رئيس التحرير
عصام كامل

صندوق التنمية الحضارية: نجحنا في القضاء على العشوائيات بتكلفة قدرها ٤٠ مليار جنيه

خالد صديق
خالد صديق

أكد المهندس خالد صديق رئيس صندوق التنمية الحضارية بأن الحلم أصبح حقيقة وأصبحت مصر خالية من العشوائيات والمناطق الخطيرة وغير الآمنة، موضحًا أن تكلفة القضاء على هذه العشوائيات تقدر بحوالي ٤٠ مليار جنيه، وذلك بفضل وجود الإرادة السياسية، والتي كانت تهدف في المقام الأول لبناء البشر والارتقاء بحياتهم، وتوفير بيئة صحية وآمنة وحضارية تليق بالمواطن المصري وليس فقط تطوير العمران. 

 

وأضاف، في مداخلة هاتفية لبرنامج (إلى بنى مصر) مع الكاتبة الصحفية مروة الحداد على (راديو مصر) أن سبب وجود هذه المناطق العشوائية يرجع إلى فترة خمسينيات القرن الماضي، وذلك بسبب هجرة بعض المواطنين من قرى ونجوع المحافظات المختلفة وبخاصة صعيد مصر، واستقطابهم لذويهم للاستقرار في المدن في بؤر ومناطق تم تكوينها بشكل عشوائي وغير آمن، وأدى ذلك إلى انتشارها بشكل كبير حتى وصلت إلى ما كانت عليه. 

 

وأوضح أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أصدر توجيهاته بضرورة القضاء على هذه المناطق العشوائية، وإنشاء صندوق تحت مسمى تطوير العشوائيات عام ٢٠١٦ يعني بهذه المشكلة، ووضع خطة عاجلة للقضاء عليها بحلول عام ٢٠٢٠، وبالفعل تم تحقيق الهدف وتم النجاح في القضاء على العشوائيات، حيث كان العمل يجري على قدم وساق وفي سباق مع الزمن حتى وصلنا حاليا الى القول بأن مصر أصبحت خالية من العشوائيات.

 

وأشار إلى أنه بعد تحقيق الهدف الأول والأساسي من إنشاء هذا الصندوق صدرت تكليفات جديدة من الرئيس السيسي عام ٢٠٢١ بإضافة مهام والتزامات أخرى بجانب تطوير العشوائيات، وهي التطوير الحضاري لبعض المناطق الجديدة في مدن ومحافظات مصر المختلفة، ولذلك تم تغيير اسم الصندوق ليصبح صندوق التنمية الحضارية في شكله الحالي، والذي نعتبره وليد الجمهورية الجديدة، مؤكدا أن خطة عمل الصندوق تعتمد على مراحل متعددة في المدن الكبيرة وليس القرى التي تتبع في تطويرها وزارة التنمية المحلية ومشروع حياة كريمة.

 

وأضاف أنه بعد الانتهاء من المرحلة الأولى وهي تطوير العشوائيات، تم البدء في المرحلة الثانية والتي تتعلق بالمناطق الغير مخططة، حيث تم عمل حصر لـ ٢٢٧ مدينة مختلفة، تبلغ مساحتها ٤١٧ ألف فدان، منهم ١٦٠ ألف فدان غير مخطط، مشيرا إلى أن حوالي ٤٠ % من عمران مصر غير مخطط وغير مدروس، ولا تتوفر به البنية التحتية والمرافق الاساسية من شبكات مياه وكهرباء وطرق، لأنها مجتمعات عمرانية عشوائية، كما أن هناك أماكن كثيرة أخرى بها بعض المرافق تم إدخالها في نطاق التطوير، لأن طاقتها الاستيعابية لا تكفي الكثافة السكانية المتواجدة بها.

 

وأوضح أن طاقة الفدان الاستيعابية تكفي ١٥٠ فردًا فقط، ولكن هذه المناطق يتواجد بها ٧٠٠ فرد على مساحة الفدان الواحد، بالإضافة إلى أن هناك مناطق حالتها الإنشائية جيدة جدا، ولكن تخطيطها به أخطاء كثيرة تم إدخالها أيضا في نطاق التطوير، مؤكدا على أن الصندوق قد قام بالفعل بالبدء في العمل والإنجاز، وتم تطوير ٣٥٧ منطقة، وذلك بعد عمل خريطة قومية لهذه المناطق العشوائية على مستوى الدولة، وتم تنفيذ ٢٠٠ ألف وحدة سكنية، وفي بعض المناطق بلغت عدد الوحدات السكنية التي تم تنفيذها ٢٤٦ ألف وحدة.

 

وذكر أنه تم التوسع في المرحلة الثانية لتشمل الخطة تطوير الأسواق العشوائية أيضا على مستوى المحافظات، والتي تم حصر عددها ليصل إلى ١١٠٥ أسواق عشوائية، و٣٠٦ آلاف وحدة نشاط، حيث يبلغ عددها في القاهرة وحدها ١٣٤ سوقًا عشوائيًّا، والجيزة ٨٢ سوقًا، والاسكندرية ٨٣ سوقًا، والشرقية ٥٥ سوقًا، وسوهاج ٦٩ سوقًا، أما المنيا فبلغ عدد الأسواق بها ٧٣ سوقًا عشوائيًّا، وذلك بخلاف باقي المحافظات الأخرى.  

 

وقال الصديق أن تكلفة تطوير مناطق المرحلة الثانية تقدر بحوالي  ٣١٨ مليار جنيه وفقا لأسعار أمس وليس اليوم نتيجة لتغير الأسعار العالمية، مضيفا أنه تم وضع خطة لمدة ١٠ سنوات تنتهي في ٢٠٣٠ للانتهاء من المرحلة الثانية، مشيرا إلى أنه قد تم الانتهاء بالفعل من  تطوير ٤٦٠٠ فدان، وجاري العمل حاليا في تطوير  ١٠٠٠٠ فدان أخرى، وذلك طبقا للخطة الموضوعة حتى نصل إلى مرحلة القضاء على المناطق الغير مخططة وغير الآمنة.

وكشف أن الصندوق لديه مشروعات جديدة ومختلفة تتماشى مع خطة الدولة في التنمية المستدامة، ومن هنا جاءت مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والخاصة بتطوير عواصم محافظات المدن الكبرى، والتي تشمل تنفيذ  ٥٠٠ ألف وحدة سكنية، بتكلفة تتجاوز ٥٠٠ مليار جنيه، وأن حجم تنفيذ الأعمال وصل إلى ٥٥% خلال ٧ أو ٨ شهور فقط، وأن هذا يعتبر معدل تنفيذ كبير جدا بتكلفة وصلت إلى ١٢٠ مليار جنيه، كما تم الانتهاء من تنفيذ عدد ١٠٨ آلاف وحدة سكنية وعدد ٣٥ مشروعًا على أعلى وأرقى مستوى وذلك في ١٣ محافظة، تشمل محافظات السويس وسوهاج وقنا والدقهلية كمرحلة أولى وعاجلة، مشيرا إلى أنه لديه جولات كثيرة في هذه المحافظات للوقوف على آخر المستجدات وما وصل إليه تنفيذ الأعمال، ومخطط العمل في باقي المحافظات الأخرى قريبًا.

الجريدة الرسمية