رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

كيفية سجود الشكر للمرأة

سجود الشكر للمرأة
سجود الشكر للمرأة

شرع الله سبحانه وتعالى العبادات للنّاس ليتقربوا بها إليه، وليشكروه على ما أنعم به عليهم من نِعم باطنةٍ وظاهرة، فإذا حصلت للعبد نعمةٌ مُفاجئةٌ أو كانت غير متوقعة أو غير مُنتظرة، أو نجاة من كارثةٍ حتمية فقد شُرِع له أن يشكر الله على تلك النّعمة بعبادات عاجلةٍ أو آجلة، ومن العبادات المخصوصة لشكر تلك النّعم أن يسجد المرء لله عزَّ وجل، فيتوجه إليه ويشكره على ما أنعم به عليه، فإنّ العبد أقرب ما يكون من ربه إذا سجد.
وللسجود أشكالٌ مُتعدّدة؛ فمنه السّجود في الصّلاة المفروضة، وصلاة النّوافل، والسّجود عند قراءة أو سماع آية وردت فيها إحدى سجدات التّلاوة المعروفة، وسجود الشّكر لله تعالى على نعمه

وقال الإمام الشافعيّ في المذهب القديم أنّ سجود الشّكر مُستحبّ، وفي الجديد يرى أنّ سجود الشّكر سُنَّة، ويرى أصحاب الشافعيّ أنّه إذا أنعم الله تعالى على العبد نعمةً أو دفع عنه بليّةً فالمُستحبّ أن يسجد، واستدلّوا على قولهم بما رُوِي عن أبي بكر -رضي الله عنه- إذ قال: (إنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا جَاءَهُ أَمْرُ سُرُورٍ أَوْ بُشِّرَ بِهِ خَرَّ سَاجِدًا شَاكِرًا لِلَّهِ)، وكذلك بما رُوي عن عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- حيث قال: (خرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاتَّبعتُه حتَّى دخل نخلًا فسجد فأطال السُّجودَ حتَّى خِفتُ أو خَشيتُ أن يكونَ اللهُ قد توفَّاه أو قبضه قال فجِئتُ أنظرُ فرفعَ رأسَه فقال ما لك يا عبدَ الرَّحمنِ قال فذكرتُ ذلك له قال فقال إنَّ جبريلَ عليه السَّلامُ قال لي ألا أبشِّرُك إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ من صلَّى عليك صلَّيْتُ عليه ومن سلَّم عليك سلَّمْتُ عليه زاد في روايةٍ فسجدتُ للهِ شكرًا)، وإلى ذلك ذهب علماء الحنابلة في الرّاجح عندهم.

كيفية سجود الشكر للمرأة
يجوز للمرأة في سجود الشكر ترك تغطية الرأس، كما يحلّ لها ألا تكون على طهارةٍ أيضًا كما هو في الصلاة هذا في أصّح أقوال العلماء؛ وسجود الشكر ليس من جنس الصلاة بل هو ذلٌّ لله واستكانة وعبادة له سبحانه، فهو من قبيل الذكر والتسبيح والتهليل لا يشترط له ما يشترط لها، فسجود المرأة ورأسها مكشوف أو كونها على غير وضوء سجودٌ صحيح لا حرج به، أمّا صفة هذه السجدة فتسجد المرأة سجدة واحدة دون تكبيرٍ في أوّلها أو في آخرها أو تشهّد أو سلام، وهذا هو القول الراجح وهو قول الإمام أحمد في رواية عنه، وهو وجه في مذهب الشافعية؛ لعدم ثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم، ويشرع لها أن تقول ما يقال في سجود الصلاة: (سبحان ربي الأعلى، سبوح قدوس رب الملائكة والروح، سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي، اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وشقّ سمعه وبصره بحوله وقوّته تبارك الله أحسن الخالقين)، وتدعو بما تيسر لها وتحمد الله وتجزي عليه الثناء والشكر بما أنعم عليها ووهبها من عظيم كرمه سبحانه.
 

Advertisements
الجريدة الرسمية