رئيس التحرير
عصام كامل

ضوابط وآداب تشييع الميت عند التيارات السلفية

جنازات السلف
جنازات السلف

تشيع الميت من القضايا التي اهتمت بها التيارات السلفية، ولم تترك أي تفصيلة صغيرة بداية السير وراء الجنازة، والطريقة الأفضل والأكثر اتساقًا مع الشرع التي يجب اتباعها، بحسب ما ورد في الكثير من الكتابات المحسوبة على أئمة الفكر السلفي نقلا عن السلف.

 

أحكام السير في الجنازات

يقول الإمام النووي في الأذكار: واعلم أن الصواب والمختار وما كان عليه السلف رضي الله عنهم، السكوت في حال السير مع الجنازة، فلا يرفع صوت بقراءة ولا ذكر ولا غير ذلك. 

 

وترى السلفية أنَّ تشييع الجنائز حقٌّ من حقوق المسلم على أخيه المسلم، وهو قربةٌ مِنَ القربات، وتنقل عن أبي هريرة قوله: «مَنْ شَهِدَ الجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ، وقيل وما القيراطان قال: مِثْلُ الجَبَلَيْنِ العَظِيمَيْنِ».

 

تنقل التيارات السلفية عن البخاري ما ورد عن رسول أنه قال: َمنْ اتَّبَعَ جنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيُفْرَغَ مِنْ دَفْنِهَا، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ مِنَ الأَجْرِ بقِيرَاطَيْنِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْل أُحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا، ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أَنْ تُدْفَنَ، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بقِيرَاطٍ. 

 

القصد من تشييع الجنائز 

يرى السلف أن القصد من تشييع الجنائز التَّقرُّب إلى الله تعالى وتَذَكُّرُ الآخرة ومواطن القُرَب والتِّذْكار ممَّا يتطلَّب فيها الخشوع، وحضور القلب، وخُلُوُّ البال مع الاعتبار، لذا كان من الأدب الشَّرعي والهَدْي النَّبويِّ في تشييع الجنائز واتِّباعها لزوم السَّكينة مع الصَّمت.

 

 ينقل السلف عن أبي هريرة قوله في هذه القضية: لاَ تُتْبَعُ الجنَازَةُ بصَوْتٍ وَلاَ نَارٍ وهو عام يشمل كلَّ نار وكلَّ صوت، كما ينقلون عن قيس بن عُبَاد، وهو من أصحاب عليٍّ بن أبي طالب رضي الله عنه قوله: كان أصحاب رسول الله يكرهون رفع الصَّوت عند الجنائز، وعند القتال وعند الذِّكر.

 

وينقلون أيضا عن الحسن البصري قوله، أدركت أصحاب رسول الله وهم يستحبُّون خفض الصَّوت عند الجنائز، وعند قراءة القرآن، وعند القتال،  ويعتبرون هذه القواعد مِن هدي السَّلف، لالتزام السَّكينة حال تشييعهم للجنائز تعظيما للميت. 

يرفض السلف في المقابل الجهر بطلف الاستغفار للميت أثناء سير الجنازات، ويعدون ذلك من البدع المحدثة، مؤكدين نقلا عن ابن تيمية قوله: لم ينقل عن صحابيٍ ولا تابعي خلافه رفع الصوت بالاستغفار، كما يستندون في هذه القضية لحديث بُكَيْر بن عُتَيْق العامري قوله: كنت في جنازة فيها سعيد بن جبير، فقال رجل استغفروا له، غفر الله لكم، ليرد سعيد ابن جبير: «لا غفر الله لك».

الجريدة الرسمية