رئيس التحرير
عصام كامل

فيروس كورونا لن يكون الأخير!

قبل حدوث جائحة كورونا.. ماذا فعل العالم إزاء تحذير تلك المنظمة الدولية بضرورة الاستعداد الجيد بمزيد من الأبحاث والدراسات وأخذ الحيطة والحذر لمواجهة تحدٍ جديد يتمثل في هجوم فيروس شرس وخطير سوف يتسبب في موت ملايين البشر..ذلك أنه كلما تقدمت البشرية وارتقت علومها ظهرت فيروسات جديدة أكثر قدرة على التحور والفتك بصورة غير معهودة مثل فيروس الإيدز وإيبولا وسارس وأخيرا وليس آخرًا كورونا المستجد.


كم كانت كورونا كاشفة لهشاشة هذا العالم  وخصوصًا دوله الكبرى بكل ما أوتيت من تقنيات وقوة وما تمارسه من استعلاء وجبروت لم يصمد أمام كائن أكثر هشاشة لكنه أسرع انتشارًا وفتكًا، كما كشفت تلك الجائحة عن عدم جاهزية هذا العالم  في مواجهة تلك الفيروسات على اختلاف أشكالها ودرجة شراستها.


وفي رأيي أن النتائج النهائية لتداعيات كورونا لم تتضح بعد، ولن تكون كذلك إلا بعد إحصاء العدد النهائي للضحايا وإن كانت دراسة نشرتها مجلة "لانسيت" العلمية  ترفع العدد الحقيقي لوفيات كورونا لما يعادل 3 أمثال الأعداد المعلنة على مستوى العالم.. وفي المقابل لن يُعرف الحجم الفعلي للخسائر الاقتصادية عالميًا إلا بعد تحديد المدة التي تمكن فيها هذا الوباء من وقف عجلة الاقتصاد العالمي..

 

 

فكلما طالت مدة المعركة مع الوباء خصوصًا في الدول الصناعية الكبرى كان حجم التغيير والتداعيات أكبر وإن كانت النتائج الأولية تقول بوضوح إننا أمام أزمة غذاء عالمية وموجات تضخم تسبب فيها تعثر سلاسل الإمداد العالمية جراء الوباء ناهيك عن تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية التي لم تظهر بعد نتائجها الكارثية على العالم أجمع.

الجريدة الرسمية