رئيس التحرير
عصام كامل

أكرموا كباركم أكرمكم الله!

احتفلت مصر مع العالم كله بيوم المسنين، كبار السن من الآباء والأمهات والأجداد، كما ستحتفل بعد ساعات بعيد الانتصار العظيم على إسرائيل في حرب أكتوبر عام 1973، ومما يسترعى الانتباه ويثير الاهتمام، بعد تأمل الفترة الممتدة من جيل أكتوبر إلى جيل المسنين الحالي الذي أعلنت الدولة أنها تحتفى بهم وتوقرهم وتقدر عطاءاتهم، أن هذا الجيل بالضبط هو من عاصر الأحداث الكبرى، الانتصارات والهزائم، هو من عاش حرب العدوان الثلاثي، وحرب اليمن، وحرب يونيو، ثم حرب الاستنزاف، ثم الحرب العظيمة لقواتنا المسلحة وعبور قناة السويس وبروز القوة العربية السادسة في العالم..

 

هكذا كان الغرب يطلق علي العرب بعد أن انتصر ت مصر بالتخطيط والعلم والشجاعة، ومعها الدور السعودي العظيم بقطع البترول، فعرفت أوروبا وأمريكا أن العرب قوة واحدة، عسكرية واقتصادية، لكنها فرحة لم تتم، فقد جرى اغتيال الملك فيصل بطل معركة البترول، ثم اغتيال بطل الحرب والسلام أنور السادات، وشهد هذا الجيل أيضا سنوات الإرهاب منذ نهاية عصر السادات وحتى الخمسة عشر عاما الأولى من حكم الرئيس الراحل مبارك.

حزب الكنبة

 

فقد توقف الإرهاب وبدأت مراجعات فقهية، وتوقفت الجماعة الإسلامية منفذة مذبحة السياح في معبد حتشبسوت بالأقصر عام ٩٧ عن سفك الدماء، ثم جرى الغضب المدبر على حكم مبارك في ٢٥ يناير ٢٠١١، ووقعت الخطيئة السياسية الكبرى في حق الوطن، وهي خروج الشباب على العائلة وإهدار قيم البنوة ثم تسليم الوطن للإرهابيين بدعوى الديمقراطية، واعتبار كبار السن نفايات زمنية، وأنهم لا يصلحون للعمل ولا للعطاء، ويجب ازاحتهم لصالح شباب الثورة -المؤامرة.. تحت شعار كفاية عليهم ما أخذوه.


لقد خرب هؤلاء الوطن وعرضوه للتدخل الخارجي، وتعاملوا عليه، وتعطلت عجلة العمل والانتاج، وصارت الدولة مثقلة بأعباء المرتبات والمعيشة ورفع الأجور، وكان لابد من تدخل الكبار، كبار السن، حزب الكنبة، الذين خرجوا من بيوتهم ليعدلوا الميزان، ويقودوا بلدهم نحو بر الامان، وهؤلاء هم من طلبوا تدخل الجيش وهم من اختاروا الرئيس السيسي.


كبار السن إذن في شبابهم دافعوا عن الوطن واستردوا الأرض المقدسة في سيناء، وهم في شيبتهم من خرجوا يهتفون ومنهم من ارتدى بدلته العسكرية طالبا تجنيده، ليصد عن الوطن مؤامرة العمالة والخيانة.


واليوم هؤلاء بلغوا ما بعد الستين والخامسة والستين ومنهم من بلغ السبعين وتجاوزها، وهم أكثر من ثلاثة ملايين رجل ومثلهم وأكثر قليلا من كبار السن من السيدات، ولابد أنهم في عيشة صعبة، بسبب من أزمة الوطن المرتبطة بأزمة العالم، وصحيح أن الحكومة توفر امتيازات صحية محدودة، وعلاوات، لكنها أيضا محدودة.
كبار السن في مصر يحتاجون رعاية أكبر وزيادات أكرم تصون كبرياءهم وترفع عنهم ألم الحوجة لأولادهم، فأسعار الدواء والغذاء توحشت، والمسنون لا قوة لهم ولا عمل فمعظمهم حتى من أصحاب الكفاءات تم اقصاؤهم بفعل فاعل.. أكرموا كباركم أكرمكم الله.

الجريدة الرسمية