رئيس التحرير
عصام كامل

قضى 12 عاما في البطريركيّة.. قصة الأنبا قزمان الثالث

الأنبا قزمان الثالث
الأنبا قزمان الثالث

تحيى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تذكار نياحة البابا قزمان الثالث، بطريرك الكرازة المرقسية.

وكان عقب نياحة البطريرك الأنبا غبريال الأول انتخب الأنبا قزمان الثالث حيث كان اسمه قزمان قبل رسامته، ورسم بطريركًا في برمهات 636 ش. الموافق 28 فبراير سنة 920 م. وكانت هناك خلافات بين الكنيسة القبطية وابنتها الكنيسة الحبشية، وعند جلوس الأنبا قسما على الكرسي المرقسي أرسل ملك الحبشة رسلًا للبابا يطلب منه تعيين مطران قبطي لكنيستهم لكي يجعله وصيًا على ولديه الصغيرين، ورسم البابا الأنبا بطرس مطرانًا لهم وسام معهم بالحبشة وقوبل بالترحاب.

وعندما حضر الملك طلب المطران وكلفه أن يتولى الوصاية على ولديه، وعند بلوغ الرشد يعين الكفء منهما للحكم دون التقيد بالسن. وبعد مدة اختار المطران الابن الأصغر وتوَّجه ملكًا لأنه رآه ذو عقل راجح ورأى وأسَدَّ رأيا، فاستاء الابن الأكبر ولكنه لم يظهر معارضته. وذهب من مصر راهبان هما بقطر ومينا، ووصل الأنبا بطرس للحبشة وطلبا منه دراهم المتسولين، فأبى أن يعطيه إياهما وأذرى بهما، فدبرا مكيدة للأنبا بطرس وزروا ختما باسم الأنبا قسما، وكتبا رسالة إلى كبار مملكة الحبشة مؤداها أن المدعو بطرس مطرانا غير شرعي ولا حقي، ولذلك يطالب بنفي كل من المطران الأنبا بطرس والابن الأصغر ويرسم مكان المطران الراهب مينا، ويقيم الابن الأكبر ملكا مكان الأصغر. وذهب الراهب مينا وسلمه الخطاب المزور فأطاع أرباب دولة الحبشة ما جاء بخطاب البابا قزمان، وقاموا بنفي الأنبا بطرس وحل محله مينا، وتوج الابن الأكبر ملكًا، وصار الراهب بقطر وكيلا للمطران الجديد، ولكن حدث خلاف بين مينا وبقطر، إذ قد طرد المطران المزيف مينا خدم المطرانية ونهب كل ما فيها من النقود والأشياء الثمينة ونقلها إلى مصر. ووصل الخبر للبابا الأنبا قزمان الثالث فأرسل البابا رسلا للحبشة بخطاب يحرم فيه مينا ويأمر بإعادة المطران الأنبا بطرس، فقام ملك الحبشة المغتصب على مينا وقتله وأرسل يستدعى المطران الأنبا بطرس فوجده قد مات من شدة أنواع العذابات التي عُذِّب بها في منفاه، وكان للأنبا بطرس تلميذا فأخذه الملك وأقامه عنده مطرانًا ولم يرسله للبابا لرسامته خوفا من أن يوصيه بنزع الملك عنه وإعطائه لأخيه.

ولما سمع البابا بهذا الخبر سخط على الحبشة ولم يشاء أن يرسم لهم مطرانًا، وسار على نهجه أربعة بطاركة بعده، واستمرت الحبشة مدة طويلة لم يرسم لهم مطرانا من الكنيسة القبطية وتنيَّح البابا قسما الثالث في 3 برمهات سنة 648 ش. الموافق 27 فبراير سنة 932 م بعد أن قضى على الكرسي البطريركي 12 سنة وقد عاصر من الحكام المقتدر. 

الجريدة الرسمية