رئيس التحرير
عصام كامل

ما حكم قول صدق الله العظيم بعد الانتهاء من قراءة القرآن؟.. الإفتاء تجيب

القرآن الكريم
القرآن الكريم

حكم قول صدق الله العظيم.. يرغب البعض في معرفة حكم قول صدق الله العظيم بعد الانتهاء من قراءة القرآن الكريم.

حكم قول صدق الله العظيم

الشيخ أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية قال: توجد قاعدة تقول " المطلق يجري على إطلاقه حتى يأتي ما يقيده"، فالشرع حينما يطلب شيء مطلقًا لا ينبغي علينا أن نقيده ما لم يأت تقيده، فالله تعالى يقول" قل صدق الله" وهذه الآية لم تبين هيئة معينة أو وقت محدد دون وقت، وفيها أمر مطلق في أي وقت أو حالة أو كيفية وامتثال مشروع لأوامر الله تعالى إلا في وجود نص ينهى عن القول وفي هذه الحالة نمتنع.

وأشار ممدوح إلى أن قول النبي "اقرأوا القرآن" لفظ مطلق من النبي وأمر لا تقييد فيه إلا أنه لولا وجود نص ينهى عن قراءته في حالة الجنب لجاز من على جنابه قراءته، مشددًا على أن قول "صدق الله العظيم" عقب الانتهاء من التلاوة مشروع والمناسبة فيه أقوى وتؤكد أنك تجدد الإيمان مع الله وتصدق بأنه كلامه المنزل على النبي الأكرم، وهو أمر مشروع بنص القرآن المطلق وسنة التلاوة المتبعة في قراءته طبقة بعد طبقة تنزل منزلة الإجماع.

كما قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: إنه يجوز للقارئ أن يقول بعد تلاوته: "صدق الله العظيم"، يقصد بذلك الثناء على الله- عز وجل- بما أثنى به على نفسه، حين قال- سبحانه-: "قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ".وأضاف "ما البدعة فى قول صدق الله العظيم؟ فالبدعة التى نهى عنها النبي- صلى الله عليه وسلم- هى قوله "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد".

حكم قول صدق الله العظيم بعد الانتهاء من قراءة القرآن

ومن جانبه قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية عبر موقع دار الإفتاء موضحا أن قول: (صدق الله العظيم) بعد قراءة القرآن جائزٌ شرعًا ولا شيء فيه، وهو من مطلق الذكر الذي أمرنا الله تعالى به في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 41]، ومن خصوص الذكر في خطاب الله تعالى رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: ﴿قُلْ صَدَقَ اللهُ﴾ [آل عمران: 95].

وتابع علام: «قول (صدق الله العظيم) مطلق ذكر لله تعالى؛ وقد أُمِرنا بذكر الله تعالى بالأمر العام في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 41]، وبالأمر الخاص في خطاب الله تعالى رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: ﴿قُلْ صَدَقَ اللهُ﴾ [آل عمران: 95].
وأوضح مفتي الجمهورية أن الربط بين قراءة القرآن الكريم وبين هذا الذكر في نهايته لا مانع منه شرعًا إذ هو عبادة أضيفت إلى أخرى.
واختتم مفتي الجمهورية: «ولا يقال إن هذا إحداث في الدين ما ليس منه، بل هو إحداث فيه ما هو منه، وهذا يُفهم من فعل الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين؛ ففي صحيح البخاري عن رفاعة بن رافع رضي الله عنه قال: كنا يومًا نصلي وراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ»، قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: «مَنِ المُتَكَلِّمُ» قَالَ: أَنَا، قَالَ: «رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلاَثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ» فهذا صحابي يدعو بما لم يَسبق بخصوصه بيان نبوي، فيُقِرُّه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يُنكر عليه، بل بشَّره بأنه رأى الملائكة يتنافسون على كتابتها.

الجريدة الرسمية