رئيس التحرير
عصام كامل

رحلة الموسيقار سيد مكاوى مع المسحراتى

صلاح جاهين وسيد مكاوى
صلاح جاهين وسيد مكاوى فى المسحراتى

أسندت الإذاعة في بداية الستينات غناء بعض الأدعية الدينية التي ستقدمها خلال شهر رمضان الكريم إلى الموسيقار سيد مكاوي ـ المعتمد بالاذاعة منذ عام 1940 ـ، ثم ظهرت فكرة تقديم حلقات المسحراتى كل ليلة واتفقت الإذاعة أيضا مع سيد مكاوى على غنائها الذي اشترط أن يكون صلاح جاهين هو مؤلف الحلقات، كما اشترط أن يكون هو الملحن والمغني وحده لهذه الحلقات من المسحراتي.

 

وبدأت حلقات المسحراتى بصوت سيد مكاوى  وتم بالفعل الاستغناء عن الفرقة الموسيقية التي كان مقررا لها مصاحبة كلمات المسحراتي، واكتفى سيد مكاوي بأن يغني بصوته والدق فقط على طبلته.

اعتذار صلاح جاهين 

وبعد حلقة واحدة فوجئ الجميع باعتذار الشاعر صلاح جاهين ورشح بدلا منه لكتابة حلقات المسحراتى صديقه الشاعر فؤاد حداد الذى كان في بداية طريقه الشعرى،  وبالفعل تم التعاقد مع الشاعر فؤاد حداد على حلقات المسحراتي، وقدمت الحلقات بشعر العامية، وهي تحكي الواقع الذي تعيشه مصر، وكان من أهم أبياتها:  " اصحى يا نايم وحد الدايم.. وقول نويت بكرة إن حييت.. الشهر صايم والفجر قايم.. اصحى يا نايم وحد الرزاق.. رمضان كريم " ولقب بمسحراتى مصر.

مسحراتى مصر 

قدم سيد مكاوى وفؤاد حداد 30 حلقة للإذاعة عام 1964، وفى عام 1968 قدم المسحراتى 30 حلقة وبعد حرب أكتوبر 60 حلقة، وفى عام 1983 انتقل مسحراتى فؤاد حداد الى التليفزيون حيث اعد للحلقات السيناريو صلاح حافظ وحسن فؤاد وأخرجه فتحى عبد الستار.

وحوى ياوحوى 

حول مشوار الفنان سيد مكاوى مع المسحراتى يقول: بدأت حياتى انشد التواشيح فى الموالد والمناسبات،ثم اتجهت لاداء اغانى التراث لعبده الحامولى والشيخ سلامة حجازى ولذلك فان التلحين والغناء متعتى التى اجد نفسى فيها، وقد اتخذت الإيقاع الشرقى والالات الشرقية أدواتى، وقد فتحت عينى فى صغرى بشوارع وحوارى عابدين على (اغنية وحوى ياوحوى اياحة..ادونا العادة اياحة..آه ياستى اياحة..ادونا وماتدونا اياحة ) التى كان يغنيها الاطفال وهم يحملون الفوانيس المضاءة بالشمع الملون، وفى فترة السحور كنت استمتع بصوت المنادى وهو ينادى للسحور والصلاة ومن قبلها يروى السير الشعبية ولم يكن يدور بخلدى انى سأقوم يوما بمهمة ايقاظ الناس للسحور والصلاة.
فى عام 1952 تعرفت على الشاعر فؤاد حداد من خلال الفنان حسن فؤاد فلما رشح صلاح جاهين فؤاد حداد لحلقات المسحراتى، قرأت ديوان المسحراتى الذى كتبه وجدته يخاطب هوى كبير فى نفسى.

مضمون سياسى 

وأضاف سيد مكاوى: تردد فؤاد حداد في البداية بدعوى انه يكتب لنفسه فقط اشفاقا على المستمعين من تقبل مضمون اشعاره التى تحمل مضمونا سياسيا واجتماعيا  ، ونجحنا انا وصلاح جاهين وحسن فؤاد ويوسف الشريف في إقناعه وقدمنا المسحراتى على مدى اكثر من 200 خلقة.


وتابع مكاوى:لم اعانى فى وضع لحن مثلما عانيت فى وضع الحان المسحراتى التي لم استخدم فيها الات موسيقية سوى ايقاع الطبللة واخيرا فإن الحان وكلمات المسحراتى مازالت تعيش بيننا لان الكلمة فيه واللحن تساير عنصر الزمن والذوق وتناولت مختلف الطوائف والطبقات من هنا عاشت وعمرت سنوات طوال.

كلمات المسحراتى 

يقول مكاوى من اشعار حداد فى اولى حلقات المسحراتى بالاذاعة:
ناس كانوا قبلى قالوا في الأمثال..الرجل تدب مطرح ماتحب / وأنا صنعتى مسحراتى في البلد جوال / السعي للصوم خير من النوم..اصحى يانايم وحد الرزاق / رمضان كريم / حبيت ودبيت كما العاشق ليالى طوال..وكل شبر وحتة من بلدى حتة من كبدى حتة من موال.
 

الجريدة الرسمية