رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا يفعل جونسون في شوارع كييف؟!

زيارة رئيس وزراء بريطانيا لأوكرانيا ولقاءه مع رئيسها زيلينسكى هى رسالة موجهة لأطراف عديدة، عززتها جولته مع الرئيس الاوكراني في شوارع العاصمة كييف.. فان رئيس الوزراء البريطاني الذى يعد أكثر المعادين للروس مع الرئيس الأمريكى بايدن أراد أن يقول أن روسيا عجزت حتى الآن أن تحقق أهدافها العسكرية وأن كييف العاصمة استعصت عليها ولم تتمكن من اقتحامها رغم حصارها واستهدافها بضرباتها العسكرية بعد ان دعم الامريكان والغرب أوكرانيا بالسلاح..

 

وأن القيادة الاوكرانية لم تسقط كما كان الرئيس الروسى يرغب وهو ما جاهر به علنا في بداية الحرب حينما طالب القوات المسلحة الاوكرانية بتولى زمام الأمور في أوكرانيا، وبالتالى يمكن تسويق الأمر على أن أوكرانيا انتصرت على روسيا في تلك الحرب، ولم تحقق روسيا أهدافها العسكرية.


خسائر أوكرانيا

 

لكن جونسون ومعه زيلينسكى، يتجاهلون أن أوكرانيا تكبدت خسائر فادحة في هذه الحرب مثل تدمير كامل لعدد من المدن، وهجرة أربعة ملايين أوكراني للخارج، وفقدان الاف الضحايا من العسكريين والمدنيين،  ضياع وتبديد موارد ضخمة أدى إلى تراجع اقتصادى كبير لها، وحتى تستعيد أوكرانيا عافيتها مجددا وتعيد بناء ما تهدم واسترداد الاستقرار الذى تبدد سوف تحتاج إلى وقت طويل، والأهم سوف تضطر للقبول بشروط الروس الخاصة بفرض الحياد عليها وعدم إدخال أسلحة أو قوات عسكرية تابعة لحلف الناتو لأراضيها بعد التعهد بعدم الانضمام لهذا الحلف..

 

سوف تقبل بشكل آو آخر بضم القرم لروسيا وسيطرتها على إقليم الدونباس.. وبالتالى فان حقيقة الأمر لا يمكن اعتبار ما حدث انتصارا لأوكرانيا ولا هزيمة لروسيا كما حاول جونسون أن يروج لذلك مع زيلينسكى، بعد أن قبلت أوكرانيا وضع الدولة المحايدة وتراجعت عن الإنضمام لحلف الناتو كما طالبها الروس بذلك.. 

 

 

لكن ذلك لا يعنى في المقابل أن روسيا لم تتراجع هى الأخرى وتعيد تقييم أهدافها في هذه الحرب حتى لا تصير ورطة دائمة لها تستنزف مع العقوبات الاقتصادية قواها كما يتمنى الامريكان بعد أن اعتبروها مع الصين أهم وأخطر اعداءهم.. أما جونسون فان بلاده ذاتها خسرت أيضا من هذه الحرب بعد أن إلتهبت الأسعار في أسواقها بسببها، وإن كان هو شخصيا قد كسب بعد أن آنست تلك الحرب محاسبته برلمانيا لخرقه الاجراءات الاحترازية التى ألزم بها البريطانيين في ظل جائحة كورونا!   

الجريدة الرسمية