رئيس التحرير
عصام كامل

كسوة الكعبة.. آيات من القرآن بماء الذهب بتوقيع 180 حرفيا و15 مهندسا | صور

الكعبة المشرفة
الكعبة المشرفة

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق مناسك الحج لعام 1443 هجريا، وسط استعدادات مكثفة من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوى، من بينها صناعة الكسوة الجديدة للكعبة المشرفة.

كسوة الكعبة المشرف

وعن تفاصيل صناعة كسوة الكعبة، قال المستشار وكيل الرئيس العام لشؤون مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، عبدالحميد بن سعيد المالكي، في تصريحات صحفية إن عدد الأيدي العاملة في صناعتها 210 موظفين منهم 180 حرفيًا و15 مهندسًا وإداريًا وأكثر الأعمال آلية ولم يبق في استخدام الأيدي سوى العاملين المختصين بالتطريز.

وأوضح المالكي أنه يتم تقليل عملية استخدام الأيدي العاملة باستعمال الرافعات الحديثة بالإضافة إلى بحث استخدام مادة (النانو) للمحافظة على الثوب مما يتعرض له من غبار واستخدام آلات للتطريز لتكون قريبة إلى حدٍ ما من الإتقان الذي يحصل من استخدام اليد العاملة في التطريز والهدف منه تخفيف العبء عن الزملاء، لكننا لم نجد آلة تقدم التطريز بجودة العمل اليدوي.

كسوة الكعبة

آيات القرآن من ماء الذهب

وتصنع كسوة الكعبة من الحرير الأسود المنقوش عليه آيات من القرآن من ماء الذهب وتُكسى بها الكعبة ويتم تغييرها مرة في السنة وذلك خلال موسم الحج صبيحة يوم عرفة في التاسع من ذي الحجة وتمر صناعة الكسوة بمراحل الصباغة وهي أولى مراحل إنتاج الكسوة بالمصنع، حيث يزود قسم الصباغة بأفضل أنواع الحرير الطبيعي الخالص في العالم، ويتم تأمينه على هيئة شلل خام، عبارة عن خيوط مغطاة بطبقة من الصمغ الطبيعي تسمى (سرسين) تجعل لون الحرير يميل إلى الاصفرار ويتم استيراده من إيطاليا وخصص قسم النسيج الآلي للكسوة الخارجية التي استخدم في تصنيعها نظام الجاكارد الذي يحتوي على العبارات والآيات القرآنية المنسوخة، والآخر خال لكي توضع عليه المطرزات، ومن البديهي أن أي نسيج له تحضيراته الأولية من خيوط السدي، التي تختلف باختلاف النسيج من حيث كثافته وعرضه ونوعه.

المكان المكشوب فى الكعبة

 فريضة الحج

بدايةً يتم تحويل الشلل المصبوغة إلى كونات (بكرة) خاصة لتجهيزها على كنة السدي لكونها تحتوي على عدد معين من الشلل حسب أطوال الأمتار المطلوب إنتاجها وبالنسبة لأعداد خيوط السدي للكسوة الخارجية فتبلغ حوالى 9986 فتلة في المتر الواحد، يجمع بعضها بجانب البعض على أسطوانة تعرف بمطواة السدي، وتسمى هذه المرحلة (التسدية)، ثم تمر الأطراف الأولى بهذه الخيوط خلال أسنان الأمشاط الخاصة بأنوال النسيج وتوصل إلى مطواة السدي التي تلف آليًّا حسب الطول المطلوب والمحدد من قبل.


وتستبدل الكعبة كسوتها مرة واحدة كل عام وذلك أثناء فريضة الحج وبعد أن يتوجه الحجاج إلى صعيد عرفات، يتوافد أهل مكة إلى المسجد الحرام للطواف والصلاة ومتابعة تولي سدنة البيت الحرام تغيير كسوة الكعبة المشرفة القديمة واستبدالها بالثوب الجديد، استعدادًا لاستقبال الحجاج في صباح اليوم التالي الذي يوافق عيد الأضحى وبعد إحضار الثوب الجديد تبدأ عقب صلاة العصر مراسم تغيير الكسوة، حيث يقوم المشاركون في عملية استبدالها عبر سلم كهربائي بتثبيت قطع الثوب الجديد على واجهات الكعبة الأربعة على التوالي فوق الثوب القديم.

صناعة كسوة الكعبة

واجهات الكعبة مكشوفة

وتثبت القطع في عرى معدنية خاصة (47 عروة) مثبتة في سطح الكعبة، ليتم فك حبال الثوب القديم ليقع تحت الثوب الجديد نظرًا لكراهية ترك واجهات الكعبة مكشوفة بلا ساتر ويتولى الفنيون في مصنع الكسوة عملية تشبيك قطع الثوب جانبًا مع الآخر، إضافة إلى تثبيت قطع الحزام فوق الكسوة (16 قطعة جميع أطوالها نحو 27 مترًا) و6 قطع تحت الحزام، وقطعة مكتوب عليها عبارات تؤرخ إهداء خادم الحرمين الشريفين لثوب الكعبة وسنة الصنع، ومن ثم تثبت 4 قطع صمدية (قل هو الله أحد الله الصمد) توضع على الأركان، و11 قطعة على شكل قناديل مكتوب عليها آيات قرآنية توضع بين أضلاع الكعبة الأربعة.  

الجريدة الرسمية