رئيس التحرير
عصام كامل

سر تصاعد الصراع بين أجيال القيادة في حركة النهضة التونسية

راشد الغنوشي
راشد الغنوشي

كل يوم يمر على حركة النهضة ـ ذراع الإخوان في تونس ـ تتحلل ذاتيا وتتضاعف أزماتها، مؤخرًا أعلن رئيس الحركة راشد الغنوشي استعداده للتنحي عن القيادة بسبب التوترات التي تجرى داخلها منذ تجميد البرلمان وانقلاب مؤسسات الدولة ضدها. 

 

الخلافات التنظيمية خرجت كثيرا خلال الأشهر الماضية للعلن كما هو الحال في كل أذرع الإخوان بالعالم عندما تحل بهم كارثة، وانشطر التنظيم التونسي إلى عدة جبهات، بين الأجيال التاريخية والوسط والشباب. 

 

تدهور النهضة 

 

منذ صدور قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد، التي اتخذها في 25 يوليو من العام الماضي، وحركة النهضة ـ إخوان تونس ـ تتصاعد فيها الإضطرابات بشدة، بسبب جمود الحركة وعدم قدرتها على التحرك وفقا لمعطيات الأزمة التي يبدو أنها ستمتد كثيرًا حتى تقضى تماما على بنية النظام السياسي الذي تشكل مع فوران ثوران الربيع العربي ومكن النهضة من السيطرة على أغلب مفاصله.

 

على مدار الأشهر الماضية والأزمات تتصاعد داخل النهضة، بعد أن اتضح للقواعد الداخلية التباعد الكبير بين ماتعلنه الحركة من شعارات، وما تدار به الأمور، وكيف تتحرك القرارات عبر دائرة صغيرة للغاية على رأسها راشد الغنوشي، والتي وتخرج غالبا بتوصيات ليست في صالح الحركة، ما جعلها مع الوقت أكبر متضرر مما حدث حتى الآن في تونس.

 

يقول عبد العزيز الخميس، الكاتب والباحث أن الأشهر الماضية، كشفت النقاب عن أفكار وقناعات الحركة المليئة بالأزمات الفكرية والسياسية والتنظيمية، والتي لم تختلف عن غيرها من الحركات الدينية في عالمنا العربي، مردفا: قرارات الرئيس قيس سعيد بتجميد البرلمان كشفت الحركة تماما وأوضحت تناقضاتها للشارع التونسي. 

 

أضاف: احتفال التونسيون في الشوارع ومساندتهم لقرارات سعيد حتى الآن ورفضهم التفاعل مع نداءات الحركة وأنصارها للاعتراض على السياسة الأحادية للرئيس في قيادة المشهد، يؤكد أن النهضة  تعيش عزلة جماهيرية عميقة ترتبت على الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الحادة التي تسبب فيها إهمال الحكومات المتعاقبة التي ركزت على مساعي تمكين النهضة وتعزيز سيطرتها على مفاصل الدولة.

 

تابع الباحث: قبل قرارات قيس سعيد كانت حركة النهضة مطمئنة على وضعها السياسي في البلاد، وتستند على دعمها سياسيا وإعلاميا من الخارج لاستمرار إحكام سيطرتها على البلاد بعد أن سربت عناصرها وقياداتها إلى كل مفاصل الدولة

 

الديمقراطية المفقودة داخل الحركة 

 

يرى الحميس أن الحركة فصلت إعلاميا فقط بين الدعوة والسياسة بعد ما جرى للإخوان في مصر وغيرها من أزمات  ولهذا عجزت عن حسم مسألة الديمقراطية الداخلية، بعد تفجر الصراع الحاد بين جناح الغنوشي القديم والجناح الشاب الذي سأم انفرادهم بالقرار والسلطة داخل الحركة وتبعات ذلك من الصدام المدمر مع كل مكونات المجتمع.

 

اختتم: خسرت الحركة امتحان الديمقراطية، والآن تتزايد الاستقالات والمواقف الغاضبة داخلها، ما يؤكد أن النهضة ستعيش خلال الفترات القادمة أزمة حادة أكبر ستضعها في دائرة المسائلة الشعبية والقانونية، ولاسيما بعد أن جردها الرئيس سعيد من كل أسلحتها التشريعية والقضائية والمالية والإعلامية، التي هيمنت بها على المشهد السياسي التونسي طوال عقد كامل

الجريدة الرسمية