رئيس التحرير
عصام كامل

نيرة.. الأيدي الخفية وحديث الدية!

احداهن تقول عبر قناتها الخاصة: قاتل نيرة يتيم والقرآن يقول "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ".. هكذا قالت احداهن تطالب أسرة نيرة أشرف وتطالب المجتمع بعدم قهر القاتل الذي ولد يتيما وعلينا بحث حل لأزمته! ولأنه لا رقيب في مصر علي آلاف القنوات الخاصة فيما يعرف بقنوات اليوتيوب وخاصة البث المباشر، لذا لم يتوقف أحد أمام الجهل بالدين وباللغة معا.. فاليتيم -لغة واصطلاحا- هو من فقد الأب قبل البلوغ! وبعده لا يسمي يتيما ولا يعد كذلك!

القتل والتعويض


أسرة نيرة أشرف تلقت عرضا -ورفضته-  بخمسة ملايين جنيه مقابل التنازل عن حق الدم واعتبار المبلغ "دية" تدفع للأسرة كتعويض لها  بمنطق إنهم لن يستفيدوا شيئا بإعدام المتهم! هنا.. -وبعيدا تماما عن تفاصيل علاقة القاتل بالضحية إذ لا نتوقف إلا عند حادث القتل والحكم الذي بين أيدينا- الأسئلة كثيرة جدا.. أولها من هو المجهول الذي راسل أسرة نيرة أشرف؟! وما شأنه بالقضية؟! ومن أين جاء بالأموال والمبلغ المعروض الكبير؟! أسرة القاتل -وكما تقول المعلومات والأقوال والشواهد- لا تمتلك هذا المبلغ فمن صاحب العرض؟! هل هناك من يجمع المبلغ؟ فمن هم؟! وما مصلحتهم؟! 


الأسئلة كما قلنا كثيرة.. سبق أن حذرنا من شيوع مبدأ القتل والتعويض باعتبارها ثنائية بغيضة تكرس لمنطق بفلوسي التي تمنطق لغلبة الأغنياء على الفقراء والمتنفذين على البسطاء والضعفاء.. فهل يأتي العرض لتكريس المنهج في مجتمعنا؟! يبدو الاستفهام عمن وراء هؤلاء أكثر إلحاحا!
 

ما نعرفه إلى حدود اليقين أن لجانا الكترونية تهيمن على المشهد المصري فوق شبكات التواصل.. توجه الناس ناحية العنف واستحلال الحرام.. واستسهال الخوض في الأعراض ودفعه -دفع مجتمعنا يعني- ناحية التشاؤم والبؤس وبعض عمل هذه اللجان سياسيا يعمل في الاتجاه المضاد للقيم المصرية من حادث "شرين أبو عاقلة" إلى حادث المستشار المتهم بالقتل وهو ما يحتاج إلي حديث مفصل..

 

 

لكن تبقي خلاصته: أيدي شريرة تعبث بالمجتمع المصري تحرض على قبول ما لا يقبل والتطبيع مع قيم لا يمكن الرضا بوجودها أساسا للعلاقات بين الناس في مجتمعنا! والمعركة مستمرة.. بالتخطيط الشامل من طرف يعرف جيدا -بكل أسف- ماذا يفعل وماذا يريد.. وبستر الله للطرف الآخر حيث يعيش في بلد تعهد الله بحفظه!  
الموضوع الآن.. أكبر من مجرد جريمة قتل!

الجريدة الرسمية