياة المراهقين.
ذلك لأن المراهق يهمه جدا أن يكون مقبولا من أصدقاءه وبالتالي يتأثر بهم حتى ينال إعجابهم، ربي ابنك منذ صغره على الاستقلال والثقة بالنفس حتى يكون واعيا عندما يتعامل مع أصدقائه ويستطيع أن يقول بسهولة "لا"، وحتى يقتصر الأمر على صداقة جيدة تثري وقته وعقله ولا تغير فيه للأسوأ.

- الثقة
قد تختلف درجة الثقة من ابن لآخر، حسبما ترى الأم من اندفاع وتهور من ابن، أو تعقل وحرص من ابن آخر.
ولكن ابدأي بالثقة أولا، ثقي بابنك واحرصي على أن يصله أنك تثقين به. عندما يشعر ابنك أن تثقين فيه سوف يعمل جاهدا ليكون عند حسن ظنك به ولا يفقد ثقتك أبدا.

- المساندة
هناك خط رفيع بين المساندة والتحكم.
عندما يأتي إليك ابنك يطلب منك النصيحة أو المساعدة، اعرضي عليه ما تفكرين فيه، واتركي له القرار في النهاية. لا تتشبثي بأن ينفذ اقتراحك، فقط كوني بجانبه دائما.
 

- التواصل
ليكن بينكما حوار دائم، حكايات متبادلة، أخبار، مناقشات، ونشاطات مشتركة. كوني موجودة في حياة ابنك كطرف يتكلم معه وليس فقط يتلقي الأوامر منه أو ينفذ طلباته، سيسهل عليك التواصل أمورا كثيرة.

- الخصوصية
هل تذكرين عندما كنت في سن المراهقة وتغلقين على نفسك الباب لتجلسي وحدك؟ تستمعين للموسيقى أو تكتبين أو تفكرين أو حتى تتكلمين في الهاتف مع أصدقائك؟
سيفعل ابنك ذلك أيضا، فتقبلي ذلك بصدر رحب، واحترمي خصوصيته.

الجريدة الرسمية