رئيس التحرير
عصام كامل

غراب البين يكتب: قل مصلحتى مع فلان ولا تقل أنا بحب فلان

غراب البين
غراب البين

 

واقف انا على سور المدرسة فى صباحية ربنا وبينما انا منكمش بين ريشى وكافى خيرى شرى وإذا بى أسمع حوارا بين اتنين مدرسين.. أحدهم يقول للآخر أنا بحب الاستاذ محمد مدرس الإنجليزى لله فى لله.. فنظر إليه الآخر من فوق لتحت وقال له: يعنى ملقتش غير محمد علشان تحبه؟.. دا انا طلبت منه يزود درجات ابنى فى امتحان التيرم وعمل نفسه الشيخ الشعراوى وقالى كل تلميذ هياخد حقه دون زيادة أو نقص.. لكن الاستاذ رأفت دا اللى يتحب بصراحة طلبت منه نفس الطلب وبالفعل إبنى أخد الدرجة النهائية فى التاريخ مع إن الواد لم يجب على كل الاسئلة

الثانى نظر إليه نفس النظرة من فوق لتحت وقال له: بالعكس رأفت دا كان بيراقب على لجنة فيها بنت اختى ومرديش يغشش العيال والبنت خرجت ودموعها على خدها ومعملش ليا اى اعتبار.. دا بنى آدم ميتحبش أبدا يا جدع

 

وهنا وقفت على قدمى ونفشت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى قاق قاق فراح الإثنان يهشوننى ويقولون لى غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر.. فقلت يا فكيك وهاتك يا طيران قبل أن يحدفوننى بالطوب كعادتهم ولسان حالى يقول: هما ليه البنى آدمين مش بيحبوا بعض زى زمان.. ليه بيحبوا مصلحتهم فقط لا غير

يعنى انت بتحب فلان علشان معاه المصلحة وتكره فلان علشان بيعطل المصلحة بغض النظر عن نوع المصلحة وعن صفات هذا الفلان.. والغريب إنهم بيضحكوا فى وجه بعض ويحضن كل منهما الآخر عند كل لقاء بينما قلوبهم مليئة بالغل والحقد.. أنا من رأيى إنكم تلغوا كلمة انا بحب فلان وتستبدلوها بعبارة مصلحتى مع فلان

أنا بقى من رأيى إنكم تكتبوا على سور المدرسة "قل مصلحتى مع فلان ولا تقل أنا بحب فلان" علشان التلاميذ يقرأوها فيخرج من بينهم جيل منافق مثل حضراتكم.. انا مش عارف الناس جرالها إيه.. ياخى جاتها ستين ألف نيلة اللى عايزة تخلف بنى آدمين زيكم!

غراب البين

 

الجريدة الرسمية