رئيس التحرير
عصام كامل

عيد تحرير سيناء.. رئيس اللجنة العسكرية للمفاوضات يكشف عن 5 شروط إسرائيلية رفضتها مصر

اللواء محسن حمدي
اللواء محسن حمدي رئيس اللجنة العسكرية لمفاوضات السلام

سيناء الأرض الطاهرة التي رويت بدماء الشهداء علي مر تاريخها لانها مطمع الكثيرين منذ الازل وهذه الارض المباركة نحتفل اليوم  بالذكري الـ٤٠ علي تحريرها  وبهذه المناسبة يروي اللواء بحري محسن حمدي رئيس اللجنة العسكرية لمفاوضات السلام بين مصر واسرائيل قائلا:

بدأت المفاوضات على استعادة الأرض بعد ما حققته القوات المسلحة من انتصارات بسيناء وإحداث أكبر خسائر في الأفراد والسلاح للجانب الإسرائيلي وهو ما أجبرهم للجلوس على طاولة المفاوضات ومنذ اليوم الأول وعلمنا أن إسرائيل لا تؤمن بالسلام ولكنها تماطل لتكسب مزيدا من الوقت لنقبل الأمر الواقع ويتصدروا الإعلام بأن إسرائيل دولة محاطة بأعداء من كل الجهات وهم يتربصون للنيل بها دائما لتبرر للعالم سرقتها واحتلالها أرض جيرانها ولكننا كنا نعي جيدا أسلوب إسرائيل فقد تعلمنا منهم كيف نتفاوض لنحصل على أكبر قدر من المكاسب في كل جلسة.
 

والحقيقة أن إجبار إسرائيل على التفاوض لاسترداد سيناء جاء لسببين أولهما النصر بحرب أكتوبر والثاني ذهاب الرئيس السادات لعقر دارهم وحديثه الحازم بأن تترك إسرائيل سياساتها التوسعية واغتصابها لأراضي الغير فالتعامل مع الوفد الإسرائيلى لم يكن أمرا سهلًا، بل كانت معركة لا تقل صعوبتها ومشاكلها عن المعركة الحربية، فكانت المفاوضات بمثابة قتال دون الأسلحة القتالية.

بدء المفاوضات


في 12 أكتوبر 1978 كان أول لقاء لوفدى التفاوض السياسي العسكري بمقر استراحة البيت الأبيض وبرئاسة وزيرة الخارجية الأمريكية سيروس فانس باعتبارها الشريك الكامل في المفاوضات، وكان الخلاف الأول مع موشى ديان رئيس وفد إسرائيل بسبب كلمته، التي اعترضنا جميعا على ما بها من نبرة تعالٍ والتفاف تذهب إلى أنهم في موقف تفاوضى أقوى، مما اضطر فانس للتدخل ليطلب منه أن يحرص على أن تكون البداية تعبيرا عن روح السلام والوضوح بدلًا من استخدام ألفاظ يغلب عليها الغموض والتعالى.

أماكن المفاوضات

كانت المفاوضات تعقد إما في فندق ماديسون أو البنتاجون أو بمقر وزارة الخارجية الأمريكية وكان الوفد المصري مكونا من الفريق كمال حسن على رئيسا للوفد والدكتور بطرس غالي واللواء مهندس عبد الفتاح محسن مدير إدارة المساحة العسكرية والدكتور أسامة الباز والدكتور أشرف غربال سفير مصر بواشنطن واللواء طه المجدوب والعميد لبيب شراب.


مماطلة اسرائيل

بدأت إسرائيل تملي شروطها لقبول التفاوض ومن هذه الشروط إبقاء 14 مستوطنة إسرائيلية بسيناء ووضع العلم المصري عليها ووضع كاميرات مراقبة على طول الضفة الشرقية لمراقبة أي تحرك للقوات المصرية والحصول على مجال جوي داخل سيناء للطيران الإسرائيلي والسماح بوضع أجهزة إنذار مبكر على قمم الجبال لمراقبة أي تحركات بالإضافة إلى أنه يحق لهم التواجد على ساحل خليج العقبة لضمان عبور سفنهم قناة السويس وهو ما رفضناه بالكامل وبسبب التعنت الإسرائيلي والبعد المتكرر عن صلب الموضوع الأمر الذي أدى إلى تدخل الرئيس كارتر أكثر من مرة. 

وبدأنا في إجراءات التحكيم الدولي إلى أن استرددنا الأرض وحاولوا أن يبقوا نصفها إسرائيليا والنصف مصريا إلا أننا لم نقبل وأخيرا بتحرير طابا عادت كل الأراضي إلى السيادة المصرية مرة أخرى يوم 19 مارس 1989 بعد 7 سنوات من المفاوضات والسفر إلى أمريكا وتركيا والسودان للبحث عن الخرائط التي توضح أحقية مصر في طابا بعد أن قامت إسرائيل بإخفاء العلامات الحدودية لمصر إلا أننا تفوقنا عليهم بالرجوع إلى كتاب ترسيم الحدود عام 1906 وكما انتصرنا عليهم عسكريا نسفنا كل حججهم في المفاوضات.

الجريدة الرسمية