رئيس التحرير
عصام كامل

ميكانيزم الحب

عزيزي الرجل، إذا كنت تريد فهم المرأة، فعليك بالتوقف فورا، فالأمر مستحيل، إذ أن لكل امرأة على وجه الأرض طبيعتها الخاصة، التي تجعلها مختلفة عن أمها وأختها وصديقتها وجارتها وزميلتها. لهذا فإذا أردت أن تفهم المرأة بشكل مطلق، فعليك دراسة طبيعة ونفسية المليارات منهن. لكن إذا كنت في عجلة من أمرك، فإليك هذا الدليل المختصر، لفهم الفارق بين الرجل والمرأة في ميكانيزم الحب.

 

طريقة تفكير الرجل في الحب تختلف كليا عن طريقة تفكير المرأة، هو دائما يبحث عن أنثى يكون هو الأول في حياتها، بينما هي تبحث عمن تكون هي الأخيرة في حياته. هو يهتم بالماضي، وهي تهتم بالمستقبل، هو لا يحب أن يكون حولها أحد، وهي تفرح إذا اقتنصته من بين المئات، هو يريدها فاكهة طازجة في مقتبل العمر، وهي تحبه كما النبيذ المعتق كلما طال عمره زاد بريقه.

تناقضات الحب

 

هو يراها حصنه الذي يجب أن يدافع عنه، وهي تراه حصنها الذي تحتمي فيه، هو يغار عليها، وهي تغار منهن، هو يحب بعينه، وهي تحب بأذنها. هو لا يغفر الخطأ الأول، وهي تسامح بلا حدود، إذا أحبت غيره تركها إلى غير رجعة، وإذ أحب غيرها تحارب لاستعادته.

 

إن أحب كتم وإن أحبت أذاعت، إن افترقا: هو يبحث في قائمة حبيباته السابقات وهي تبحث في قائمة الانتظار، في الانتقام من الطرف الآخر هو متسرع وهي تخطط على مهل.. المرأة ملولة، خاصة في الحب، هي لا تستطيع تحمل الرجل الذي يبقى جامدا دون تغير طارئ من وقت لآخر، لا تحبه ثابتا كرسم القلب المنتظم، بل تريده ساكنا تارة، وهائجا كموج البحر تارة.. وتارة. تحبه قويا حادا، على أن يذوب كغزل البنات على شفتيها..

 

تريده مرتبا نظيفا وسيما متحضرا، كنبيل فرنسي، ولا مانع من أن يكون فوضاويا، غجريا.. أحيانا. تسافر مع رائحة عطره، لكنها تعشق رائحة جسده.. يعجبها حين يكون رياضيا.. غير أن دخان سيجارته يروق لها.. تأخذها ابتسامته.. ويخطفها تجهمه.. تلمع عيناها حين ترى شعره المصفف.. وتبتسم تلك العينان حين ترى ذاك الشعر متمردا مسافرا في كل الأرجاء..

 

 

تبحث عن حنانه، لكنها تمله أحيانا.. لا تريده أن يكتفي بدور واحد في قصتهما، إذ عليه أن يظهر بعض الغضب أحيانا أخرى.. هي لا تريده جامدا.. بل متجددا مجنونا يفاجئها في كل مرة، فلا تعرف ردة فعله.. تشتمه في العلن، وقلبها يتضرع إلى الله أن يحميه..

المرأة مجنونة لا يعجبها إلا الرجل المجنون..

الجريدة الرسمية