رئيس التحرير
عصام كامل

القرار الصعب.. رسالة أخيرة بطعم النفط من روسيا لـ أوروبا

النفط
النفط

تمثل عصا العقوبات الدولية على روسيا سلاح الردع البديل والأخير للغرب والولايات المتحدة الأمريكية عن التورط في حرب عالمية ثالثة للرد على العملية العسكرية الروسية في كييف، والتي قابلت العقوبات الغربية باستمرار العمل العسكري على الأراضي الأوكرانية، لتضع الدول الغربية ما بين مطرقة البرد وسندان النفط والغاز الروسي الذي يمثل 40% من واردات النفط الأساسية لأوروبا. 

 

الاتحاد الأوروبي

وفي الوقت الذي تدرس فيه دول الاتحاد الأوروبي فرض حزمة خامسة من العقوبات ضد روسيا، والتي يمكن أن تتضمن فرض حظر على إمدادات النفط من موسكو، حذر نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك من أن أسواق النفط والغاز الطبيعي العالمية قد تنهار في حالة فرض عقوبات على الطاقة الروسية.

 

وقال نوفاك اليوم الأربعاء إن زيادة أسعار الطاقة لن تكون متوقعة.

 

ووصف نوفاك في حديثه أمام مجلس النواب الروسي، فرض الحظر على مشروع نورد ستريم 2 بالحماقة وعدم تقدير لتوازنات الطاقة وسيؤجج التضخم.

 

وأكد نوفاك، أن روسيا لم تستخدم أبدا موارد الطاقة كسلاح، كما أنه يجري حاليا تنفيذ إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا وفقا للعقود المبرمة.

 

وكشف النزاع الروسي الأوكراني حجم اعتماد دول الاتحاد الأوروبي الهائل على الغاز المستورد من روسيا والذي يجعل سياسة العقوبات الغربية منقوصة بسبب تمويل موسكو عبر مشترياتها من الطاقة التي لا تستطيع أوروبا الاستغناء عنها على الأمد القصير.

 

وحتى إذا تبنت دول التكتّل حزمة غير مسبوقة من العقوبات، فهي تواصل تمويل روسيا عبر مشترياتها من الطاقة التي لا تستطيع الاستغناء عنها على الأمد القصير جدا.

 

أسعار الغاز في أوروبا 

وهذا ما جعل العقوبات الغربية غير مؤثرة بشكل كبير خاصة ومع بدء الحرب ما تسبب في ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا حتى وصل لـ3300 دولار لكل 1000 متر مكعب. 

 

فموسكو واحدة من أكبر منتجي الغاز الطبيعي في العالم، حيث تصدّر زهاء 40% من الغاز الطبيعي الذي تستهلكه أوروبا. 

 

وبحسب موقع الإحصاءات الاستهلاكية الدولي "ستاتيستا"، تظهر البيانات الواردة لسنة 2020، أن فرنسا تستورد 24% من إمداداتها من الغاز من روسيا بينما تستورد ألمانيا 49% من احتياجاتها من الغاز من روسيا، بينما ستتأثر إيطاليا كثيرًا حال وقف إمدادات الغاز الروسي بسبب اعتمادها على غاز موسكو بنسبة 46%.

 

فيما تتعقد الأزمة لدول أخرى في الاتحاد الأوروبي والتي تعتمد بشكل حصري على الغاز الروسي ويبرز في هذا الجانب: جمهورية شمال مقدونيا والبوسنة والهرسك ومولدوفا. 

 

أما عن فنلندا ولاتفيا فتعتمد كل منهما بنسبة تجاوزت الـ90% على إمدادات الغاز الروسي، بينما وصلت نسبة الاعتماد على الغاز الروسي لصربيا 89%. 

 

بلجيكا وبولندا 

أما بلجيكا فبلغت نسبة تبعيتها للغاز الروسي، 77%، أما بولندا فتعمد على الغاز الروسي بنسبة 40%.

وكانت مصادر بالسوق قالت  نقلا عن أرقام من  معهد البترول الأمريكي، أمس الثلاثاء، إن مخزونات النفط الخام والوقود في الولايات المتحدة انخفضت الأسبوع الماضي.

 

وبحسب المصادر، فقد هبطت مخزونات الخام 4.3 مليون برميل على مدار الأسبوع المنتهي في 18 من مارس.

 

وانخفضت مخزونات البنزين 626 ألف برميل، بينما سجلت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، زيادة قدرها 826 ألف برميل.

 

جو بايدن

يأتي هذا الانخفاض في ظل سعي الرئيس الأمريكي جو بايدن للتحرك مع شركائه الأوربيين بخفض الاعتماد على النفط والغاز الطبيعي من روسيا.

 

وأكد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أمس الثلاثاء، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيعلن تحركًا مشتركًا لتعزيز أمن الطاقة في أوروبا وخفض اعتماد القارة على النفط والغاز الطبيعي من روسيا.

 

ومن المقرر أن يتوجه بايدن إلى أوروبا في وقت لاحق هذا الأسبوع ليجتمع مع شركاء حلف شمال الأطلسي وقادة مجموعة السبع للدول الصناعية الكبرى وزعماء الاتحاد الأوروبي.

الجريدة الرسمية