رئيس التحرير
عصام كامل

الدرس الروسي!

هل انضمت أوكرانيا إلي حلف الأطلنطي؟ لا.. لم تنضم.. هل استقبلت قوات أمريكية؟ لا.. هل علي أراضيها قوات بريطانية أو فرنسية؟ لا.. هل علي أراضيها أسلحة نووية أو أخري استراتيجية؟ لا.. لم ترسل أي أسلحة من هذا النوع إلي أوكرانيا.. طيب هل لديها أسلحة تشويش إلكتروني متطورة جدا يمكنها التأثير علي  حركة القوات الروسية داخل أو حتي خارج روسيا؟ لا.. كل المعلومات تقول أن ذلك لم يحدث.. إذن هل لديها أجهزة تنصت دقيقة وحساسة يمكنها التجسس علي روسيا؟ لا.. لم يحدث ذلك حتي اللحظة !

 

السؤال: إن كان كل ذلك لم يحدث فلماذا تحرك بوتين علي هذا النحو؟ لأسباب عديدة لكن نتوقف عند السبب الأول والثاني.. حيث الأمن القومي لا يتحمل الانتظار لانضمام أوكرانيا لحلف الناتو ثم التحرك بعدها.. سيكون كل شيء قد انتهي والتكلفة مرتفعة عند التحرك.. أما الثاني فهو الإصرار الروسي علي العودة كقوة عظمي لها اعتبارها في العالم.. نجحت في سوريا وليبيا وفنزويلا والقرم وها هي تنجح اليوم.

 

 لكن ألم يقل وزير الدفاع الأمريكي في أكتوبر الماضي عن إنضمام أوكرانيا؟ نعم قال ولم يحدث.. تحركت روسيا وداخل أراضيها فقط وجزء من التحرك تدريبات مشتركة مع "بيلاروسيا" ومع ذلك كل حسابات أوروبا وأمريكا تلخبطت وكل تحركاتهم تعثرت.. هم الآن يسحبون رعاياهم ويغلقون سفاراتهم ويهددون بعقاب اقتصادي دون أن يجرؤ واحد منهم أن يهدد عسكريا!

 

 

الأمن القومي له تكلفته.. أدوار الدول وحضورها له تكلفته.. أما في بلادنا فقد ابتلانا الله طوال ثلاثين عاما وأكثر سابقة علي ٢٠١٤ بأصوات منكرة أفسدت مفهوم الأمن القومي ومفهوم الدور حتي انكمشنا علي أنفسنا فعلا.. وتصدر أهل الانبطاح المشهد وشاهدناهم يحاولون يسيرون مع الموجة مرة أخري.. عند مشاهد وضع الخطوط الحمراء!

الفرز مطلوب.. وإعادة بناء العقل المصري وهندسته من جديد مطلوب أيضا !

الجريدة الرسمية