رئيس التحرير
عصام كامل

محادثات سلام ومواقف متباعدة.. سيناريوهات المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا

طاولة المفاوضات بين
طاولة المفاوضات بين موسكو وكييف

ذكرت صحيفة ”التايمز“ البريطانية أن المواقف المعلنة من قبل الروس والأوكرانيين في محادثات السلام تظل متباعدة، على الرغم من وجود بوادر لإحراز تقدم في بعض القضايا الرئيسة، إذ تلمح كييف إلى قبول ”الحياد“، وتنوه موسكو إلى أنها قد تتخلى عن بعض مطالبها الرئيسة من العملية العسكرية، مثل: الإطاحة بحكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

 الأراضي المتنازع عليها

وأوضحت الصحيفة أنه من الممكن أن يكون المفاوضون على استعداد لمناقشة التنازلات بشأن شبه جزيرة القرم، وإقليم ”دونباس“ وغيرهما من الأراضي المتنازع عليها.

وعن مبدأ ”الحياد“، قالت الصحيفة، إن ”أوكرانيا لا ترغب في مناقشة القيود المفروضة على قواتها المسلحة، لكنها قد تقدم وعدًا ملزمًا بعدم استضافة قواعد عسكرية أجنبية“، علاوة على أنها تريد ضمانات أمنية ”صارمة“، يمكن مقارنتها بالمادة الـ“5“ الخاصة بحلف شمال الأطلسي ”الناتو“.

وأضافت الصحيفة، أن ”فكرة انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي – التي ألمحت روسيا إلى قبولها – ستضعها من الناحية النظرية تحت مظلة بند الدفاع المشترك للكتلة، والذي يلزم الدول الأعضاء الأخرى باستخدام جميع الوسائل المتاحة لمساعدة عضو يقع ضحية لعدوان مسلح على أراضيها“.

تقسيم أوكرانيا

وعن احتمالية ”تقسيم أوكرانيا“، قالت الصحيفة إنه بالرغم من أن أوكرانيا وأنصارها في الاتحاد الأوروبي يؤكدون أن الحدود التي تم ترسيمها عند انفصال الدولة عن الاتحاد السوفيتي في عام 1991 لا يمكن انتهاكها، إلا أنه تم انتهاك هذه الحدود، حيث ”احتلت“ روسيا شبه جزيرة القرم في 2014 واعترفت من جانب واحد باستقلال ولايتي دونيتسك ولوهانسك قبل ساعات من الغزو.

وأضافت ”منذ ذلك، استحوذت موسكو على مساحة متواصلة تقريبًا من الأراضي بين البلدين، من خيرسون إلى الحدود الروسية، ولم يقف في طريقها سوى مدينة ماريوبول المحاصرة الآن، وفي حين أن التقدم نحو كييف وميكولايف قد توقف، يبدو أنه من الممكن أن تحاصر روسيا جيبًا واسعًا في منطقة دونباس وتهزم مجموعة كبيرة من المدافعين الأوكرانيين هناك“.

واعتبرت الصحيفة البريطانية أن ”المكاسب الروسية تشكل ورقة مساومة قيّمة لموسكو في مفاوضاتها في كييف الآن، مشيرة إلى أن أحد الخيارات التي قيد الدراسة هو الوصول إلى حل وسط يرضي جميع الأطراف“.
وأوضحت الصحيفة أنه بموجب هذه الصفقة، تحتفظ أوكرانيا رسميًّا بالسيادة على أراضيها بينما تتنازل عن بعض المناطق ”تجاريًّا“.

وأشارت  إلى أن تركيا، وهي إحدى الدول التي تتوسط في محادثات السلام، قد اقترحت أن شبه جزيرة القرم ودونباس يمكن ”تأجيرهما“ إلى موسكو بالطريقة ذاتها التي استأجرت بها بريطانيا جزءًا من هونج كونج من الصين لمدة قرن تقريبًا.

الجريدة الرسمية