رئيس التحرير
عصام كامل

ما لم ينشر عن عملية الإثنين الروسية الخطيرة!

لو فعلتها الولايات المتحدة لكانت حديث الدنيا.. لكن ورغم إننا لسنا من الخبراء العسكريين لكن يلفت نظرنا عدة مشاهد يتحتم التوقف أمامها.. فما هذا الذي فعلته روسيا أمس الإثنين؟! إنها عملية عسكرية كبيرة وخطيرة جدا ومركبة ومعقدة إلي أبعد ما يكون.. ففي وقت واحد ينجح مجمع التشويش الإلكتروني "تير ادا" المتطور جدا.. في التشويش على عمل منظومة الأقمار الصناعية Star link التي يمتلكها رجل الأعمال إيلون ماسك والذي تستفيد منها القوات الأوكرانية، أدى الي إثارة الذعر والفوضى في أركانها..

 

ولذلك تداولت وكالات أنباء مساء الإثنين إجابة عن السر وراء قصف طائرات أوكرانية لأهداف أوكرانية أيضا! وانتهت إلي السبب نفسه الذي تسبب في تعطيل الأقمار السابقة وهي منظومة الحرب الإلكترونية الروسية التي شوشت على الطيران الأوكراني وأهدافه!!

 ضربة ناجحة                                                                                                                                                                                                        

ثم جاءت الضربة الروسية صباح الإثنين.. وتساءلنا عن سر الهلع والغضب الغربي العارم والذي انقسمت ردود أفعاله بين استمرار  دعوات دعم أوكرانيا وبين الغضب من الرئيس بايدن، ووصفه من أحد أعضاء الكونجرس (بول أنطون جوسار النائب عن اريزونا) بالمجرم، لتسببه في استمرار الحرب في أوكرانيا! وكان السبب في تقديرنا هو نفسه سبب صراخ القيادة في أوكرانيا وهو النجاح المذهل للضربة التي أصابت مراكز للقيادة العسكرية وأخرى للطاقة والكهرباء! ومن بين الأهداف -في رسالة خاصة- مسقط رأس زيلنسكي وهو ما دعاه أيضا إلي مطالبته للأوكرانيين إلى ترشيد الطاقة في المساء!

هذه الضربة بهذه الدقة تحتاج إلي أيام بغارات مكثفة لتحقيق أهدافها لكنها تحققت في ساعات بضربة شديدة الدقة والتركيز! لم يتوقف الأمر عند ذلك بل انتهي استعراض روسيا لقدراتها وعضلاتها بالهجوم السيبراني الكاسح علي مراكز إدارة المطارات الأمريكية! في إرباك شامل لها!

 

 

لذلك كانت الثقة في الخطاب الروسي والتي تنوعت بين ضرورة تغيير البنية الأوكرانية بالكامل والتهديد بأن المرة القادمة ستكون الضربة أكثر إيلاما ووجعا وتأثيرا! وهكذا عاد الحديث عن الجنرال سورو فيكين.. القائد الروسي الجديد للعمليات.. وهو العائد من سوريا بتكريمات عديدة لنجاحه هناك ولشهرته بالصرامة الشديدة! 
وهكذا في ٢٤ ساعة انقلبت الأوضاع تماما وتحقق ما قلناه في مقالين سابقين بينهما أسابيع بعنوان الغضب الروسي  وغضبة بوتين!

الجريدة الرسمية