رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهاردة.. اشتعال معركة العقاب وخسارة مهينة لدولة الموحدين أمام الصليبيين في الأندلس

الجيش الإسلامي في
الجيش الإسلامي في الأندلس

في مثل هذا اليوم من عام 1212 وقعت معركة العقاب التي انهزم فيها الموحدون ـ الدولة الموحدية الأمازيغية ـ وخسروا معظم أملاكهم في الأندلس. 

 

عن الدولة الموحدية 

دولة إسلامية أسسها الموحدون، وهم من سلالة الأمازيغ في القرن الثاني عشر، وحكمت بلاد المغرب (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا) والأندلس بين سنتي 1121م و1269م.

أسسها محمد بن تومرت، واستطاع أن يستحوذ على المغرب الأقصى والمغرب الأوسط، ومن ثم على كامل إفريقية (حتى تونس وليبيا عام 1160م) والأندلس (1146م - 1154م)، وكانت إشبيلية مقر الوالي الموحدي على الأندلس.

وسميت الدولة بـ«الموحدين» لكون أتباع هذه المدرسة كانوا يدعون إلى توحيد الله توحيدا قاطعا مما جعلهم ينكرون أسماء الله الحسنى باعتبارها أسماء لصفات مادية، وهو الحق سبحانه ليس كمثله شيء فكانوا يذكرون الله باسمه المفرد الله. 

قاد محمد بن تومرت وبعده عبد المؤمن بن علي الكومي الذي ينحدر من صلبه أمراء الموحدين للدعوة إلى تنقية العقيدة من الشوائب. 

أطلق ابن تومرت عام 1118م الدعوة لمحاربة المرابطين واتخذ من قلعة تنمل على جبال الأطلس الكبير مقرا له. استطاع خليفته عبد المؤمن الكومي  (سمي بالكومي لأنه ينحدر من قبيلة الكومة في تلمسان) أن يستحوذ على المغرب الأقصى والأوسط حيث دخل مراكش وقضى على المرابطين.

 

عن معركة العقاب 

معركة العُقاب أو معركة لاس نافاس دي تولوسا بالإسبانية وقعت في 16 يوليو 1212م، وشكلت نقطة تحول في تاريخ شبه جزيرة أيبيريا. 

تجمعت قوات الملك ألفونسو الثامن ملك قشتالة ومنافسوه السياسيين سانشو السابع ملك نافارا وألفونسو الثاني ملك البرتغال وبيدرو الثاني ملك أراغون ضد قوات الموحدين حكام الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة الأيبيرية ومناطق واسعة من شمال وغرب أفريقيا. 

بينما قاد قوات الموحدين السلطان محمد الناصر التي جاءت من شتى مناطق الدولة للمشاركة في المعركة. سار محمد الناصر بقواته إلى الأندلس واستقر في إشبيلية وأرسل جزءا من جيشه لتحرير قلعة رباح ذات الموقع الإستراتيجي.

وبعد حصار دام 8 أشهر استطاع المسلمون أن يغزوا ذلك الحصن. استغل ألفونسو الثامن ذلك الوضع وبعث إلى البابا إنوسنت الثالث يدعوه لإعلان حرب صليبية في أوروبا وقد استجاب له البابا فأمر بمساعدته وأعلنها حربا صليبية وأرسلت الدويلات الإيطالية وفرنسا الجنود والمؤن لدعم التحالف المسيحي.

تحرك الصليبيون باتجاه قلعة رباح وكانت حامية القلعة الإسلامية لا تزيد عن 100 فارس إلا أنهم قاوموا مقاومة عنيفة ثم استسلموا في نهاية الأمر لعدم تكافؤ الطرفين ولعدم وصول الإمدادات من المسلمين.

عندما علم محمد الناصر بذلك حرك جيشه باتجاه الشمال والتقى الطرفان وفي بادئ الأمر قاومت مقدمة الجيش الإسلامي المؤلفة من المتطوعين المغاربة وصدر الجيش المكون من الجيش النظامي الموحدي.

مع احتدام المعركة استشار ألفونسو قادة جيشه وكبار دولته فأشاروا عليه بمحاولة حصار الجيش الإسلامي فانطلق جناحا الجيش المسيحي المكون من قوات نافارة وأراجون وطوقوا جيش محمد الناصر الأمر الذي أدى إلى اضطراب الجيش وانسحاب جناحاه من أرض المعركة. 

بعد ذلك اقتحم جيش ألفونسوا الجيش الإسلامي وقتلوا أغلب من فيه بما فيهم إبن السلطان نفسه، وانسحب من استطاع أن ينسحب إلى بلاد المغرب وكان منهم السلطان محمد الناصر ومجموع الجنود، وأصبحت نتائج موقعة العقاب كارثة على الأندلس وعلى دولة الموحدين وساهمت في إسقاطها لاحقا. 

الجريدة الرسمية