رئيس التحرير
عصام كامل

نورت‭ ‬يا‭ ‬قطن‭ ‬النيل.. الشرقية تسترد عرشها المفقود.. وزيادة الإنتاج يعيد البهجة إلى مزارعي بني سويف

قطن - أرشيفية
قطن - أرشيفية

تعيش‭ ‬محافظات‭ ‬مصر‭ ‬أفراحا‭ ‬كبرى‭ ‬خلال‭ ‬موسم‭ ‬جنى‭ ‬محصول‭ ‬القطن،‭ ‬الذي‭ ‬تعتبره‭ ‬الغالبية‭ ‬من‭ ‬الفلاحين‭ ‬قد‭ ‬عاد‭ ‬بهم‭ ‬للزمن‭ ‬الجميل‭ ‬وقت‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬موسم‭ ‬الحصاد‭ ‬يساوى‭ ‬الكثير،‭ ‬يسهم‭ ‬فى‭ ‬توفير‭ ‬مصروفات‭ ‬التعليم‭ ‬لأكابر‭ ‬العائلة‭ ‬بالخارج،‭ ‬والزواج‭ ‬لمن‭ ‬يريد‭ ‬استكمال‭ ‬نصف‭ ‬دينه،‭ ‬ويعطى‭ ‬أصحاب‭ ‬الرغبة‭ ‬فى‭ ‬التوسع‭ ‬حق‭ ‬البناء‭ ‬الجديد‭ ‬وشراء‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الأراضى،‭ ‬وفوق‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يعظم‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬الثروة‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الفلاحين‭.

‬بخلاف‭ ‬ذلك‭ ‬يمثل‭ ‬إعادة‭ ‬القطن‭ ‬لسابق‭ ‬عهده‭ ‬الكثير‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمسئولين‭ ‬فى‭ ‬وزارة‭ ‬الزراعة‭ ‬والفلاحين‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬فالقطن‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬التاريخية‭ ‬للاقتصاد‭ ‬المصرى،‭ ‬وإعادة‭ ‬هذا‭ ‬البند‭ ‬المستقطع‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬بفعل‭ ‬الإهمال‭ ‬والتراخى‭ ‬وجفاف‭ ‬الفكر‭ ‬والابتكار‭ ‬يعنى‭ ‬استعادة‭ ‬المجتمع‭ ‬زخم‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالزراعة‭ ‬وأهلها‭ ‬والقائمين‭ ‬عليها،‭ ‬وهو‭ ‬إنجاز‭ ‬لا‭ ‬يقدر‭ ‬بثمن‭.‬

عرش الشرقية

وحقق‭ ‬محصول‭ ‬القطن‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بالشرقية‭ ‬طفرة‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬مما‭ ‬أدخل‭ ‬الفرحة‭ ‬على‭ ‬قلوب‭ ‬المزارعين‭.‬


من‭ ‬جانبه‭ ‬يقول‭ ‬المهندس‭ ‬أشرف‭ ‬طه‭ ‬نصير،‭ ‬القائم‭ ‬بأعمال‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الزراعة‭ ‬بالشرقية،‭ ‬إن‭ ‬الشرقية‭ ‬تضع‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أولوياتها‭ ‬الزراعية‭ ‬استعادة‭ ‬القطن‭ ‬المصرى‭ ‬جدارته‭ ‬بين‭ ‬المحاصيل‭ ‬الصيفية،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬القطن‭ ‬يتميز‭ ‬بكونه‭ ‬محصولا‭ ‬ثلاثي‭ ‬الأغراض‭ ‬يستخرج‭ ‬منه‭ ‬زيت‭ ‬بذرة‭ ‬القطن‭ ‬وعلف‭ ‬للحيوانات،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬محصول‭ ‬إستراتيجى‭ ‬مهم‭ ‬للاقتصاد‭ ‬المصرى‭ ‬ويمثل‭ ‬حلولًا‭ ‬لمشكلات‭ ‬كثيرة‭ ‬يعانى‭ ‬منها‭ ‬الاقتصاد‭.‬


وأوضح‭ ‬‮ «‬نصير‮»‬‭ ‬ أن‭ ‬صنف‭ ‬القطن‭ ‬جيزة‭ ‬94‭ ‬تبكير‭ ‬يجنى‭ ‬وهو‭ ‬عمر‭ ‬145‭ ‬يوما‭ ‬لتعلن‭ ‬مصر‭ ‬للعالم‭ ‬أن‭ ‬الذهب‭ ‬الأبيض‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬تذهب‭ ‬جودة‭ ‬تيلته‭ ‬رغم‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭.‬


وتابع‭: ‬عملية‭ ‬جنى‭ ‬القطن‭ ‬تتم‭ ‬على‭ ‬مرحلتين،‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭: ‬عندما‭ ‬تصل‭ ‬نسبة‭ ‬التفتيح‭ ‬إلى‭ ‬60‭%‬،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬يتم‭ ‬جنى‭ ‬القطن،‭ ‬والمرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬لضمان‭ ‬جودة‭ ‬ورتبة‭ ‬القطن‭ ‬العالية،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جنى‭ ‬القطن‭ ‬على‭ ‬مرتين‭ ‬يساعد‭ ‬فى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬رتبة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الجنية‭ ‬الأولى،‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬بقاء‭ ‬اللوز‭ ‬المتفتح‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬بدون‭ ‬جنى‭ ‬وعدم‭ ‬تعرضه‭ ‬للعوامل‭ ‬الجوية‭ ‬أو‭ ‬السقوط‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬والاختلاط‭ ‬بالتراب،‭ ‬ما‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬رتبته‭ ‬وعلى‭ ‬اللون‭ ‬الطبيعى‭ ‬للصنف‭.‬


وأشار‭ ‬وكيل‭ ‬الوزارة‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬وضع‭ ‬القطن‭ ‬على‭ ‬مفارش‭ ‬نظيفة‭ ‬مع‭ ‬التقليب‭ ‬والفرفرة‭ ‬مع‭ ‬الفرز‭ ‬وفصل‭ ‬الفصوص‭ ‬المصابة‭ ‬والجافة‭ ‬والمبرومة‭ ‬والمتفتحة‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬طبيعى‭ ‬على‭ ‬حدة،‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬رتبة‭ ‬أعلى‭ ‬وسعر‭ ‬أفضل،‭ ‬منوهًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجنى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬بعد‭ ‬تطاير‭ ‬الندى،‭ ‬وفى‭ ‬حالة‭ ‬الجنى‭ ‬وقت‭ ‬وجود‭ ‬الندى،‭ ‬يجب‭ ‬نشر‭ ‬القطن‭ ‬فى‭ ‬الشمس‭ ‬ولا‭ ‬يفرز‭ ‬أو‭ ‬يعبأ‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬جفافه،‭ ‬ويعبأ‭ ‬فى‭ ‬أكياس‭ ‬من‭ ‬الخيش‭ ‬النظيفة‭ ‬ثم‭ ‬تغلق‭ ‬بدوبارة‭ ‬من‭ ‬القطن،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬تعبئة‭ ‬القطن‭ ‬فى‭ ‬أكياس‭ ‬السماد‭ ‬أو‭ ‬البلاستيك‭.‬
مساهمات‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬الإنتاج.


كانت‭ ‬مديرية‭ ‬الزراعة‭ ‬بالشرقية‭ ‬وفرت‭ ‬التقاوى‭ ‬الجيدة‭ ‬للمزارعين‭ ‬وكذلك‭ ‬مبيدات‭ ‬مكافحة‭ ‬الآفات‭ ‬بالسعر‭ ‬المدعم‭ ‬والمضمون‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬جهاز‭ ‬مكافحة‭ ‬الآفات‭ ‬والإرشاد‭ ‬الزراعى‭ ‬طوال‭ ‬موسم‭ ‬الزراعة‭.‬
تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المساحات‭ ‬المزروعة‭ ‬بمحصول‭ ‬القطن‭ ‬بمحافظة‭ ‬الشرقية‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بلغت‭ ‬نحو‭ ‬56‭ ‬ألف‭ ‬فدان،‭ ‬بزيادة‭ ‬قدرها‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬فدان‭ ‬عن‭ ‬العام‭ ‬الماضى‭ ‬ببذور‭ ‬منتقاة‭ ‬من‭ ‬صنف‭ ‬جيزة‭ ‬94‭ ‬الذى‭ ‬يتميز‭ ‬بالنمو‭ ‬الثمرى‭ ‬عن‭ ‬الخضرى‭ ‬وغزارة‭ ‬ثماره‭ ‬وملاءمته‭ ‬للظروف‭ ‬الجوية‭ ‬ومقاومته‭ ‬للأمراض‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬نضجه‭ ‬مبكرا‭ ‬عن‭ ‬الأصناف‭ ‬الأخرى‭.‬


وبدأت‭ ‬زراعة‭ ‬محصول‭ ‬القطن‭ ‬فى‭ ‬منتصف‭ ‬شهر‭ ‬أبريل‭ ‬لتستمر‭ ‬حتى‭ ‬منتصف‭ ‬يونيو،‭ ‬ولم‭ ‬يسمح‭ ‬بالزراعة‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬الموعد‭ ‬لتجنب‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬الزراعات‭ ‬المتأخرة‭ ‬متمثلة‭ ‬فى‭ ‬ضعف‭ ‬الإنتاجية‭ ‬وزيادة‭ ‬احتمالات‭ ‬الإصابة‭ ‬بالآفات‭ ‬نتيجة‭ ‬تعرضها‭ ‬لموجات‭ ‬الحر‭ ‬المتتالية‭ ‬وقد‭ ‬تمت‭ ‬زراعة‭ ‬مساحات‭ ‬كبيرة‭ ‬فى‭ ‬المراكز‭ ‬الشمالية‭ ‬بالمحافظة‭ ‬بالحسينية‭ ‬ومنشأة‭ ‬أبوعمر‭ ‬وصان‭ ‬الحجر‭ ‬وأولاد‭ ‬صقر‭ ‬وكفر‭ ‬صقر‭ ‬وأبو‭ ‬كبير‭ ‬وديرب‭ ‬نجم‭ ‬وبلبيس،‭ ‬وذلك‭ ‬لخصوبة‭ ‬التربة‭ ‬وتوافر‭ ‬الظروف‭ ‬المناخية‭ ‬الملائمة‭ ‬لزراعة‭ ‬القطن‭ ‬هذا‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬وقوعها‭ ‬فى‭ ‬نهايات‭ ‬الترع‭ ‬واكتساب‭ ‬المزارعين‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬المناطق‭ ‬خبرات‭ ‬موروثة‭ ‬عن‭ ‬آبائهم‭ ‬بقدرتهم‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أعلى‭ ‬إنتاجية‭.‬


من‭ ‬جانبها‭ ‬حددت‭ ‬مديرية‭ ‬الزراعة‭ ‬بالشرقية‭ ‬28‭ ‬حلقة‭ (‬ائتمان‭ + ‬4‭ ‬حلقات‭ ‬مراقبة‭ ‬بصان‭ ‬الحجر‭) ‬لتداول‭ ‬الأقطان‭ ‬وفق‭ ‬الآلية‭ ‬الجديدة،‭ ‬وهم‭ ‬مراكز‭ ‬صان‭ ‬الحجر‭ ‬11‭ ‬حلقة،‭ ‬وأولاد‭ ‬صقر‭ ‬5‭ ‬حلقات،‭ ‬ومنشأة‭ ‬أبو‭ ‬عمر‭ ‬2‭ ‬حلقة،‭ ‬وديرب‭ ‬نجم‭ ‬2،‭ ‬وكفر‭ ‬صقر‭ ‬حلقة‭ ‬واحدة،‭ ‬والزقازيق‭ ‬والقنايات‭ ‬وأبو‭ ‬حماد‭ ‬حلقة‭ ‬واحدة،‭ (‬محلج‭ ‬أبو‭ ‬الأخضر‭) ‬وبلبيس‭ ‬ومشتول‭ ‬السوق‭ ‬حلقة‭ ‬واحدة،‭ ‬وأبو‭ ‬كبير‭ ‬وفاقوس‭ ‬حلقة‭ ‬واحدة،‭ (‬منشأة‭ ‬أبو‭ ‬رضوان‭) ‬والحسينية‭ ‬3‭ ‬حلقات،‭ ‬وأخيرا‭ ‬منيا‭ ‬القمح‭ ‬حلقة‭ ‬واحدة‭ (‬ميت‭ ‬يزيد‭.


من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬التقت‭ ‬“فيتو”‭ ‬بالمواطن‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬الحميد،‭ ‬الذى‭ ‬يعمل‭ ‬مزارعا‭ ‬باليومية‭ ‬هو‭ ‬زوجته‭ ‬وابنته‭ ‬لجمع‭ ‬محصول‭ ‬القطن‭ ‬وممسكا‭ ‬بيده‭ ‬بأكياس‭ ‬بلاستيكية‭ ‬وأجولة‭ ‬لجمع‭ ‬المحصول‭ ‬فيما‭ ‬ينتشر‭ ‬حولهم‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والرجال‭ ‬والأطفال‭ ‬يتسابقون‭ ‬لجنى‭ ‬القطن‭ ‬ووضعه‭ ‬فى‭ ‬الأكياس‭ ‬وقد‭ ‬ارتسمت‭ ‬الابتسامة‭ ‬على‭ ‬شفاههم‭ ‬آملين‭ ‬فى‭ ‬إنهاء‭ ‬يومهم‭ ‬لتقاضى‭ ‬أجورهم‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬منازلهم‭ ‬فرحين‭ ‬بحفنة‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬النقود‭ ‬تكفيهم‭ ‬لشراء‭ ‬المستلزمات‭ ‬الضرورية‭ ‬لمنزلهم‭ ‬البسيط‭ ‬الكائن‭ ‬بالقرية‭.‬


‮«‬ننتظر‭ ‬جنى‭ ‬المحصول‭ ‬بفارغ‭ ‬الصبر‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬عشان‭ ‬نطلع‭ ‬بأى‭ ‬فلوس‭ ‬نحاول‭ ‬نساعد‭ ‬بها‭ ‬فى‭ ‬جهاز‭ ‬ابنتنا‭ ‬تمهيدا‭ ‬لزواجها‭ ‬مستقبلا‮»‬،‭ ‬يقول‭ ‬الرجل‭ ‬الخمسينى‭ ‬عندما‭ ‬سألناه‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬عمله‭ ‬فى‭ ‬الحقول‭ ‬وبرفقته‭ ‬زوجته‭ ‬وابنته،‭ ‬مضيفا‭: ‬‮«‬موسم‭ ‬جنى‭ ‬القطن‭ ‬ننتظره‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬ويعتبر‭ ‬مصدر‭ ‬دخل‭ ‬جيد‭ ‬لأسرتى‭ ‬الصغيرة‮»‬‭.‬


من‭ ‬ناحيته،‭ ‬يقول‭ ‬الحاج‭ ‬محمد‭: ‬‮«‬زراعة‭ ‬القطن‭ ‬حازت‭ ‬على‭ ‬اهتمام‭ ‬المسئولين‭ ‬بالدولة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بعد‭ ‬توافر‭ ‬الأماكن‭ ‬اللازمة‭ ‬لتصريف‭ ‬المحصول‭ ‬عكس‭ ‬العام‭ ‬الماضى‭ ‬الذى‭ ‬وقعنا‭ ‬فيه‭ ‬ضحايا‭ ‬للسماسرة‭ ‬وتعرضنا‭ ‬لخسائر‭ ‬فادحة‭ ‬وبيوتنا‭ ‬خربت‮»‬،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬قوله‭.‬


يضيف‭: ‬‮«‬يتوافر‭ ‬لنا‭ ‬البذور‭ ‬والتقاوى‭ ‬الجيدة‭ ‬لكن‭ ‬المشكلات‭ ‬التى‭ ‬تواجهنا‭ ‬دائمًا‭ ‬هى‭ ‬تكلفة‭ ‬العمالة،‭ ‬حيث‭ ‬يحصل‭ ‬العامل‭ ‬فى‭ ‬اليوم‭ ‬الواحد‭ ‬على‭ ‬أجرى‭ ‬تتعدى‭ ‬90‭ ‬جنيها‭ ‬بخلاف‭ ‬تكاليف‭ ‬الزراعة‭ ‬والحصاد‭ ‬أو‭ ‬الجنى‮»‬‭.‬

 

صاحب‭ ‬السعادة

فيما قال‭ ‬المهندس‭ ‬رمضان‭ ‬الشافعى،‭ ‬أخصائى‭ ‬القطن‭ ‬بمديرية‭ ‬الزراعة‭ ‬فى‭ ‬بنى‭ ‬سويف،‭ ‬إن‭ ‬المساحة‭ ‬المزروعة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬داخل‭ ‬المحافظة‭ ‬من‭ ‬محصول‭ ‬القطن‭ ‬بلغت‭ ‬7‭ ‬آلاف‭ ‬و963‭ ‬فدانا‭ ‬بزيادة‭ ‬عن‭ ‬العام‭ ‬الماضى‭ ‬والتى‭ ‬بلغت‭ ‬4‭ ‬آلاف‭ ‬و789‭ ‬فدانا،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬المساحة‭ ‬فى‭ ‬القطن‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬اهتمام‭ ‬الدولة‭ ‬بالقطن‭ ‬والمزارعين‭.‬


وتابع‭: ‬الدولة‭ ‬تقدم‭ ‬للفلاحين‭ ‬الأسمدة‭ ‬ومستلزمات‭ ‬الإنتاج‭ ‬والإرشادات‭ ‬الدورية،‭ ‬فكل‭ ‬مبيد‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬الآخر،‭ ‬وعقد‭ ‬الندوات‭ ‬الإرشادية‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الإدارة‭ ‬المركزية‭ ‬للإرشاد‭ ‬الزراعى‭ ‬البرنامج‭ ‬الإرشادى‭ ‬يستهف‭ ‬النهوض‭ ‬بمحصول‭ ‬القطن‭ ‬ورفع‭ ‬الكفاءة‭ ‬الإنتاجية‭.‬


وأضاف‭: ‬تتميز‭ ‬محافظة‭ ‬بنى‭ ‬سويف‭ ‬بزراعة‭ ‬القطن‭ (‬جيزة‭ ‬95‭) ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أجود‭ ‬أنواع‭ ‬القطن‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬طويل‭ ‬التيلة،‭ ‬ولذلك‭ ‬يحتل‭ ‬مكانة‭ ‬تصديرية‭ ‬عالية‭ ‬نظرا‭ ‬لأن‭ ‬القطن‭ ‬المصرى‭ ‬يتميز‭ ‬بطولة‭ ‬ونعومته‭ ‬ومتانته،‭ ‬هذه‭ ‬الخصائص‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬عوامل‭ ‬وراثية‭ ‬وطبيعية‭ ‬متوفرة‭ ‬فى‭ ‬البيئة‭ ‬المصرية،‭ ‬كذلك‭ ‬يتميز‭ ‬الصنف‭ ‬بالإنتاجية‭ ‬العالية‭ ‬والتبكير‭ ‬فى‭ ‬النضج‭ ‬والتصافى‭ ‬العالى،‭ ‬مما‭ ‬يحقق‭ ‬كل‭ ‬الأهداف‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬صنف‭ ‬جديد‭ ‬يتم‭ ‬استنباطه‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬مركز‭ ‬البحوث‭ ‬الزراعية‭.‬


ومن‭ ‬جانبه‭ ‬قال‭ ‬المهندس‭ ‬عماد‭ ‬جنجن،‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الزراعة‭ ‬ببنى‭ ‬سويف،‭ ‬إن‭ ‬متوسط‭ ‬إنتاجية‭ ‬القطن‭ ‬لهذا‭ ‬الموسم‭ ‬بلغت‭ ‬9‭ ‬قناطير‭ ‬للفدان‭ ‬الواحد‭ ‬بزيادة‭ ‬نصف‭ ‬قنطار‭ ‬عن‭ ‬العام‭ ‬الماضى،‭ ‬بكافة‭ ‬المراكز‭ ‬السبع‭ ‬بالمحافظة‭.‬


وأضاف‭ ‬أن‭ ‬إستراتيجية‭ ‬العمل‭ ‬فى‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعى‭ ‬هدفها‭ ‬الرئيسى‭ ‬هو‭ ‬خدمة‭ ‬المزارعين‭ ‬وحل‭ ‬مشكلاتهم،‭ ‬لهذا‭ ‬تم‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬المركزية‭ ‬للتقاوى‭ ‬وإدارة‭ ‬الفحص‭ ‬والاعتماد،‭ ‬ومعهد‭ ‬بحوث‭ ‬القطن،‭ ‬‏وإدارة‭ ‬إنتاج‭ ‬التقاوى‭ ‬ببنى‭ ‬سويف‭ ‬وعضو‭ ‬من‭ ‬الإرشاد‭ ‬الزراعى‭ ‬يتمثل‭ ‬فى‭ ‬أخصائى‭ ‬القطن‏‭ ‬بالمحافظة‭ ‬لمتابعة‭ ‬الشكوى‭ ‬ووضع‭ ‬الحلول‭ ‬لها‭.‬


وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬حاليًا‭ ‬الاستعداد‭ ‬للموسم‭ ‬الزراعى‭ ‬الشتوى‭ ‬والذى‭ ‬يبدأ‭ ‬فى‭ ‬أول‭ ‬أكتوبر‭ ‬2022‭ ‬وينتهى‭ ‬بنهاية‭ ‬فبراير‭ ‬2023،‭ ‬حيث‭ ‬تشمل‭ ‬زراعات‭ ‬الموسم‭ ‬الشتوى‭ ‬المقبل‭ ‬محاصيل‭ ‬القمح،‭ ‬البنجر،‭ ‬والبصل،‭ ‬الثوم‭ ‬والخضار‭ ‬والزراعات‭ ‬الطبية‭ ‬والعطرية‭.‬


وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المساحة‭ ‬الإجمالية‭ ‬الزراعية‭ ‬بكافة‭ ‬المحاصيل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬محافظة‭ ‬بنى‭ ‬سويف،‭ ‬تقدر‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬296‭ ‬ألفا‭ ‬و340‭ ‬فدانًا،‭ ‬موزعة‭ ‬بواقع‭ ‬238681‭ ‬فدان‭ ‬‮«‬ائتمان‮»‬‭ ‬و18548‭ ‬فدانا‭ ‬‮«‬إصلاح‭ ‬زراعي‮»‬،‭ ‬و39113‭ ‬فدانا‭ ‬‮«‬أراض‭ ‬جديدة‭ ‬ومراقبات‮»‬،‭ ‬منوها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إجمالى‭ ‬الجمعيات‭ ‬الزراعية‭ ‬بالمحافظة‭ ‬تبلغ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬250‭ ‬جمعية،‭ ‬منها‭: ‬221‭ ‬جمعية‭ ‬تابعة‭ ‬للائتمان،‭ ‬و22‭ ‬جمعية‭ ‬إصلاح‭ ‬زراعى،‭ ‬و11‭ ‬جمعية‭ ‬مراقبات‭.‬‬ 

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية