رئيس التحرير
عصام كامل

النوم والاستيقاظ بطقوس خاصة.. الأذكار من أساسيات الحياة عند السلفية

الأذكار
الأذكار

تمتلك السلفية طقوست خاصة ورؤية روحية ودينية، ولها ثوابت في التعامل مع الحياة وتقلباتها والليل والنهار، ومن ضمن طقوسها رؤيتها لكيفية النوم والاستيقاظ، وتسوق لأتباعها أهمية تلاوة أذكار النوم والاستيقاظ، وفقا لما تسميه كيفية التعامل مع نزع الأمانة وقت النوم.

مأثورات عن النبي 

ينقل السلفية عن الصحابي حذيفة بن اليمان قوله: حَدَثَنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حدِيثَين، قَد رَأَيتُ أَحَدَهُما وأنا أنتظر الآخر: حدثنا أنَّ الأمَانة نَزَلَت في جَذر قُلُوب الرِّجال، ثمَّ نزل القرآن فَعَلِموا مِن القرآن، وعَلِمُوا مِن السُنَّة، ثمَّ حدَّثنا عن رفع الأمانة، فقال:

«يَنَامُ الرَّجُلُ النَّومَة فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثلَ الوَكْتِ، ثُمَّ يَنَامُ النَّومَةَ فَتُقبَض الأَمَانَة مِن قَلْبِه، فَيَظَلُّ أَثَرُها مِثل أَثَر المَجْلِ، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلى رِجْلِكَ فَنَفِطَ، فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا وَلَيس فِيه شَيء»

يضيف: ثم أَخَذ حَصَاةً فَدَحْرَجَه على رجله وقال: فَيَصبَح النَّاس يَتَبَايَعُون، فَلاَ يَكَاد أَحَدٌ يُؤَدِّي الأَمَانَةَ حَتَّى يُقَال: إِنَّ فِي بَنِي فُلاَن رَجُلًا أَمِينًا، حَتَّى يُقَال للرَّجُل: مَا أَجْلَدَهُ، مَا أَظْرَفَه، مَا أَعْقَلَه، وَمَا فِي قَلبِه مِثْقَالُ حَبَّة مِن خَرْدَل مِنْ إيمان، ولَقَد أتى عَلَيَّ زَمَان وما أُبَالي أَيُّكُم بَايعت: لئِن كان مُسلِمًا لَيَرُدَنَّه عَلَيَّ دِينه، وَإِن كان نصرانيا أو يهوديا ليَرُدنَّه عَلَيَّ سَاعِيه، وأَمَّا اليوم فَمَا كُنت أَبَايِعُ مِنكُم إِلاَّ فُلاَنا وفُلاَنًا».

يردد السلف أيضا ما يقوله ابن عثيمين: ينام الرجل النومة في ليل أو نهار على أنه أمين، فإذا استيقظ إذا الأمانة منزوعة من قلبه، ولهذا شرع للإنسان أن ينام على ذكر، وأن يستيقظ على ذكر، وما أجدر بنا أن نعلم أذكار النوم وأذكار الاستيقاظ، لكن الذي لا ينام على ذكر يخشى أن تنزع الأمانة من قلبه إذا استيقظ. 

عن السلفية وتاريخها 

والسلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث النبي.

وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولاتخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء.  

وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ومن أهم أعلامهما، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.

الجريدة الرسمية