ماذا حدث للمصريين .. طريقة الحب تغيرت وسلوك الكبار والصغار أصبح أكثر عنفا؟

الحب أسمى شعور يعيشه المرء، ويحلم به  الشباب والفتيات، فهو لا يعرف سنا أو فرقا، وقديما كنا نسمع عن العشاق وقصصهم منذ بدء الخليقة وأشهرها قيس وليلى وروميو وجوليت، حيث كان الحب مقدس، وكان الحبيب عندما يفقد حبيبته سواء بالفراق أو الموت يكره الحياة بعدها ويعيش ما تبقى له من عمر فى حزن ورثاء ومشقة، ولا يتذكر حبيبته إلا بكل خير ومودة.

ولكن فى عصرنا تبدل الوضع، فأصبح الحب مجرد غاية، بلامشاعر، إلا من رحم ربي، حيث أصبح من السهل أن يتخلص الحبيب من حبيبته لمجرد أنه هجرته أو رفضته لطباعه، وسمعنا مؤخرا عن الشباب الذين قتلوا من أحبوا لرفضهن الزواج منهم بسبب طباعهم المغايرة، مثل قصة محمد عادل وغيره، فأصبح العنف هو الوسيلة التى يعبر بها الحبيب عن غضبه لفقدان حبيبته بعد أن الحزن والرثاء والشعر هو الوسيلة الوحيدة لتعبير عن الغضب لفقدان الحبيبة.

وهذا التغيير آثار استنكار وحفيظة جموع الشعب، مما أجبرنا على أخذ آراء المتخصصين، حول سبب هذا التغيير الشديد فى طريقة الحب الذي من المفترض أل يتغير لانه أسمى شعور، يمكن أن يشعر به أى شخص، فلقد خلق الإنسان وخلق معه الحب.

ويقول مروان أحمد لايف كوتش، إن الحب لا يتغير أبدا فيبقى هو الوحيد على تغييرنا ويبقى هو أسمى ما يشعر به أى شخص، ولكن ما تغير هو المجتمع هو شخصية الإنسان، قديما كانت الحياة بسيطة فكانت الطموحات بسيطة مجرد أن يحب شاب فتاة يتزوجوا فى هدوء ويعيشوا بسلام وسعادة.

وأضاف “أحمد”، أما الآن الحب أصبح غاية أو أصبح مرهون بعدة متطلبات فكلا من الطرفين يبحث عن الحب المادي، أى الشخص الذي يحقق حياة مرفهة للآخر، وليس المقصود هنا أن تقع الفتاة فى حب شاب ثري بل أصبح هناك شباب يفضلون الفتيات الثرية.

وتابع، فالحب فى زمننا أصبح غاية، لذامن السهل أن يقتل الحبيب حبيبته ويتخلى عنها ويقوم بعمل أخطاء فى حقها ويشهر بها بكافة الطرق لمجرد رفضها له، مخالفا بذلك كل قوانين الحب، لذا هذا لا يسمىحب علىالإطلاق.

وتقول ولا يحيى استشاري نفسي وأسري، إن الحب لا يعرف العنف، من يحب يخشى على حبيبه من أى سوء، ويحترمه ويقدسه حتى لوكان ليس من نصيب الحبيب أن يتزوج حبيبته فيظل يحرمتها ويقدسها.

وأضافت “ولاء”، أما ما نسمع عنه من حوادث الآن فهو ليس حب، والعنف الذي يحدث ليس بدافع الحب بل للأسف بسبب التربية الخاطئة والأنانية، وتغير الزمن واعتماد الشباب على الإلكترونيات ومشاهد الأكشن والرعب والأفكار السلبية التى أنشأت أجيال على العنف والغيرة والشعور بالرفض والكبر والأنانية والغرور، وهو ما جعل مشاعر الحب لديهم مجرد غاية، وليس للشعور بأسمى شعور فى الحياة، وهذا يرجع إلى التربية.

وتابعت: للأسف أصبح الأمهات والآباء منشغلين فى تدبير سبل الحياة لأبناء، تاركين إياهم أمام التلفاز والإنترنت الذي غير العقول والأفكار، وجعل الشباب والأطفال أكثر عنفا.