رئيس التحرير
عصام كامل

حكم قاسٍ لأم وزوجها عذبا طفلتهما بـ "حمام ثلج" في بريطانيا

الأم وزوجها المتهمان
الأم وزوجها المتهمان بتعذيب الطفلة ذات الخمس سنوات

أصدرت محكمة تاج ليدز البريطانية حكمها على أم وزوجها بالسجن ٣ سنوات؛ لتعذيبهما طفلة تبلغ من العمر ٥ سنوات بتركها في حماممن الثلج كعقاب مؤلم حتى أوشكت على الموت.

واستمعت المحكمة لأقوال والدة الطفلة وتدعى جورجيا نيومان، 29 عامًا، وزوج الأم جوردان مايكل كيلكيني، 29 عامًا، عن الواقعة واعترفا بالجريمة البشعة لسوء تصرف الطفلة على حد قولهما.

استدعاء سيارة الإسعاف

ولم يتوقف الزوجان عند هذا الحد، بل تركا الطفلة بعد أن فقدت الوعي وتأخرا في استدعاء سيارة الإسعاف لأكثر من ٤٥ دقيقة في محاولة لتدفئتها بمفردهما خوفًا من أن تنكشف فعلتهما.

وأضافت الأم بعد اعترافهما بالواقعة أنها حاولت إخراج طفلتها من الحمام ولكنها ادعت أن الطفلة رفضت.

ووصل المسعفون إلى العقار في ليدز، غرب يوركشاير، ليجدوا الطفلة فاقدة للوعي، لون جلدها أزرق، تعاني من نوبة صرع، وبعد وصولها للمستشفي تم وضعها على جهاز التنفس الصناعي، وتوقع الأطباء أنها لن تنجو لسوء حالتها الصحية.

 محاولة إنقاذ الطفلة

بذل الأطباء كافة جهودهم في محاولة إنقاذ الطفلة البريئة ذات الخمس سنوات، فقاموا بتغطيتها ببطانية تدفئة لرفع حرارتها وكذلك استخدموا غسول للمثانة لدفع السائل الدافئ عبر جسدها.

وقال المدعي العام ريتشارد وولفول للمحكمة: إن المسعف لم يستطع أيضًا فرد جسدها لأنه كان شديد التصلب من البرودة، حيث انخفضتدرجة حرارة جسم الطفلة إلى 25 درجة مئوية، أي أقل بمقدار 12 درجة عن درجة حرارة الجسم الطبيعية.

ووصف أحد الخبراء الطبيين وضع الطفلة وقتها بأنه يشبه شخصًا كان "يطفو في بحر الشمال".. وأضاف أنه لم يرَ في حياته أي شخص نجا من هذا الانخفاض الشديد في درجة الحرارة.

وعلى عكس المتوقع، تعافت الطفلة تمامًا وتعيش الآن مع والدها البيولوجي.

وزعم المتهمان عقب القبض عليهما عدم معرفتهما سبب البرودة التي أصابت الطفلة وقالت والدتها: إن سبب الإغماء أن الطفلة انزلقت وصدمت رأسها.

وعندما أخذت الشرطة أقوال الطفلة بعد تعافيها أوضحت أن زوج الأم كيلكيني هو من وضعها في الحمام، بتوجيه من والدتها، لسوء تصرفها.


 3 سنوات و6 شهور

جاء الحكم مخففًا بثلاثة سنوات و٦ أشهر للأم نظرًا لأنها كانت حاملًا في ذلك الوقت، وقيل أنها كانت تعاني من القلق الشديد والاكتئاب، ورأت المحكمة أن هذه السنوات أمامها لتعدل من سلوكها، وبالفعل بدأت منذ لحظة الحكم تشعر بالمرارة والندم على ما حدث.

أما ممثل الدفاع عن زوج الأم مارك فولي فقال: “إن موكله لم يقصد التسبب في أي ضرر جسيم وإنه يشعر بالاشمئزاز مما فعله”.

ووصف القاضي روبن مايرز الحادث أثناء إصدار الحكم على الزوجين بأن ما فعلاه تجاه الطفلة عقاب قاسٍ وغير عادي، ووجه الحديث للأم قائلا: "لقد كانت ابنتك على بعد خطوات من الموت، هذا ما فعله بها عقابك، لذلك ستتعرضان لعقوبة شديدة وحساب عسير". 

الجريدة الرسمية