رئيس التحرير
عصام كامل

لغز قبول فريد الديب الدفاع عن قاتل نيرة أشرف!

في المساء المتأخر من أمس الاثنين.. وإلي موقعي الوطن والقاهرة ٢٤ ينسب خبر قبول فريد الديب المحامي الشهير الدفاع عن قاتل نيرة أشرف.. حق الدفاع ليس فقط مباحا إنما أحد شروط المحاكمات العادلة وأحد أدلة سلامة الإجراءات ويمنح القانون للمحامين حقوقا كثيرة ربما كانت ضعف واجباتهم ومنها حق الحضور وحق الإختلاء بالمتهمين وحق الإطلاع علي أوراق القضية وغيرها وغيرها..


ولفريد الديب -مع حفظ الألقاب- سوابق عديدة في الدفاع عن متهمين أصدر الشعب فيها حكمه قبل القضاء.. كان أشهرها علي الإطلاق قضية الجاسوس عزام عزام أوائل التسعينيات.. وكنا نقدر أن شفافية المحاكمة أمام العالم تقتضي الالتزام بتوفير وضمان كافة حقوق المتهم حتي لا تكن الفرصة للطعن في سلامة ما يجري!

رسائل إلي مجتمعنا


كل ما سبق لا خلاف عليه ولا اختلاف.. إنما المثير أن يعلن فريد الديب عن قبوله الترافع عن المتهم وهو خارج البلاد وتحديدا في اليونان ويؤكد أن من فوضونه بالأمر لا علاقة لهم بأسرة المتهم! وإنما أفراد لا يعرفهم ولا يعرفون المتهم هاتفوه وبعضهم  زاروه للاتفاق علي القيام بالمهمة واقنعوه بها وأبدوا -أيضا-  ملاحظاتهم القانونية علي حكم الجنايات بالإحالة إلي فضيلة المفتي!


المنطقي أن نسأل: من هؤلاء الذين يطاردون محاميا شهيرا يعاني ظرفا صحيا قاسيا -شفاه الله- ليقبل الدفاع عن قضية سيقف فيها من جديد في مواجهة الرأي العام؟ وما سر حماسهم إلي حد السعي للإتفاق مع أحد أشهر محامي مصر واقناعه ثم -من المؤكد-  تلبية طلباته المادية؟! أم قبل فريد الديب القضية متطوعا؟! وهو ما لم يحدث منه حتي مع أصدقاء كثيرين له وضع معهم -وفق المتاح من معلومات- حدا فاصلا بين الصداقة والعمل؟! 

 

ومن هم الذين يتركون أعمالهم ومصالحهم وأكل عيشهم في ايام الغربة المريرة من أجل قضية قتل مفزعة مجزعة دموية بشعة إلي أقصي حدود البشاعة؟ ولماذا في هذه القضية بالذات اجتمعوا واتفقوا وجمعوا الأتعاب وهو ما لم يحدث منهم مع مصريين إتهموا ظلما في بلاد عديدة ونجاهم القدر مع جهود المخلصين من الإعدام خارج مصر في اللحظات الأخيرة؟! وما هي الرسائل إلي مجتمعنا من ذلك؟!

 


الأسئلة كالتفاعل النووي تنشطر  تلقائيا إلي أسئلة أخري في دفع ذاتي أيضا إلي مزيد من الغموض وبنا ينقل المشاعر من خانة الهواجس إلي خانة التأكيدات حول الجهة الخفية التي تنشط لأسباب غامضة في الدفاع عن المتهم في هذه القضية وفي هذه القضية تحديدا!

الجريدة الرسمية