رئيس التحرير
عصام كامل

الكل خاسر.. وعالم جديد يتشكل!

لا يخفى على أحد ما تتركه الجوائح من بصمات على الثقافة والشعر والرسم والفنون كافة.. وقد بدأت إرهاصات الأثر الثقافي المباشر لكورونا على مواقع التواصل الاجتماعي التي تتفاعل بأفكار وفيديوهات وتدوينات ترسم مساحة كبيرة للتغيير المتوقع في المجتمعات ما يعني أننا على موعد مع تغيير كبير سيطول العالم أجمع.

وليت الأمر وقف عند حدود كورونا وتداعياتها الأليمة بل إن أزمة روسيا وأوكرانيا  أشد وأنكى فقد زادت الطين بلة وسوف تغير العالم قطعًا للأسوأ فالكل خاسر حتى ولو لم يكن طرفًا مباشرًا في الصراع الجيوسياسي وتعقيداته الدولية والإقليمية التي ضاعفت حالة الضبابية واللايقين في مقاربات المتابعين والمراقبين بشأن مآلاتها السياسية والعسكرية والاقتصادية بصورة أفدح.. وحيال شكل وطبيعة العلاقات الدولية مستقبلًا.. ورغم وضوح أهداف ودوافع الجانبين فقد بقيت مسألة تطور النزاع وتوسعه المحتمل ككرة الثلج خارج حدود سيطرة أطر التفكير المنطقي.

لقد نزعت الأزمة بتداعياتها الخطيرة اهتمام وقلق العالم أجمع ولأول مرة يجري الحديث عن إمكانية استخدام السلاح النووي لحسم المعركة يستشهد بعض المحللين بمقولة خطيرة نسبوها للرئيس بوتين مفادها: "ما جدوى العالم إذا لم تكن فيه روسيا". 

 

وحتى لو كان مثل هذا الكلام ضربًا من اللامعقول وحتى لو نجا العالم من شفا الهاوية النووية فكيف سيكون شكل العالم الذي سيولد من رحم تلك الأزمة وما محددات العلاقات الدولية المترتبة عليها.. وإلى أين تصير معالم القوة الحقيقية بين الأطراف المنخرطة في الحرب بصورة مباشرة أو بينها وبين تلك التى تقود وتوجه مجرياتها من وراء الكواليس.. وما طبيعة التحالفات التي ستنبثق عنها دوليا وإقليميا.. وماذا عن عالمنا العربي وشرقنا الأوسطى؟!

الجريدة الرسمية