رئيس التحرير
عصام كامل

حواديت الثانوية العامة

يخرج الأبناء يوميَّا من بيوتهم متوجهين إلى مدارسهم.. تحفهم دعوات والديهم بالتوفيق ويحيطهم الرجاء بالنجاح وتظللهم عناية الله وحده بالعودة سالمين سواء من المدرسة أو من مقر الحصول على الدرس الخصوصي. إمشي في شوارعنا واستقل مواصلاتنا فأجد البنين والبنات وقد أمسك كل منهم بكتاب وكراس وملزمة أو ما يسمى مذكرة في تحصيله دروس المادة.. فيتيه عقلي كثيرا في معان بعيدة.. 

 

تدبر الأسر المصرية من قوت يومها من أجل أن يتعلم ابناؤها، ويحصلون على مواقع ومراكز أفضل حالا، وما أن تحل نتيجة الثانوية العامة حتى نجد ردود الأفعال المتباينة لدى أسرنا المصرية بين من يقيم الأفراح ومن ينظم مراسم العزاء؛ حتى أصبحنا في حاجة إلى دعم نفسي للطلاب المغلوبين على أمرهم.. 

 

ولست مبالغا بقولي: إن الشكاوى المتصاعدة بشأن نتيجة الثانوية العامة تستدعي تحقيقات موسعة لوضع الأمور في نصابها بعد أن أصاب الطلاب المتظلمين ما أصابهم، إن الأسر لا تريد إلا العدل وإنصاف أبنائها مع وضع آلية سريعة لحسم التظلمات المقدمة والتي أرى رسومها فوق طاقة الأسر البسيطة؛ بحيث يتمكن المتظلمون لاحقا من استكمال إجراءات التنسيق والالتحاق بالكليات بأقرب وقت ولا يتعرضون للتعطل.

 

إن طلابنا بحاجة إلى أن ننظر إليهم بعين الرحمة وأن تكون شكاواهم موضع اعتبار.. خصوصا مع ما يحمله التعليم في بلادنا من قيمة كبيرة لدى المصريين كافة؛ حيث يعكس إيمانهم به ما لديهم من انتماء لحضارتهم ودينهم وتاريخهم.. إن المسؤولية كبيرة وتتطلب أن يكون من هم في مواقعها أهلا لها وقادرين على الوفاء بمتطلباتها.. والله من وراء القصد.

الجريدة الرسمية