رئيس التحرير
عصام كامل

وفاء الرشيد: يجب استغلال رمضان للعودة إلى منابع الروحانية المشرقة في الإسلام

تعبيري عن الإسلام
تعبيري عن الإسلام

طالبت وفاء الرشيد الكاتب والباحثة بضرورة استغلال رمضان للعودة إلى منابع الروحانية المشرقة في الإسلام، مؤكدة أن المجتمع العربي والإسلامي يعيش حالة من التدين الشكلي بعيدًا كل البعد عن الروحانية الحقيقية.

 

وأضافت: أصبح التدين عند البعض نقابًا وإطلاق شعر لحية وخط متشدد حذر منه الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري: «إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا».

 

خطاب تكفيري عنيف 

وتابعت: غابت أبعاد الفرح والطمأنينة من ممارسة الدين، وتحول لدى الكثيرين إلى خطاب تفكيري عنيف يبرر القتل ورفع السيف باسم الدفاع عن الدين ونشره، مضيفة: عندما تغيب الروحانية الصادقة لا يبقى من الدين إلا هذا الجانب الحاد المتطرف في العقيدة والتأويل.

 

واستكملت: حصر الله عز وجل مهمة النبوة بقوله: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، عموم البشر وسواهم من الكائنات، وذلك هو أبلغ دلالات اللطف الشامل الذي يعامل به الخالق خلقه.

 

وأشارت الباحثة إلى أن البعض غيب كل معاني الرحمة والمودة والقرب التي تدخل في صفات الله التي هي إطار علاقته بالبشر، وأصبح الدين يقدم من بعض الدعاة في شكل تحريم أوجه الجمال والحب في الوجود.

 

وأضافت: ما أحوجنا ونحن في هذا الشهر الكريم إلى العودة إلى منابع الروحانية المشرقة في ديننا، فننتزعه من مخالب دعاة الفتن والتشدد، أعداء الحياة والسعادة على حد قولها. 

 

ربط أحكام العبادة بمقاصدها

وطالبت الباحثة بربط أحكام العبادة بمقاصدها الروحانية العليا بدلًا من اعتبارها طقوسا شكلية مجردة، فالصلاة مثلًا هي مظهر القرب الإلهي والإنسان كما في الحديث يكون أقرب لحظات حياته من الله في وضع سجوده، والصوم هو المجاهدة من أجل بلوغ سر العبودية الأبعد الذي عبر عنه الحديث الشريف بقوله «الصوم لي وأنا أجزي به». 

 

واستكملت: أما الحج فهو مسرح تجربة التوحيد الأولى، وكل العبادات يمكن أن تقرأ من هذه الزاوية فتكتسي معاني روحانية نادرًا ما يتم التنبه لها.

واختتمت: يجب ربط الدين بالحياة، ففي الإسلام الأصل في الأشياء الإباحة والحظر هو الاستثناء، ومن مقاصد الشرع إسعاد الإنسان وتمتعه بالنعم والمتع الدنيوية، وعندما ينطلق الإنسان من هذا التصور يرى الفضل الإلهي في المنح والكرم الإلهي، ولا شك أن عبادة الشكر والرضا هي أسمى عبادة لأنها داخلة في قوله تعالى «ولذكر الله أكبر»، على حد قولها. 

الجريدة الرسمية