رئيس التحرير
عصام كامل

د. سهير حواس: تطوير مصر الخديوية حماية للتاريخ.. وموسوعتي عنها استغرقت 6 سنوات | حوار

د. سهير حواس
د. سهير حواس


>> لا أعتبر حماية التراث "معركة"
>> أعمل لحماية التراث المصرى المعمارى من الاندثار وأن لايطاله القبح
 

رحلة ربع قرن من العمل فى حفظ التراث المصرى من الإهمال والاندثار، إحدى جنود التطوير وراء الكواليس، والمجهود غير المرئى، الدكتورة سهير حواس أستاذة العمارة والتصميم العمرانى بكلية الهندسة، كانت إحدى أهم المشاركات فى ذلك المشروع، والتى حصلت مؤخرا على جائزة الدولة التقديرية فى الفنون لعام ٢٠٢٢، عن مجمل إسهاماتها فى حماية التراث والجمال والرقى المعمارى المصرى من الضياع، وذلك من خلال قوانين وتشريعات شاركت فى سنها، ومشاركتها أيضًا فى عدد من المشروعات القومية المهمة والتى كان على رأسها مشروع إحياء القاهرة الخديوية وحماية التراث المصرى بهذه المنطقة.

"فيتو" حاورت الدكتورة سهير حواس، حيث كشفت العديد من كواليس رحلتها خلال مسيرة محاربة الإهمال والقبح والمحافظة على الجمال المعمارى للمناطق الأثرية، وإلى نص الحوار:


 

*بداية.. كيف استقبلتِ خبر فوزك بجائزة الدولة التقديرية فى فرع الفنون ٢٠٢٢؟
بسعادة كبيرة بالطبع، خاصة أنه تكريم من من بلدى، حصلت على جوائز وتكريمات من دول أخرى، لكن فرحتى بهذه الجوائز لا تعادل مطلقا سعادتى بجائزة الدولة والتى تؤكد أن الدولة المصرية تقول لى على ما قدمته "شكرا". 
وكان تقديرا مهما لجميع مجهوداتى فى مجال حماية الثروة التراثية لمصر ومساهمتى فى تخريج أجيال شابة مدركة أهمية التراث، لم أكن أتوقع التكريم فى الحقيقة لكن كانت مفاجأة سارة، ومن وجهة نظرى أنى حصلت على الجائزة فى وقت مميز يتسم بالاستقرار وهو ما يجعل الباحثين ولجان التحكيم تتأنى وتتخذ قرارات سليمة مبنية على فحص ودراسة.

 

*على مدار مسيرتك دخلتِ فى الكثير من المعارك للحفاظ على تراث مصر من الإهمال والضياع.. ما أهم تلك المعارك؟
فى الحقيقة أنا لا أعتبر تصنيف حماية التراث "معركة" لكن فى وجهة نظرى أرى أنه نوع من توظيف العلم والخبرة التى منحها لى الله لخدمة هدف معين والحفاظ على ثروة مصر التراثية، وأعتبر لو أننى أدافع عن شجرة واحدة فقط فهى تستحق، المليون جنيه كالجنيه لدى وكل ما يستحق الحفاظ عليه سواء.

*حدثينا عن مشروعات تطوير منطقة القاهرة الخديوية وأنتِ شاهدة على ما تم بها؟
أعتقد أن مشروعات تطوير والحفاظ على القاهرة الخديوية والتراث المصرى فى تلك المنطقة هو حماية لطبقة تاريخية مهمة، وللأسف كانت مهمشة لفترة وسنوات طويلة لدرجة وصلت إلى أن أجيالا كاملة كانت لا تدرى أن هذه المنطقة موجودة بذلك الشكل وهذا الرقى والجمال، ولم تكن تدرى شيئا عن تاريخها.

من وجهة نظرى أن استعادة هذه المنطقة رونقها وجمالها هو بمنزلة استعادة لطبقة تاريخية مهمة فى تاريخ بلدنا فى العصر الحديث والذى يمتد من نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
بداية الاهتمام الحكومى بالقاهرة الخديوية كان مع الاستقرار النسبى فى نهاية عام ٢٠١٣ وبداية عام ٢٠١٤ وكان تعاملى مع المهندس إبراهيم محلب، وفى تلك الفترة أكدت أنى سأتبرع بمجهودى وعلمى لأجل الوطن وكنت مسئولة عن المشروع فى الفترة من ٢٠١٣ وحتى ٢٠١٨.
وبعد ذلك انتهى دورى وتوليت المهمة الاستشارية فى محافظة القاهرة، ولا زلت أتابع من خلال رئاستى للجنة المشروعات بالمناطق التراثية بالجهاز القومى للتنسيق الحضارى، هذه النوعية من المشروعات تكون مشروعات مدى الحياة ولا تنتهى مطلقا بل تستمر.

 

موسوعة القاهرة الخديوية 

*موسوعتك القاهرة الخديوية كانت أحد أسباب الاستعانة بك فى الجهاز القومى للتنسيق الحضارى.. احكى لنا كواليس تلك الفترة؟
موسوعة القاهرة الخديوية والتى استمر العمل عليها قرابة الـ٦ سنوات، لم أتمكن وقتها من نشرها إلا من خلال إحدى دور النشر الخاصة وكان ذلك عام ٢٠٠٢ وتحملت تكلفتها كاملة وصرفت عليها كل ما تركه لى والدى الراحل، الموسوعة وقتها نبهت الكثيرين للجمال الذى تحتويه منطقة وسط القاهرة أو القاهرة الخديوية.

طلبت بعدها للعمل فى الجهاز القومى للتنسيق الحضارى عام ٢٠٠٤، وفى وجهة نظرى من هنا بدأ انطلاق عملى رسميا لحماية التراث المصرى المعمارى من الاندثار وانتشاله من الإهمال، وأن يطاله القبح، وسعيت لإصدار تشريعات حقيقية تحمى المبانى التراثية، وشاركت فى إصدار قانون ١٤٤ للمبانى التراثية، و١١٩ للتنسيق الحضارى والذى صدر ٢٠٠٨، وساهم بعض الشيء فى منع انتهاك الجمال والرقى والتراث المصرى من جميع العصور.

 

حماية التراث 

ظللنا نعمل لسنوات فى تلك القوانين، وكان وقتها فكرة أن يكون هناك قانون لحماية التراث والمبانى المعمارية تصطدم بوجهات نظر ترى أن ذلك نوعا من الرفاعية وأن ذلك لا يعد من الأولويات المهمة.

*ماذا تم إنجازه من موسوعتك القاهرة الخديوية ٢ والتى تعملين عليها حاليا؟
ما زال أمامى الكثير فيها وحتى لا أخفى عليك فإن عملى طوال السنوات الماضية كجزء من مشروع تطوير منطقة القاهرة الخديوية جعل كل طاقتى تذهب لذلك المشروع، ولم أنجز الكثير فى الجزء الثانى من الموسوعة لكنى أواصل العمل عليها حتى تخرج فى أفضل صورة.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"…

الجريدة الرسمية