رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements

الصورة قاتمة.. تحذيرات من انهيار الاقتصاد العالمي.. و3 حلول لإنقاذ الاقتصادات الناشئة من الديون والفقر

رئيس البنك الدولي
رئيس البنك الدولي ومديرة صندوق النقد الدولي

يمر العالم حاليا بالعديد من الأزمات المتلاحقة والتي أثرت بشكل سلبي على الاقتصاد العالمية وكان لها بالغ الأثر على الاقتصادات الناشئة والنامية، وذلك بسبب جائحة فيروس كورونا والتي بدأت في أواخر عام 2019 وأوائل عام 2020 ومالبس أن يستفيق العالم وتبدأ مرحلة التعافي حتى جائت الحرب الروسية  الأوكرانية والتي بدأت في فبراير 2022 لتقضي على ما تبقى من آمال من إعادة إحياء الاقتصاد العالمي وإنقاذ الكثير من سكان الكرة الأرضية من الفقر والجوع.

وأطلق صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وجميع المؤسسات الاقتصادية من العالمية العديد من التحذيرات بشأن الصدمات التي يتعرض لها الاقتصادي العالمي وتداعيتها على الكثير من الشعوب.

وقالت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا إنه تم استبدال بوادر التعافي المفعمة بالأمل العام الماضي بتباطؤ مفاجئ في الاقتصاد العالمي بسبب فيروس كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، وكوارث المناخ في جميع القارات ما أدى هذا إلى ارتفاع الأسعار وتشديد الأوضاع المالية.

جاء ذلك خلال قمة قادة مجموعة العشرين اليوم في بالي بإندونيسيا وذلك لمناقشة قضية أمن الغذاء والطاقة.

الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية
وأكدت جورجيفا أن ما يعاني منه الاقتصاد العالمي صعب على الجميع خاصة الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية حيث إنهم يعانون من مستويات ديون عالية وانخفاض في قيمة عملاتهم وفي هذا الوقت الصعب للغاية، يعانون أكثر من ارتفاع أسعار الفائدة وبالتالي نتيجة كل ذلك أننا نشهد انعكاسًا لما نكافح من أجله من خفض مستوى الفقر، وخفض الجوع والآن لدينا 345 مليون شخص يعانون من أزمة غذائية.

دعم التجارة الحرة
وأوضحت مديرة صندوق النقد الدولي أنه يمكن لمجموعة العشرين أن تفعل الكثير لتغيير آفاق الاقتصاد العالمي من خلال السماح للتجارة بأداء وظيفتها حيث أن إزالة الحواجز، خاصة بالنسبة للأغذية والأسمدة، يمكن أن تقطع شوطًا طويلًا لمواجهة معاناة مئات الملايين من الناس ويجب ألا نسمح بأن ينجرف العالم إلى كتل منفصلة.

ديون الاقتصادات الناشئة
وأشارت إلى أن الديون تمثل تحديًا للجميع بعد COVID ولكن بالنسبة لـ 25 في المائة من اقتصادات الأسواق الناشئة و60 في المائة من البلدان منخفضة الدخل، فإنها تقضي على قدرتها على التعامل مع انعدام الأمن الغذائي والطاقة ويسعدني أن الإطار المشترك لمجموعة العشرين للتعامل مع الديون قد بدأ أخيرًا في الظهور - حيث كانت تشاد أول بلد ينهي اتفاقًا مع دائنيه الرسميين والقطاع الخاص ولكننا نحتاج إلى عمل الكثير.

الاستثمار في الزراعة المقاومة للمناخ
وأكدت مديرة صندوق النقد الدولي أنه من المتوقع أن تستمر الصدمات الاقتصادية العالمية ولكن من الواضح أننا إذا استثمرنا في الزراعة المقاومة للمناخ والتنمية منخفضة الكربون، فيمكننا أن نحظى بمستويات أعلى من المعيشة للناس في كل مكان.

وتابعت: أشكر كل من ساهم بحقوق السحب الخاصة حتى يتمكن صندوق النقد الدولي من إقراضها للبلدان الأعضاء التي هي في أمس الحاجة إليها ولدينا 40 مليار دولار أمريكي اليوم بصندوق المرونة والاستدامة، مع استفادة أربع دول بالفعل ويمكننا أن نفعل أكثر من ذلك بكثير إذا ساعدتنا على القيام بذلك ونتطلع إلى قيام مجموعة العشرين بالتقدم مرة أخرى للمساعدة في مواجهة التحديات الصعبة التي تواجه العالم الآن.

تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي
وكتبت إدارة أبحاث صندوق النقد الدولي تقريرا حول "التباطؤ في النمو الاقتصادي العالمي"، مشيرة إلى أن التوقعات بالنسبة للاقتصاد العالمي كانت أسوأ من توقعات الشهر الماضي، وتمت الإشارة إلى زخم النمو الضعيف في الصين كسبب لذلك، حيث أدت الحرب الروسية الأوكرانية وآثار التضخم إلى زيادة مخاطر الهبوط.

وفي التقرير تم التذكير بأن صندوق النقد الدولي خفض توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي لعام 2023 من 2.9 في المائة إلى 2.7 في المائة، مما يشير إلى تدهور مطرد في مؤشرات مديري المشتريات PMI في دول مجموعة العشرين في الأشهر الأخيرة موضحا أن "التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي ضخمة وتشير المؤشرات الاقتصادية الضعيفة إلى مزيد من التحديات".

وأكد صندوق النقد أن تفاقم أزمة الطاقة في أوروبا سيعيق النمو بشكل خطير ويزيد التضخم، وأنه من المتوقع حدوث مزيد من التشديد في العديد من اقتصادات مجموعة العشرين في الأشهر المقبلة.

ارتفاع مستويات الديون
قال رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس إن مستويات الديون بين البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل ارتفعت بشكل حاد في عام 2021، حيث تمثل الصين 66٪ من الإقراض من قبل الدائنين الثنائيين الرسميين، مشددًا على الحاجة إلى خفض ديون البلدان الفقيرة.

الصين أكبر الدائنين
وأصبح البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمسؤولون الغربيون يتحدثون بشكل متزايد عن إحباطهم من الصين، التي أصبحت الآن أكبر دائن ثنائي رسمي في العالم، ومقرضي القطاع الخاص لعدم المضي قدمًا بسرعة أكبر.

وأظهرت البيانات الأولية الصادرة عن البنك الدولي في يونيو الماضي أن رصيد الدين الخارجي للبلدان منخفضة ومتوسطة الدخل ارتفع، في المتوسط، 6.9٪ في عام 2021 إلى 9.3 تريليون دولار، متجاوزًا النمو 5.3٪ الذي شهدناه في عام 2020.

وقال مالباس إن تقرير إحصاءات الديون الدولية المرتقب للبنك مثير للقلق، لكنه لم يذكر أرقامًا محددة ويظهر أن حجم الدين نما بشكل كبير والمبلغ المستحق للصين هو حوالي 66٪ من الإجمالي للدائنين الثنائيين الرسميين"، مضيفًا أن الكيانات الصينية كانت أيضًا من كبار الدائنين التجاريين.

ضرورة تخفيض الديون
وأوضح أن التقرير يشير الى أن تخفيض الديون يجب أن يمتد على نطاق واسع ليشمل القطاع الخاص والصين، مضيفًا أن قضية الديون الإجمالية ستكون موضوعًا كبيرًا في الاجتماع القادم لقادة مجموعة العشرين مؤكدا أنه سيكون هناك اعتراف بخطورة المشكلة.

وأشار رئيس البنك الدولي إلى أن هناك اقبال قليل على مساعيه للتجميد الفوري لمدفوعات الديون عندما سعت البلدان إلى التخفيف بموجب إطار العمل المشترك لمجموعة العشرين وغيره موضحا أنه تهدف الإصلاحات إلى تسريع جهود إعادة هيكلة الديون.

وأكد مسؤولو صندوق النقد الدولي والبنك الدولي أن 25٪ من اقتصادات الأسواق الصاعدة والبلدان النامية تعاني من ضائقة ديون أو قريبة منها، وأن العدد يرتفع إلى 60٪ في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل وأدت الصدمات المناخية وزيادة أسعار الفائدة والتضخم إلى زيادة الضغوط على الاقتصادات التي لا تزال تتعافى من COVID.

ودعا مالباس إلى الإسراع في العمل على إعادة هيكلة الديون موضحا أن هناك حاجة ملحة لإنجازها حتى يمكن الحد من الديون والبدء في جذب الاستثمارات الجديدة.

التنافس بين الصين والولايات المتحدة
كما حذرت مدير صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا من المخاطر التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي من التنافس بين الصين والولايات المتحدة، واصفة الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الصينية في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأنها تأتي بنتائج عكسية.

وقالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا لصحيفة واشنطن بوست في مقابلة نشرت يوم السبت الماضي إنه ربما نتجه إلى عالم أكثر فقرًا وأقل أمانًا نتيجة لذلك.. والخوض في حرب باردة ثانية لجيل آخر تصرف غير مسؤول للغاية.

التعريفات الجمركية
وقالت جورجيفا عن التعريفات الجمركية في عهد ترامب من المهم التفكير في الإجراءات وما قد تولده كإجراءات مضادة بعناية، لأنه بمجرد أن تترك الجن يخرج من القمقم، يصعب إعادته.

وتوترت العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم في السنوات الأخيرة بسبب قضايا مثل التعريفات الجمركية وتايوان والملكية الفكرية والأمن السيبراني وإزالة استقلالية هونج كونج وتفشي فيروس كورونا.

Advertisements
الجريدة الرسمية