رئيس التحرير
عصام كامل

على جمعة: الإسلام أغنى الفقراء عن الطلب.. والجوع مطلب الشيوعيين للثورة على الحاكم

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، إن الإسلام أغنى الفقراء عن الطلب، وجعل الطلب نقيصة، مشيرًا إلى أهمية إطعام الطعام والصدقة التي تدفع البلاء.

الإسلام والفقراء

واستدل جمعة على أهمية إطعام الطعام في الإسلام قائلًا إنه في أواخر الستينيات عرض الشيوعيون مذاهبهم، وكانوا يرون أن العمل الخيري من إطعام الطعام للفقراء يؤخر الثورة المنتظرة على نظام الحكم، مؤكدًا أن المسلمين مأمورون بإطعام الطعام، هذا أمر إلهي يتفق مع الفطرة، في حين يرى الشيوعيون استمرار الناس في الجوع حتى يثوروا، وهذا رأي شيطاني يتفق مع الوهم.
وقال علي جمعة إن مصر  لا تزال بخير ما طبق أهلها كلمة الله، فيطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا، داعيًا أن تكون مصر مكانًا لكل من ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وأن تكون هي المُراغم الكثير وأرض السعة.
وكتب الدكتور علي جمعة تدوينة على الفيس بوك "أغنى الإسلام الفقراء من الطلب بل جعل الطلب نقيصة، فنهى رسول الله ﷺ عن المسألة فقَالَ: "الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ» [البخاري]، وقال تعالى: (يَحْسَبُهُمُ الجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ)، ويلخص شوقي هذا في حكمته وهو يصف رسول الله ﷺ فيقول: (والبر عندك ذمة وفريضة *لا منة ممنونة وجباء.. جاءت فوحدت الزكاة سبيله * حتى التقى الكرماء والبخلاء.. أنصفت أهل الفقر من أهل الغنى * فالكل في حق الحياة سواء)

شعيرة الاضحية

وأضاف "ولذا نرى شعيرة الأضحية وهي إذا نذرت أو ذبحت عن الميت لوصيته وزعت كلها على الفقراء، وإذا كانت ذبيحة للسنة فيمكن أن توزع كلها، ويمكن أن يوزع ثلثها على الفقراء، وكذلك الهدي في الحج، قال تعالى: (وَأَذِّن فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ *لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ* ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ العَتِيقِ)، وقال بعد ذلك: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القُلُوبِ )، وقال سبحانه: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ)، وقال: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ).
وقال جمعة: "وأتذكر في أواخر الستينيات عندما كان يعرض علينا الشيوعيون مذاهبهم ويرون أن العمل الخيري من إطعام الطعام للفقراء يؤخر الثورة المنتظرة على نظام الحكم، كنا نقول لهم إننا أمام خيارين: يقول ربنا: أطعموا الطعام، وتقولون: ليستمر الناس في الجوع حتى يثوروا، فهذا أمر إلهي يتفق مع الفطرة، وهذا رأي شيطاني يتفق مع الوهم"

الشيوعية والجوع

وتابع علي جمعة قائلًا: "وكنا نذكر لهم طريفة من طرائف مشايخنا في تفسير قوله ﷺ "إن الصدقة تدفع البلاء"، حيث كان يقول شيخنا: والشحاذ من البلاء، ويفسر فيقول إنه إذا جاع أفسد في الأرض وان الصدقة تدفع هذا الفساد، فالشيوعيون كان يريدون ثورة ودمًا ظآنين أن ذلك سوف يذهب بالظلم الاجتماعي؛ وهو خطأ بيّن وضلال مبين"

وحكي علي جمعة قائلًا: "تبين لي عندما زرت الاتحاد السوفيتي الراحل في موسكو، والتقيت هناك بشخص كان يحرص على حضور الإفطار مع وفدنا لأنه لا يجد بيضة يأكلها، وكان يعرف عشر لغات والرقعة في سرواله لا يخطئها بصر أحدنا، وكان قد هاجر من مصر في العشرينيات، سمعته يقول عشرات المرات: "أنا حمار، لأني لم أفهم إلا متأخرًا"، وكنت أخلو إلى نفسي وأبكي على حال هذا الرجل الذي صار وراء أوهامه واكتشف الحقيقة متأخرًا"

الدعاء لمصر

وأضاف "وكذلك هو الحال في الاستماع إلى الحقائق الإلهية أو الاستماع إلى الأوهام البشرية. وقد صدق شوقي عندما قال: الاشتراكيون أنت أمامهم * لولا دعاوي القوم والغلواء"

واختتم حديثه بالدعوة لمصر قائلًا: "ولا تزال مصر بخير، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يظل أهلها يطبقون كلمة الله، فيطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا، وتكون دائما موئلًا لمن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وأن تكون هي المُراغم الكثير وارض السعة."
 

الجريدة الرسمية