رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

صناعة السخط.. الهدف الأسمى للكتائب الإلكترونية للجماعات الدينية

احتجاجات الإسلاميين
احتجاجات الإسلاميين

رغم تراجعها على كل المستويات، تسعى التيارات الدينية المعادية للدولة والمناصرة لجماعة الإخوان اللعب على الأزمات وصناعة سخط مجتمعي جارف بشأنها، بما يعيد الفرص والأمل لهذه التيارات للعودة للسلطة مرة آخرى.

 

إضعاف الدول

 

وفي هذا السياق يقول فهد العتيبي، الكاتب والباحث، إن الجماعات المتطرفة تلعب على صناعة السخط بين صفوف الجماهير من أجل إضعاف الدول العربية وتمزيق لحمتها الوطنية، إذ يتبع القائمون على هذه الصناعة العديد من الاستراتيجيات لتحقيق أهدافهم ويرصدون لها الميزانيات الضخمة، وغالبا ما يستخدمون الدين لتحقيق أهدافهم. 

 

وأضاف: يستقطبون الماهرون في التعامل مع التقنيات والتكنولوجيا ووسائل الإعلام، ويختارون المواضيع المطروحة ولاسيما المتعلقة بالعقيدة، والتي لها التأثير الأقوى على الملتقى حسب طبيعة كل مجتمع.

 

واستكمل: يشترون لها الأبواق المعروضة للبيع من أسواق نخاسة خيانة الأوطان ليشعروا المتلقي بأن خطاب السخط، الموجه له هو خطاب ديني، والحقيقة أن هذا الخطاب لا يمت للدين بصلة، بل هو خطاب معادٍ للدين وللوطن وأهله حتى وإن قدمه من يتحدث لغتنا، ويدعي أنه يدين بديننا، ويريد إيهامنا أنه غيور على الوطن.

 

اضاف: من الأساليب المتبعة في صناعة السخط أسلوب المبالغة والتفخيم عند الحديث عن السلبيات كما نرى الآن ما يحدث على الساحة. 

 

أوضح الباحث أن التيارات الدينية تستغل وضع المجتمع العربي والإسلامي حاليا، إذ يعيش حالة من التدين الشكلي بعيدًا كل البعد عن الروحانية الحقيقية، وتابع: أصبح التدين عند البعض نقابًا وإطلاق شعر لحية وخط متشدد حذر منه الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري: «إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا».

 

خطاب تكفيري عنيف 

 

استكمل: غابت أبعاد الفرح والطمأنينة من ممارسة الدين، وتحول لدى الكثيرين إلى خطاب تفكيري عنيف يبرر القتل ورفع السيف باسم الدفاع عن الدين ونشره، مضيفة: عندما تغيب الروحانية الصادقة لا يبقى من الدين إلا هذا الجانب الحاد المتطرف في العقيدة والتأويل.

 

وأضاف: حصر الله عز وجل مهمة النبوة بقوله: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، عموم البشر وسواهم من الكائنات، وذلك هو أبلغ دلالات اللطف الشامل الذي يعامل به الخالق خلقه.

 

وأشار إلى أن البعض غيب كل معاني الرحمة والمودة والقرب التي تدخل في صفات الله التي هي إطار علاقته بالبشر، وأصبح الدين يقدم من بعض الدعاة في شكل تحريم أوجه الجمال والحب في الوجود.

Advertisements
الجريدة الرسمية