رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

زي النهاردة.. مولد عبدالكريم قاسم أول رئيس وزراء للعراق.. أُعدم بعد محاكمة صورية

عبد الكريم قاسم
عبد الكريم قاسم

في مثل هذا اليوم من عام 1914، ولد عبد الكريم قاسم، الضابط العسكري ورئيس وزراء العراق، والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع بالوكالة من عام 1958 إلى 1963، ويعدُّ أول حاكم عراقي بعد الحكم المَلكي. 

 

حياته ونشأته 

ولد عبد الكريم قاسم في 21 نوفمبر 1914 لعائلة فَقيرة تَسكن محلة المَهديّة، وهي من أحد أحياء بغداد الشَعبية، لأب مُسلم سُنّي يَعمل نَجارًا، والأم من عائلة شيعية تنتسب إلى بني تميم.

انتقلت عائلته وهو في السادسة من عُمره إلى قضاء الصويرة بسبب عدم تمكن والده من الإيفاء بحاجات ومتطلبات عائلته الحياتية، وعمل فلاحًا لتحسين حالته المعيشية.

 دخل عبد الكريم قاسم مَدرسة الصويرة الابتدائية وأمضى فيها أربع سنوات ثم عاد إلى بغداد وأكمل تعليمَهُ الابتدائي والثانوي هُناك، وبعد تَخرجه عَمل معلمًا في قضاء الشامية، ومن ثَم دَخل السِلك العَسكري.

في عام 1932 أُعلن عن حاجة الجيش العراقي لضُباط جُدد، فَدخل عبد الكريم قاسم الكُلية العَسكرية وتخرج منها بتفوق في يوم 15 أبريل عام 1934 برتبة مُلازم ثانِ وتَدرج في رتبته إلى أن وَصل إلى رُتبة زعيم رُكن أصبحت الآن عميد ركن وكان آخر مركز شغَلهُ في المؤسسة العسكرية هو آمر اللواء التاسع عشر.

حرب فلسطين

 شارك في العديد من الحروب والحركات مثل حرب فلسطين وحركات الفرات الأولى، كذلك شارك في حركة مايس التَحررية، وشارك في العديد من الدورات العَسكرية، وحصل على العديد من الأوسمة، وفي التقارير التي وَردت عنه أنه ضابط ركن جيد خلوق جدًا وسيكون من ضباط الجيش القديرين.

كان لَدى عبد الكريم قاسم تَنظيم سريّ يُعرف بتنظيم «المنصور» أو «منصورية الجبل»، وعندما دَعته اللجنة العليا لتنظيم تنظيم الضباط الوطنيين إلى الانضمام للتنظيم ودَمج التنَظيمين وافق على ذلك عن طريق وَسيط، وأصبح عضوًا في اللجنة، وقد أدّى القَسم أمام اللجنة.

قاد عبد الكريم قاسم الذي كان عضوًا في تنظيم الضباط الأحرار ثورة 14 يوليو مع عبد السلام عارف، واستطاع الإطاحة بالنِظام المَلكي وإعلان الجُمهورية العِراقية عن طريق الإذاعة، وأدى ذلك إلى اعتقال ومقتل العديد من أفراد الأسرة المالكة والمقربين منها، كَذلك أدى إلى بَدء عهد جديد، أثار قَلقا محليا ودوليا وعربيًّا من هذه الثورة.

 

اضطرابات سياسية 

كانت فترته تشهد اضطرابًا سياسيًا وتناحر الأحزاب فيما بينها على سَدة الحُكم، لكن وُجدت العديد من المنجزات والتغييرات السياسية الجذرية، فلقد تغير نظام الحُكم من المَلكي إلى الجُمهوري، وألغيت أغلب المَراسيم السعيدية، وأُطلق سراح المُعتقلين والسجناء السياسيين وأُلغيت قرارات نزع الجنسية عن العراقيين وإطلاق الحريات العامة والنشاطات الحزبية.

ونُقحت المناهج الدراسية بما يلائم خط العهد الجمهوري، وسن قانون الإصلاح الزراعي، وشهد ذلك العهد انسحاب العراق من منطقة الجنيه الإسترليني، وايضًا أُصدر قانون رقم 60 لسنة 1961 الذي حدد مناطق الاستثمار لشركات النفط وانتزع بموجبه 99.5 من الأراضي الممنوحة للشركات الأجنبية، ووزعت العديد من الدور السكنية للموظفين وللعمال ذوي الدخل المحدود، وبُنيت أحياء سكنية للضباط وضباط الصف في جميع محافظات العراق.

كما بُنيت المستشفيات والمدارس، وسُلح الجيش باتفاقية مع الاتحاد السوفيتي، وتم ربط الريف بالمدينة عن طريق فتح الطرق، وأصدر قانون الأحوال الشخصية الجديد على أسس متطورة تُضمَن فيها حقوق المرأة.

نَهجت الحكومة العراقية في عهده دعم الحركات التحررية الوطنية، فقدمت المساعدات المالية والعسكرية لحركات التحرير في عمان ودول الخليج العربي، واتخدت سياسة الحياد الإيجابي بين المعسكرين المتنازعين، ودعمت قضية فلسطين في محافل الأمم المتحدة.

ودعت الحكومة العراقية إلى تشكيل جيش التحرير الفلسطيني،  وعَقدت العديد من الاتفاقيات والعلاقات مع الدول الاشتراكية والمُحايدة، وبهذا كسرت التعامل مع الغرب فقط الذي كان يسود في العهد الملكي. 

 

إعدامه 

رغم الكثير من الإنجازات، لكن حكمه انتهى بانقلاب قام به حزب البعث والقوميون العرب في 1963، وقُتل بعد يوم واحد من القبض عليه بعد محاكمة صورية لم تستمر سوى دقائق، حيث أعدم وآخرون في الساعة الواحدة بعد الظهر رميًا بالرصاص.

Advertisements
الجريدة الرسمية