رئيس التحرير
عصام كامل

تقارير: لعبة أردوغان المزدوجة تؤدي إلى انتقام واشنطن منه

أردوغان
أردوغان

رأت صحيفة ”فاينانشيال تايمز“ البريطانية أن لعبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ”المزدوجة والمحفوفة بالمخاطر“ التي يمارسها منذ بدء الحرب في أوكرانيا، بالإضافة إلى تعاونه الوثيق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قد يؤديان إلى انتقام لا مفر منه من قبل واشنطن.

وقالت الصحيفة: ”على الرغم من أن الغزو الروسي لأوكرانيا أتاح الفرصة أمام أردوغان، للعب دور رجل الدولة، فضلا عن توسطه في صفقة سمحت باستئناف شحنات الحبوب من الموانئ الأوكرانية، إلا أنه حرص في المقابل على حماية العلاقات الاقتصادية المهمة مع موسكو“.

وذكرت الصحيفة: ”بعد لقائه مع بوتين، يوم الجمعة الماضي، تشعر العواصم الغربية بالقلق من أن أردوغان، يعمق روابطه مع موسكو بينما يفعل شركاؤه في الناتو العكس، حيث يبحث الكرملين عن طرق لتجاوز العقوبات الغربية.. الرئيس التركي يلعب لعبة معقدة ولكنها محفوفة بالمخاطر“.

وأوضحت ”لم تعتمد تركيا العقوبات الغربية على موسكو، لكنها في المقابل تشتري النفط والغاز الروسيين كالمعتاد.. وأبقت أنقرة أجواءها مفتوحة أمام الطائرات التجارية الروسية، وهي حريصة على الاحتفاظ بتجارة السياحة الروسية المربحة“.

وأضافت ”لا يزال ما اتفق عليه أردوغان وبوتين، بالضبط في منتجع سوتشي الروسي غير واضح.. وصدر بيان مشترك عن زيادة العلاقات التجارية والطاقة وتعميق التعاون في قطاعات تشمل النقل والصناعة والتمويل والبناء“.

وتابعت ”لدى أردوغان، سبب وجيه لجذب التدفقات المالية الروسية، إذ يحاول الفوز بإعادة انتخابه وسط أزمة اقتصادية متصاعدة ناجمة عن سوء إدارته الاقتصادية.. وعلى الرغم من عضويتها في الناتو، ليس على تركيا أي التزام قانوني فيما يتعلق بالعقوبات الغربية على روسيا“.

وأشارت الصحيفة إلى أن ”أي تعميق للعلاقات الاقتصادية مع موسكو ربما يؤجج الاحتكاكات مع الغرب في الوقت الذي تتباطأ فيه تركيا بالفعل بشأن المصادقة على قبول طلب انضمام السويد وفنلندا لعضوية الناتو“.

وقالت الصحيفة: ”يوفر موقف أردوغان أيضًا اختبارًا لقدرة التحالف الغربي على تثبيت العقوبات عالميا وإن الفشل في منع محاولة الالتفاف على العقوبات عبر تركيا سيجعل من الصعب كبح جماح الأسواق الناشئة الأخرى، مثل: الصين، التي كانت إلى الآن حذرة بشأن تقديم المساعدة لروسيا“.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول غربي كبير، قوله إن الدول الغربية قد تدعو الشركات والبنوك إلى الانسحاب من تركيا حال اتبع أردوغان، النوايا التي أشار إليها يوم الجمعة (عندما صرح بأن 5 بنوك تركية ستتبنى نظام المدفوعات ”مير“ الروسي).

في المقابل، ذكرت الصحيفة أن تركيا تعتبر مهمة للغاية من الناحية الجيوسياسية وللشركات الغربية، إذ تشعر أوروبا بالقلق بشأن قدرة أنقرة على إغراق القارة بـ3.7 مليون لاجئ من سوريا ومن أماكن أخرى تستضيفهم تركيا. وأضافت أنه بالرغم من ذلك، فرضت واشنطن من قبلُ إجراءات عقابية على أنقرة في ظروف مشابهة.

الجريدة الرسمية