رئيس التحرير
عصام كامل

سر تفضيل الصوفية الصمت والتسليم والصدق في حضرة المشايخ ‏

الصوفية
الصوفية

كشف محمد أمين الكركري، الداعية الصوفي، سر إيمان أنصار الصوفية الشديد بصدق مشايخهم وأكابرهم، مؤكدا أن مذهب الصوفية مبني على السكوت والتسليم والصدق والتصديق، ‏فمجلسهم مجلس حلم وعلم وسكينة ووقار، إن تكلم كبيرهم أنصتوا، كأن على رؤوسهم الطير، ‏كما كان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ، على حد قوله. ‏

آداب الجلوس مع الكبار عند الصوفية ‏

وأضاف الداعية الصوفي:  كان الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه يقول: إذا جلست مع الكبراء فدع ‏ما تعلم وما لا تعلم لتفوز بالسر المكنون، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم:"إنَّ اللهَ يَنهَاكُم عَن قِيلَ وقَالَ ‏وكَثرة السُّؤالِ وإضَاعَة المَالِ".‏

وتابع: قال الإمام الورتجبي أيضا: الصوفية تحذر المريدين عن كثرة سؤال المشايخ، وعلة النهي ‏أن هناك أمور قد توجب النفر والغضب، مردفا: التربية الصوفية الحقة تقوم على  الصواب ‏واعتقاد الخير والعلم في المشايخ، لهذا يجب ترك السؤال الدائم بلا سبب والانشغال بالنفس، حتى ‏لا يضيع الوقت ويشتت القلب.‏

واختتم حديثه قائلا: الصوفية تعمل بالمثل القائل: ولَستُ بِسائِلٍ مَا دُمتُ حَيًّا أسَارَ الجَيشُ أم رَكِبَ الأمِيرُ

عن الصوفية ‏

والصوفية أو التصوف هو مذهب إسلامي، لكن وفق الرؤية الصوفية ليست مذهبًا، وإنما هو أحد ‏مراتب الدين الثلاثة الإسلام، الإيمان، الإحسان، فمثلما اهتم الفقه بتعاليم شريعة الإسلام، وعلم ‏العقيدة بالإيمان، اهتم التصوف بتحقيق مقام الإحسان والسلوك وتربية النفس والقلب وتطهيرهما ‏من الرذائل وتحليتهما بالفضائل، وهو الركن الثالث من أركان الدين الإسلامي الكامل بعد ركني ‏الإسلام والإيمان، بحسب الصوفية. ‏

وانتشرت حركة التصوف في العالم الإسلامي مع قدوم القرن الثالث الهجري كنزعات فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة، ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة متنوعة معروفة باسم الطرق الصوفية. 

ويزخر التاريخ الإسلامي بعلماء مسلمين انتسبوا للتصوف مثل الجنيد البغدادي، وأحمد الرفاعي، وعبد القادر الجيلاني، أحمد البدوي، وإبراهيم الدسوقي وأبو الحسن الشاذلي، وأبو مدين الغوث، ومحي الدين بن عربي، وشمس التبريزي، وجلال الدين الرومي، والنووي، والغزالي، والعز بن عبد السلام.

وانتسب من القادة التاريخيون للصوفية كل من صلاح الدين الأيوبي، ومحمد الفاتح، والأمير عبد القادر، وعمر المختار. 

ويقول الإمام الصوفي أحمد بن عجيبة: «مقام الإسلام يُعبّر عنه بالشريعة، ومقام الإيمان ‏بالطريقة، ومقام الإحسان بالحقيقة، فالشريعة تكليف الظواهر والطريقة تصفية الضمائر والحقيقة ‏شهود الحق في تجليات المظاهر. ‏

 

ويضيف: الشريعة أن تعبد الله، والطريقة أن تقصده، والحقيقة أن تشهده، وقال أيضًا: الصوفية ‏هي تصفية البواطن بالرياضة والجهاد بقصد التزيد في الإيمان، والإحسان كما تضمنه حديث ‏جبريل هو: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. 
 

الجريدة الرسمية