رئيس التحرير
عصام كامل

لا تعايروا المواطنين !

الدولة في علم السياسة هى شعب وأرض يعيش عليها هذا الشعب وحكومة تدير شئونه.. ولذلك لا يستقيم اختصار مفهوم الدولة في الحكم فقط، لأن الشعب هو العنصر الأساسى لأى دولة منذ أن عرفت البشرية ظاهرة الدولة الوطنية.. وهذا يتعين أن يعيه كل الساسة ومن يشاركون في العمل العام والإعلاميين والصحفيين.. ولذلك يجب أن يتوقفوا عن معايرة المواطنين بما يقدم لهم من دعم وخدمات حكومية.. لأن أولا هؤلاء المواطنون هم أصحاب الحق في خيرات بلادهم فلا توجد دولة بلا شعب.. ولأن ثانيا ما تقدمه الحكومات للشعوب من دعم وخدمات تموله من أموال هذه الشعوب.. 

 

فالحكومات تنفق من أموال المواطنين التى تم جمعها عبر الضرائب المباشرة، مثل الضرائب على الدخول والأرباح، والضرائب غير المباشرة مثل الضرائب القيمة المُضافة.. ولأن ثالثا الحكومات يتم التمييز بين بعضها البعض على أساس قدراتها على خدمة المواطنين وحسن إدارة شئون الشعوب التى تحاسب الحكومات عبر صناديق الانتخابات كما استقر العالم على ذلك .

 

لكل ذلك يجب أن يتوقف البعض عن اُسلوب معايرة المواطنين بما تقدمه  الحكومة لهم من دعم.. فهذا واجب على الحكومة وحق للمواطنين.. واجب على الحكومة لأنها وهى  ليست وحدها الدولة مسئولة أمام الشعب الذى بدونه لا تقوم أو تنشأ دولة.. وفوق ذلك فإن الدعم ليس بدعة مصرية وإنما لجأت وما زالت تلجأ له بعض أعتى الدول الرأسمالية ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية التى تقدم دوما دعما لمزارعيها لتحظى منتجاتها الزراعية بميزة تنافسية عن منتجات الدول الأخرى المنافسة لها في الأسواق العالمية.

 

 

كما أن أسلوب المعايرة للمواطنين بما تقدمه الحكومة لهم مثير للاستفزاز وللغضب ومحل استهجان الناس.. أى أنه لا يخدم الحكومة ولا يساعد على تقبل الناس لقراراتها وسياساتها.. وليتذكر هؤلاء الذين عايروا المواطنين بأن رغيف الخبز المدعوم يباع بعملة توقف استخدامها في البلاد بأن الظروف الطارئة كانت سببا الآن لتسعير رغيف الخبز غير المدعوم والذى يطلق عليه الرغيف السياحى.

وللزملاء الإعلاميين والصحفيين أقول إن ثمة خيطا رفيعا بين شرح أسباب بعض القرارات الحكومية الصعبة ليتقبلها الناس، وبين معايرتهم بما يحصلون عليه من دعم يدفع الناس تكلفته من جيوبهم!     

الجريدة الرسمية