رئيس التحرير
عصام كامل

فشلت في تجديد منهجها.. أخطر أسباب تخلص الإخوان من كوادرها الكبار

إبراهيم منير ومحمود
إبراهيم منير ومحمود حسين

لايزال إقدام جماعة الإخوان الإرهابية على طرد كبار قياداتها من خلال الجناح الحديدي للتنظيم يثير الجدل، إذ حسمت المعركة الطاحنة بين الأطياف المتصارعة منذ أشهر بواسطة مجلس الشورى العام «جبهة محمود حسين» والذي أصدر بيانًا رسميًا الثلاثاء الماضي أعلن فيه فصل إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد والقيادات الموالية له من عضوية التنظيم الإخواني، بعد أشهر طويلة من الصراع على السلطة والنفوذ والتمويل.

 

تجديد المنهج 

 

ويرى بعض الباحثين أن السبب الرئيسي فيما يحدث من صراعات مدمرة  هو فشل الإخوان في تجديد منهجها وأفكارها حتى تستطيع مواكبة العصر، إذ أصبح التنظيم فكرة غير قابلة ‏للحياة، ويحمل أسباب فنائه داخله، فالذي بني على السمع والطاعة ويرفض النقد ولايجد له ممرات مشروعه للأخذ به ستنتهي ‏آجلا أم عاجلا. 

 

يقول عماد عبد الحافظ، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية: إن الإخوان فكرة محكوم عليها بالموت موضحا أنه ‏حتى الأصوات الإصلاحية داخل جماعة الإخوان، تتلخص جهودها في العمل للعودة إلى منهج البنا ومشروعه.‏

 

ولفت عبد الحافظ إلى أن هذه الأصوات تحاول بكل الطرق تنقية المنهج الإخواني من الشوائب التي لحقته نتيجة التطبيق ومرور ‏الزمن؛ لكنه لا يدرك أنه بذلك إنما يسعى فقط إلى الرجوع إلى نفس الطريق من بدايته، والذي سيصل به مجددا مع استمرار ‏السير فيه إلى نفس النقطة التي يقف بها الآن ويحاول العودة منها.‏

 

واختتم: هذا الأمر يمثل دورانا في دائرة مغلقة، لا يترتب عليه إلا إعادة إنتاج نفس الأخطاء، ولن تفيد العودة لبداية الطريق في ‏شيء، ولكن مراجعة الطريق واتخاذ مسار آخر هو الحل.‏

 

جمود التنظيم ‏

 

ويعاني تنظيم الإخوان من جمود ورغبة في التغيير حتى وهو ينازع الموت، إذ تتمسك الجماعة حتى الآن بالسمع والطاعة ‏ولاتريد التنازل عنه باعتباره أخطر أدبيات التنظيم.‏

 

كان محي عيسى، القيادي المنشق عن الجماعة حفز الصف الإخواني على ترك التنظيم قائلا: لا تسلم عقلك لغيرك فيسوقك كما ‏تساق الخراف وربما يضعك فى الحظيرة فى انتظار الذبح، كن إضافة ولا تكن عبئا.‏

 

وأضاف القيادي المنشق عن الجماعة، والذي يهاجم القيادات التاريخية بشراسة ودون انقطاع: الله خلق البشر وجعلهم فى ‏منظومة بشرية يخدم بعضها بعضا بل سخر بعضهم لبعض ليكمل أحدهما الآخر (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم ‏مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ).‏

 

واستكمل: الفرد هو اضافة للمجموع وليس عالة عليها، وهناك أسباب تمنع هذه الإضافة وتحول الفرد إلى عبء على المجموع لا ‏إضافة له ولعل من أهم أسبابها هو الإعاقة، مردفا: "ليس المقصود إعاقة البدن فكم من ذوى الاحتياجات الخاصة مبدعون فى كل ‏المجالات، لكن ما نقصده هو الإعاقة العقلية والفكرية، وأن تسلم عقلك وفكرك لغيرك فتعيش منقادا تابعا لا قائدا ولا حتى ندا".‏

 

 

واختتم موجها حديثه للصف في دعوة للتمرد: إن اردت ان تكون اضافة للبشرية لا عالة عليها فاعلم أن الله منحك عقلا تميز به ‏بين الغث والسمين وبين الحق والباطل وبين الخطا والصواب.‏

الجريدة الرسمية