رئيس التحرير
عصام كامل

رغم أنه صديقه.. هل تجنى نجيب محفوظ على المعلم كرشة صاحب مقهى زقاق المدق في روايته

نجيب محفوظ مع أسرة
نجيب محفوظ مع أسرة فيلم زقاق المدق أثناء التصوير

قصة زقاق المدق كتبها نجيب محفوظ عام 1947، وقام المخرج حسن الإمام بتصوير القصة فيلم بنفس الاسم فيلم "زقاق المدق" في نفس الحارة حيث وقعت وصورت الأحداث التي ضمها نجيب محفوظ في قصة حميدة الفتاة الجميلة التي تمردت على الحارة وعلى حياتها في الزقاق حتى الحب تمردت عليه من أجل أن تحيا حياة الأغنياء خارج الزقاق.

تتخذ الرواية اسمها من أحد الأزقة المتفرعة من حارة الصناديقية المتفرعة من شارع المعز بمنطقة الحسين، وتدور أحداث الرواية في هذا الزقاق الصغير الضيق في أربعينيات القرن العشرين، وصوَّر الأديب الكبير نجيب محفوظ ـ الذي فاز بجائزة نوبل في الآداب عام 1988 ـ الحياةَ في هذا الزقاق تصويرًا أدبيًّا رائعًا.

 

حي الجمالية 

سُمى الزقاق باسم المدق من دق محلات العطارين للبهارات في الحى، أما مقهى كرشة فهى أشهر مكان موجود بالزقاق جلس عليها نجيب محفوظ أيامًا وليالي طويلة لقربها من حى الجمالية الذى يقع فيه بيت نجيب محفوظ القديم والذى عاش فيه صباه الزقاق.

 

قرار استثنائي

مقهى المعلم كرشة لصاحبها المعلم على يوسف والذى رحل عن 120 عامًا، كانت هي المقهى الوحيدة التي يسمح لها بالسهر استثناءً حتى الثانية صباحًا صيفًا وشتاءً، وذلك من خلال تصريح بختم ملكي من الملك السابق فاروق بتاريخ 1 أغسطس 1944 كتب فيه (يصرح لعلى يوسف ـ صاحب المقهى ـ وهو من رعايا الحكومة المحلية بالسهر بعد الأوقات المقررة في لائحة المحلات حتى الثانية صباحا صيفا وشتاء) حيث كان السهر ممنوعًا في ذلك الوقت ويقوم البوليس بإغلاق المحلات.

شادية وصلاح قابيل فى زقاق المدق 

بالرغم من صداقة المعلم على يوسف صاحب المقهى لنجيب محفوظ الطويلة إلا أنه بعد عرض الفيلم مباشرة صيف عام 1963 دبت خلافات كبيرة بينهما والسبب هو إظهار الفيلم صورة المعلم الجد الأكبر على أنه تاجر مخدرات فكان في صورة سيئة كرهها الجمهور بالرغم من أنه لم يكن يدخن السيجارة، وقد أدى شخصية المعلم كرشة الفنان محمد رضا، واستمر الخصام بينهما بالرغم ذلك كان نجيب محفوظ  مداومًا على زيارة المقهى والمعلم يقدم له طلباته كلها بدون تقصير لكن بدون كلام معه.

انعكس هذا الخصام على بعض الفنانين حتى إن بعض الفنانين ولمزيد من الشهرة طلبوا تصوير أحداث في أفلامهم بالمقهى فرفض المعلم التصوير بالمقهى نهائيًّا، بالرغم من كل ذلك تحول مقهى المعلم كرشة إلى مزار سياحى ومطعم يعشقه المصريين لسنوات طويلة.

 

هجوم النقاد 

فيلم زقاق المدق بطولة شادية وصلاح قابيل ويوسف شعبان وعقيلة راتب، كتب السيناريو مشاركة بين الكاتب سعد الدين وهبة والأديب نجيب محفوظ وأخرجه حسن الإمام الذى هاجمه النقاد بسبب تركيزه على شخصية حميدة ومفاتنها متجاهلًا باقى أحداث القصة، ورد محفوظ على ذلك بأن السينما لا تستطيع ترجمة الكتاب حرفيًّا ولكل مخرج وجهة نظر، وأحيانًا يخرج القصة خمسة مخرجين وفى كل مرة صورة مختلفة.

الجريدة الرسمية