رئيس التحرير
عصام كامل

ساعات بايدن في مصر

رغم أن الرئيس بايدن قضى في شرم الشيخ نحو ثلاث ساعات فقط إلا أنها كانت حافلة بالكثير بالنسبة لمصر.. فهو تحدث عن مصر باحترام وتقدير بل وإستعار وصفها الذى نطلقه على بلدنا وهو أم الدنيا.. وأكد على أن إدارته تعتبر مصر صديقا بل حليفا مهما لبلاده.. وأعرب عن عزمه الاستمرار في التشاور بين إدارته والإدارة المصرية حول القضايا الإقليمية.. وأبدى اهتماما لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين..

 

وفي هذا الإطار أعلن عن تقديم نصف مليار دولار للمساهمة في تمويل مشروعات الطاقة الخضراء في مصر.. وفوق ذلك كله أثنى على التنظيم المصرى الجيد لمؤتمر المناخ cop 27 الذى حاولت بعض وسائل الإعلام الامريكية والغربية الانتقاص منه، وقال إن مدينة شرم الشيخ هي المكان المناسب لاقامةَ هذا المؤتمر.. 

إشادة بايدن


وكل ذلك مع الكلمات المختارة بعناية من قبل بايدن وهو يتحدث بعد لقائه مع الرئيس السيسى، ثم وهو يتحدث أمام مؤتمر المناخ cop 27 تبين أمرا مهما جدا وهو إنه وإدارته لا يعادون الإدارة المصرية أو اختاروا في التعامل معها اسلوب الابتعاد وعدم التعاون وممارسة الضغوط، كما كان يشى بذلك كلام بايدن خلال حملته الانتخابية، وهذا ما كان يتمناه وينتظره من يرغبون في إحداث تغيير سياسى في مصر بل ويراهنون عليه، لدرجة أن البعض روج إن بايدن اختار زيارة مصر يوم ١١ نوفمبر ليتوافق مع اليوم الذي حدده سلفا أصحاب دعوة ١١/١١ للمصريين للتظاهر والانتفاض..

 

 رغم أنه جاء لنا بعد أن فرغ من واحدة من أهم معاركه الداخلية وهى انتخابات الكونجرس التى كان ثمة خشية من الديمقراطيين من اكتساح الجمهوريين لها.. ولذلك سادت خيبة الأمل لدى الذين كانوا يراهنون على زيارة بايدن لنا في هذا التوقيت تحديدا، خاصة وأنها أصابتهم في ذات اليوم الذى فشل فيه دعاة ١١/١١ أيضا، وهذا ما نطقت به كلمات من استطاع منهم الحديث بعد هذا الفشل!

 


بل إن بايدن لم يكتف فقط بالإشادة بدور الإدارة المصرية في غزة والتى هاتف بعدها الرئيس السيسي ليشكره، وإنما أشاد أيضا بالموقف المصرى في حرب أوكرانيا، وهو الموقف الداعى لوقف الحرب التى طالت تداعياتها العالم كله والسعى للتوصل لحل سياسى لهذه الأزمة.. ولذلك ليس مفاجئا أن تستضيف مصر مفاوضات نووية بين أمريكا وروسيا.. وقد كان البعض يأمل أن تكون علاقات مصر وروسيا سببا لغضب أمريكى منا! 
وهكذا.. بدلا من أن تباعد زيارة بايدن لمدينة شرم الشيخ بين القاهرة وواشنطن كما كان يأمل البعض حدث العكس! 

الجريدة الرسمية