رئيس التحرير
عصام كامل

كيدون VS الوحدة 840.. حرب الاغتيالات تشتعل بين الموساد وإيران

إسرائيل وإيران
إسرائيل وإيران

عدد كبير من الشخصيات الإيرانية الكبيرة تم تصفيتها خلال السنوات الأخيرة وخصوصًا من العاملين فى المجال النووى فى إيران على يد إسرائيل، وعلى الجانب الآخر لم تصمت طهران بل ترد بعمليات مشابهة فى قلب العمق الإسرائيلى فى وضع يرصد حرب الاغتيالات الدائرة بين أجهزة الاستخبارات الصهيونية والإيرانية.

 

تصفية صياد خدايى 

وكانت آخر العمليات التى تصدرت المشهد فى الأيام الأخيرة عملية تصفية صياد خدايى، أحد ضباط الحرس الثورى بعد إطلاق النار عليه بواسطة شخصين على متن دراجة نارية أمام منزله فى قلب طهران وفى وضح النهار، وعلى الرغم من عدم تبنى أي جهة مسئوليتها عن الحادث فإن إيران على يقين أن العملية تحمل بصمات الموساد الإسرائيلى، حتى وإن حاولت إظهار غير ذلك لإبعاد فكرة أنها مخترقة أمنيًا من إسرائيل وخاصة وحدة "كيدون" وهى وحدة الاغتيالات داخل الموساد التى تعد متورطة فى اغتيال خدايى.

وكيدون الموساد واحدة من أكثر وحدات العمليات الخاصة قدرة وفتكا على وجه الكوكب، المشتبه فى كونها وراء العديد من عمليات الاغتيال الناجحة فى تاريخ إسرائيل، كما أنها واحدة من أكثر وحدات العمليات الخاصة سرية فى العالم.

 

كيدون

وحسب تقارير إسرائيلية فإن كيدون هى مجموعة تابعة لـلموساد تشكلت نواتها فى 13 ديسمبر 1949، لحماية الدولة اليهودية التى تم تشكيلها حديثًا وجميع مواطنيها. 

فى البداية كان الموساد مركزًا للمعلومات حيث تشارك الشرطة وقوات المخابرات معلوماتهم، ولكن المواجهات الصهيونية شبه المباشرة مع الفلسطينيين والمصريين واللبنانيين والسوريين والأردنيين وفق التقارير العبرية حول هذه النواة إلى منظمة عنيدة نراها اليوم زادت من نطاق عملياتها بشكل كبير منذ عام 1949.

وينسب -بحسب الإعلام الإسرائيلى- إلى أعضاء وحدة كيدون السرية أنهم مرتبطون بعملية البستان الشهيرة، التى نفذت فى عام 2007 عندما قصفت طائرات نفاثة إسرائيلية المفاعل النووى السورى.
ويقضى المجندون فى هذه الوحدة ما يصل إلى عامين فى التدريب فى صحراء النقب، ثم يتم تعيينهم فى وحداتهم الخاصة، علما أنه لا يوجد الكثير من الوكلاء الذين يدومون أكثر من عامين فى هذه الوحدة.

وخلال أكثر من 10 أعوام، تعرض ما لا يقل عن ستة علماء وأكاديميين إيرانيين للهجوم أو القتل، فى سلسلة هجمات كبيرة، يعتقد أن هدفها إضعاف البرنامج النووى الإيرانى.

وفى هذا النوع من العمليات لا يصدر عن إسرائيل أي تأكيد أو نفى لضلوعها فيه كالحال مع عملية الاغتيال الأخيرة لـ خدايى، لكن وسائل إعلامها سارعت إلى الكشف عن شخصية الرجل والملفات التى كان يشرف عليها كإرساله شخصًا لاغتيال القنصل الإسرائيلى فى إسطنبول مطلع الشهر الجارى، فى المقابل أعلن الحرس الثورى تفكيك شبكة تجسس مرتبطة بالموساد الإسرائيلى فى طهران.

كما أشارت أيضًا وسائل الإعلام العبرية إلى أن خدايى شارك فى برنامج إيران للصواريخ والطائرات بدون طيار وأشرف على نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله فى لبنان.

 

سياسة الاغتيالات

وحسب المراقبين الإسرائيليين فإن إسرائيل لم تحدد أبدا لنفسها ما إذا كانت سياسة الاغتيالات أمرًا فعالًا يؤتى ثماره ويخدم غرضًا يستحق، أو ما إذا كان نتاجًا لأهواء انتقامية، موضحين أنه دليل على ذلك هو مطاردة منفذى عملية ميونخ الشهيرة بعد مقتل 11 رياضيًا فى أولمبياد ميونيخ عام 1972.

ويشير المحللون إلى أنه بين سبتمبر 1972 والفشل الذريع فى يوليو 1973 فى ليلهامر بالنرويج، عندما قتل مسئولو الموساد النادل المغربى أحمد بوشكى بعد أن اعتقدوا خطًا أنه على حسن سلامة، مساعد ياسر عرفات، كما اغتالت إسرائيل من مخططى العملية ستة من نشطاء فتح برعاية رجال مايك هرارى، رئيس قسم العمليات فى وحدة "كيدون"، فى روما وباريس ونيقوسيا وأثينا.

وعلى الناحية الأخرى تقف طهران لإسرائيل بالمرصاد فى حرب الاغتيالات هذه وبالمثل لديها الوحدة 840 الإيرانية التى قال الإسرائيليون للأمريكيين عنها أن عملية الاغتيال الأخيرة فى قلب طهران كانت بمنزلة تحذير لإيران بوقف عمليات مجموعة سرية داخل فيلق القدس تعرف باسم الوحدة 840، بحسب مسئول المخابرات الإسرائيلية، الذى تحدث للإعلام الإسرائيلى شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة معلومات سرية فإنه تم تكليف الوحدة 840 بعمليات اختطاف واغتيال للأجانب فى جميع أنحاء العالم، بمن فيهم مدنيون ومسئولون إسرائيليون، وفقًا لمسئولى الحكومة والجيش والاستخبارات الإسرائيلية.

وقال مسئولون إسرائيليون: إن العقيد الإيرانى خدايى الذى تم تصفيته كان نائب قائد الوحدة 840 وشارك فى التخطيط لمؤامرات عبر الحدود ضد أجانب، بمن فيهم إسرائيليون.

وقالوا إنه كان مسئولًا عن عمليات الوحدة فى الشرق الأوسط والدول المجاورة لإيران وتورط خلال العامين الماضيين فى محاولات هجمات إرهابية ضد إسرائيليين وأوروبيين ومدنيين أمريكيين ومسئولين حكوميين فى كولومبيا وكينيا وإثيوبيا والإمارات العربية المتحدة وقبرص.

ورغم دور هذه الوحدة القوى والذى تخشاه إسرائيل إلا أن إيران لم تعترف أبدا بوجود الوحدة 840.

وبعض المحللين الإيرانيين قالوا إن الاتهامات الإسرائيلية تهدف إلى منع الولايات المتحدة من الموافقة على رفع تصنيف الحرس الثورى كمنظمة إرهابية، وبالتالى عرقلة التوصل إلى اتفاق بشأن استعادة الاتفاق النووى.

 

حرب تضليل

وقال جيس قريشى، المحلل المقرب من الحكومة الإيرانية: "نحن أيضًا فى حرب تضليل مع إسرائيل.. تهدف هذه الاستفزازات للضغط على جميع الأطراف لإلغاء الاتفاق النووى أو دفع إيران للرد بطريقة من شأنها أن تكون ضارة. لكن إيران دائمًا ما تتبع نهجًا حسابيًا طويل المدى".

فيما أفادت صحيفة جيروزاليم بوست أن الوحدة 840، التى يديرها فيلق القدس، هى "وحدة عملياتية سرية نسبيًا، وهى مسئولة، من بين أمور أخرى، عن تخطيط وإنشاء بنية تحتية للإرهاب خارج إيران ضد أهداف غربية وجماعات معارضة".

نقلًا عن العدد الورقي…

الجريدة الرسمية