رئيس التحرير
عصام كامل

براءة رمضان

ما أن يحل شهر رمضان الكريم، حتى تبدأ حالة التأهب لاستقباله، تارة بتجهيز ما يُسمَّى «مستلزمات رمضان»، وأخرى بالتأهب المالي لنفقات اعتاد البعض أن تكون مضاعفة في الشهر الكريم. يحاول البعض تحميل الشهر الكريم فوق طاقته، من دون اعتبار للمعاني السامية المرتبطة بالصوم على المستوى الديني والصحي؛ لأننا ما صمنا حتى نفتعل دوامة مصاريف ونتجاهل القيمة العظمى لأهداف الشهر الكريم أو ربما نسيئ ترجمة مقاصده.

 

وصحيا، تتضمن فوائد الصوم الكثير من النتائج المضمونة في حالة الصيام بطريقة صحية كما شرع الإسلام، بحيث يعطى الجسم فرصة للتخلص من السموم، ويأخذ الجهاز الهضمي هدنة من معاركه اليومية.

 

ليس من العقل أن تتعرض موائدنا لهجومنا الضاري؛ بمجرد رفع أذان المغرب حتى مطلع الفجر، وفي النهاية نتحدث بأريحية عن "الفوائد المرجوة من الصيام". التكاسل في العمل أيضا، ليس إلا محاولة إلصاق تهمة باطلة في الشهر الكريم، فطالما ارتبط المجد الإسلامي والعربي به؛ لذلك فإن شهر رمضان الكريم بريء من أولئك الذين يلصقون به التهم ويبطونه بالإسراف والكسل وعدم إتقان العمل.

 

رمضان بريء أيضا من حالة الانفلات الانفعالي التي نشهدها في الشوارع والمواصلات العامة؛ فتجد أحدهم يقول في أي موقف يتعرض له" أنا صائم"، في نبرة تمتزج بين التهديد والتحذير، كما لو كان ذلك الصوم مرضا يعانيه أو حالة نفسية تداهمه، وعلى الجميع أن يراعي مرضه ويرأف به.

 

 

رمضان بريء أيضًا، من أولئك الذين يتاجرون بمراعاة الفقراء والمحتاجين ولا يراعون لهم آدمية أو كرامة، إذ أنه ليس من العقل أن يتم تصوير الفقراء وذوي الحاجة أثناء توزيع كراتين أو شنط رمضان؛ وذلك لأن الشهر الكريم إن كان يسمو بالقيم الروحية فهو يسمو أيضا بالقيمة الإنسانية والأخلاقية..

لذلك علينا أن نعتذر للشهر الكريم عما يطاله منا من تصرفات ليست من الدين في شيء ونعيد اكتشاف قيمنا التي من أجلها شرع الصيام.. وكل عام وأنتم بخير.

الجريدة الرسمية