محمد رمضان: لا أشاهد مباريات المنتخب.. ولعبت كورة بالعند واعتزلت بسبب "الدكة" ( حوار )

مصطفى محمد أفضل مهاجم فى مصر يليه محمد شريف
خضت اختبارات الأهلى مرتين وفشلت قبل الانضمام للترسانة
انتقلت للأهلى بعد جلسة مع حسن حمدى والخطيب ووقعت على بياض
ضحيت بـ40 ألف جنيه من أجل حلم الأهلى.. وسيد متولى شتمنى أنا وصديقى
 10 قروش أول مكافأة حصلت عليها وبعت صحابى بسبب 10 جنيهات
الخطيب قعدنى احتياطى أمام المغرب ولبست نظارة شمس بعدها خوفا من الجماهير
لو اشتغل هذا النجم على نفسه كان زمانه فى حتة تانية فى العالم
تجربتى مع المنتخب الوطنى لم تكن موفقة
حسن حمدى عاتبنى على إبلاغ اللاعبين المستبعدين بالقرار قبل اعتماد القائمة من مجلس الإدارة
لهذا السبب سيد عبد الحفيظ من أفضل مديرى الكرة فى تاريخ الأهلي
وزير الدفاع أفضل قيادة إدارية قابلتها فى حياتى والخطيب أسطورة كروية فقط
أداء  محمد صلاح بالمنتخب يختلف عن ليفربول لهذا السبب

أحد أبرز المهاجمين الذين شهدتهم ملاعب كرة القدم المصرية، بدأ مشواره فى قلعة الشواكيش قبل أن ينتقل لصفوف القلعة الحمراء ويصنع فيها تاريخا جديدا، حيث توج بخمس بطولات مع الأحمر خلال أربع مواسم قضاها فى قلعة الجزيرة، وكان أسرع لاعب يتولى منصب مدير الكرة فى الأهلى بعد اعتزاله بـ11 يوما فقط.. إنه الكابتن محمد رمضان نجم الترسانة والأهلى الأسبق، الذى ابتعد عن الساحة الكروية لأكثر من 10 أعوام.. "فيتو" التقته وأجرت معه هذا الحوار الذى لا تنقصه الصراحة، وإلى التفاصيل:

*فى البداية كيف كانت بداية مشوارك مع كرة القدم؟
بدأت أمارس كرة القدم فى شوارع حى إمبابة بالجيزة، ولم يخطر ببالى على الإطلاق أن أنضم إلى أي ناد، ولكن فى أحد الأيام استفزنى أحد الصبية الذى كان يلعب معنا في الشارع، وكان يلعب فى ناشئي الترسانة، وتكلم معى بكبرياء، فأقسمت له أننى سأخوض اختبارات الترسانة حتى آخذ مكانه وأطيح به خارج النادى، وهو ما تحقق بالفعل.

*وكيف تحقق انضمامك لنادى الترسانة؟
قبل أن أخوض اختبارات الترسانة كنت قد خضت اختبارات النادى الأهلى عامين متتاليين، وكان عمرى 13 و14 سنة، ولكنى كنت أرسب فى الاختبارات، فقررت أن أخوض اختبارات الترسانة، ونجحت فيها من أول اختبار، وتم ضمى بالفعل لصفوف فريق تحت 15 سنة.

*من هو المدرب صاحب الفضل على محمد رمضان؟
فى الترسانة الكباتن صبرى صالح وحمزة عبد المولى ومصطفى رياض، وفى منتخب مصر عبده صالح الوحش، وفى الأهلى الراحل محمود السايس، وكل مدرب تدربت على يديه كنت أحاول الاستفادة منه.

*حدثنا عن كواليس صفقة انتقالك للنادى الأهلى؟ وهل تلقيت عروضا أخرى قبلها؟
فى عام 89 انتهى عقدى فى الترسانة، وكان رئيس النادى وقتها كامل ياسين خارج مصر فى رحلة عمل طالت لعدة أشهر، ولم يتحدث معى أحد من الترسانة لتجديد عقدى، فقررت الرحيل، خاصة أننى كنت مقبلا على الزواج وأحتاج لأموال حتى أتمم زواجى، وكنت وقتها فى قمة تألقى، أحد أصدقائى المقربين نصحنى بعرض نفسى على النادى الأهلى، ولكننى رفضت.

*وماذا حدث بعد ذلك؟
قلت لصديقى إن الأهلى علم من الصحف أن عقدى فى الترسانة قد انتهى، وأننى أنوى الرحيل، وإن كانت لديهم رغبة فى التعاقد معى لكانوا قاموا بالتواصل معى، ولكن بعدها بأيام قليلة تلقيت مكالمة من الكابتن طارق سليم بأن الكابتن السايس مدرب الفريق الأول يحتاجنى معه فى الفريق، ووافقت على الانضمام للأهلى، ووقعت على بياض.

*كم كانت قيمة صفقة انتقالك للنادى الأهلى؟
انتقلت للأهلى مقابل 60 ألف جنيه، وكان رقما كبيرا وقتها، على الرغم من أن سيد متولى رئيس النادى المصرى عرض عليَّ 100 ألف جنيه للانتقال، وعقدت معه أكثر من جلسة، واتفقنا على التفاصيل، ولكن فى النهاية ذهبت للأهلى لأنه كان الحلم الذى أسعى إليه.

*وماذا كان رد فعل الحاج سيد متولى بعد إخلالك بالاتفاق؟
شتمنى وشتم واحد صاحبى كان يحضر معى جلسات التفاوض مع سيد متولى للانتقال للمصرى.

*هل تذكر أول مكافأة حصلت عليها كلاعب كرة؟
أول مكافأة حصلت عليها كانت 10 قروش بعد التأهل للتصفية النهائية لدورى المناطق عن منطقة الجيزة تحت 15 سنة، وهنا يحضرنى موقف طريف جدا.

*ماهو؟
علمنا من زملائنا فى الزمالك أنهم حصلوا على مكافأة 25 قرشا، فغضبنا، وفوضنى زملائى فى الفريق للتحدث إلى الكابتن مصطفى رياض لزيادة المكافأة إلى ربع جنيه أسوة بزملائنا فى الزمالك والأهلى، فقلت لزملائى بعد انتهاء مباراتنا أمام الشمس سأتحدث إليه، وخلال المباراة سجلت هدفا عالميا، وتصادف وجود شخصية خليجية فى ملعب الشمس وقتها، وطلب من الكابتن مصطفى رياض أن يتحدث معى، فذهبت إليه، فإذا به يعطينى 10 جنيهات، وعندما دخلت إلى غرفة الملابس صاح زملائى يا رمضان "مش هتكلم الكابتن على زيادة المكافأة؟"، فنظر إلى الكابتن قائلا: عايز تقول حاجة يا رمضان؟ ولكننى خفت من التحدث إلى مصطفى رياض، خاصة أنه كان شاهدا على واقعة الـ10 جنيهات، فغضب منى زملائى.

*وماذا حدث بعد ذلك؟
بعد المباراة وأثناء العودة إلى المنزل، نهرنى صديقى حسن وكان زميلا لى فى الفريق، وكان غاضبا منى بشدة لأننى لم أتحدث مع الكابتن بشأن زيادة المكافأة، إلا أننى أخبرته بأننى حصلت على مكافأة من الرجل الخليجى على 10 جنيهات، "وقولتله هعزمك على وجبة كباب وكفتة وهنركب تاكسى لحد البيت بدل الشعبطة فى الأتوبيسات"، فرحب بالفكرة وكان موقفا طريفا لن أنساه، خاصة أننى بعت صحابى بمجرد ما أخذت الـ10 جنيهات.

*ما عدد السنوات التى قضيتها فى الأهلى، وكم بطولة حققتها مع الفريق؟
قضيت فى الأهلى 4 مواسم، حصلت خلالها على بطولة الدورى مرة واحدة، وثلاث بطولات لكأس مصر، وبطولة أفريقيا أبطال الكؤوس.

*كم هدف سجلته فى مشوارك مع الأهلى؟ وما هو الهدف الأغلى بالنسبة لك؟
سجلت مع الأهلى 67 هدفا، أهمها بالنسبة لي الهاتريك الذى سجلته فى مرمى الإسماعيلى فى ختام مسابقة الدورى، وانتهت المباراة لصالح الأهلى 4/3 وتوج بلقب الدورى.

*ماذا عن مسيرتك مع منتخب مصر؟ وهل حققت أي بطولات مع الفراعنة؟
بدأت مع منتخب الشباب مع فتحى نصير والسياجى، ثم المنتخب الأوليمبى، وانضممت للمنتخب الأول لأول مرة مع الكابتن الجوهرى 1984، ولكن فى العموم تجربتى مع المنتخب الوطنى لم تكن موفقة.

*وماذا عن مشاركتك أساسيا أمام المغرب بتصفيات كأس العالم فى المباراة الشهيرة على حساب الخطيب؟
تألقت بشدة فى التدريبات الأخيرة قبل المباراة وسجلت 4 أهداف، ليقرر الكابتن عبده صالح الوحش إشراكى أساسيًّا على حساب الخطيب نجم مصر الأول وقتها فى هذا التوقيت، وهو قرار فاجأنى وفاجأ الجميع، وكانت لدى رهبة كبيرة لحظة دخولنا إلى الملعب، لأنها كانت المرة الأولى التى ألعب أمام 100 ألف متفرج.

*وما هى ذكرياتك عن هذه المباراة؟
ذكريات غير سعيدة، لأن الجماهير الغفيرة بدأت تهتف باسم الخطيب من الدقيقة 12، وهو ما وضعنى تحت ضغط عصبى ولم أر باقى الماتش، والغريب أن الكابتن الوحش أصر على استمرارى لنهاية المباراة حتى لا أصاب بالإحباط، وأشرك الخطيب فى الشوط الثانى، ولكن تعادلنا بدون أهداف، وخسرنا مباراة العودة فى المغرب 2/1 وودعنا التصفيات، وبعدها كنت أختبئ من الجماهير فى الشارع، واضطررت لأن أرتدى نظارة شمس لأول مرة فى حياتى خوفا من بطش الجماهير.

*ولماذا لم تشارك مع منتخب مصر فى كأس العالم 90 بإيطاليا؟
الكابتن الجوهرى كان يعتمد بشكل أساسى على الثنائى حسام حسن وجمال عبد الحميد، وأنا كنت أكره الجلوس احتياطيا، ففضلت الابتعاد عن المنتخب.

*ما السبب وراء قرارك بالاعتزال؟
نفس السبب، وهو أننى أكره الجلوس احتياطيًّا، وجلست مع الكابتن طارق سليم، وأبلغته أننى قررت الاعتزال واعتزلت نهاية موسم 93 – 94.

*كيف تم تعيينك مديرا للكرة فى النادى الأهلى؟
كنت أسرع لاعب فى تاريخ مصر يتولى منصب مدير الكرة بمجرد اعتزاله، خاصة أننى توليت المنصب بعد اعتزالى بـ11 يوما فقط، وكانت أسماء كبيرة مرشحة للمنصب أبرزها صلاح حسنى وأنور سلامة، وفوجئت بالكابتن طارق سليم يخبرنى بأن المجلس اختارنى لمنصب مدير الكرة، فوافقت على الفور.

*وما هو السبب وراء إقالتك من منصبك بعد عام واحد فقط؟
خلاف فى وجهات النظر مع مسئولى مجلس الإدارة حول طريقة العمل.

*ولكن أشيع وقتها أنه تمت إقالتك من منصبك بسبب قيامك بتسريب أسماء اللاعبين المستبعدين؟
هذا ما تم إعلانه بالفعل فى الصحف، ولكن الحقيقة غير ذلك تمامًا، خاصة أننى كنت قد اتفقت مع لجنة الكرة على الجلوس مع اللاعبين المستبعدين وإبلاغهم بالقرار، ولكن ما حدث أن اجتماع مجلس الإدارة الذى كان يفترض انعقاده فى اليوم التالى لاعتماد قائمة المستبعدين تأجل أسبوعا، وكنت قد أبلغت اللاعبين المستبعدين بالقرار فعلا، ما اعتبره مجلس الإدارة خطأ إداريا، ولكنه لم يكن السبب الحقيقى وراء إبعادى من منصب مدير الكرة.

*وماذا كان موقف صالح سليم منك بعد هذا الخطأ؟
عندما أبلغت اللاعبين المستبعدين بالقرار، قاموا بإبلاغ القرار للصحف، وتم نشرها قبل عرض القائمة النهائية للفريق على مجلس الإدارة، وهو أمر لم يعتد عليه داخل النادى الأهلى، وأبلغنى الكابتن طارق سليم بأن الكابتن صالح سليم زعلان، وطلب منى أن أذهب لمقابلته، فذهبت بالفعل لرئيس النادى، ولكننى وجدته يتعامل معى بمنتهى الرقى وعاتبنى على إبلاغ اللاعبين المستبعدين بالقرار قبل اعتماد القائمة من مجلس الإدارة، وكان ردى بأنها المرة الأولى التى أعمل فيها مديرا للكرة، فتفهم الأمر.

*هل عرض عليك تولى منصب آخر بعد تركك منصب مدير الكرة؟
بالفعل عرض عليَّ منصب مدير قطاع الناشئين ولكننى رفضت، لأننى كنت رافضا العمل فى مجال كرة القدم من الأساس، وكنت أرغب فى السفر خارج مصر.

*على ذكر منصب مدير الكرة ما رأيك فى سيد عبد الحفيظ؟
أفضل من يتولى هذا المنصب فى الوقت الحالى، وأعتبره أفضل مدير إدارى فى مصر، ومن أفضل مديرى الكرة فى الأهلى عبر التاريخ، لأنه يجيد التعامل مع الإعلام، ومسيطر على "أوضة اللبس".

*وما رأيك فى الراحل صالح سليم؟
الناس اختزلت عظمة صالح سليم فى قوة شخصيته، وأنا تعاملت مع هذه الشخصية العظيمة كثيرا، هو بالفعل صاحب شخصية قوية، ولكنه فى نفس الوقت أبسط مما تتخيل، ولديه قدرة كبيرة على تقييم الآخرين، وسرعة كبيرة فى اتخاذ القرارات المصيرية، ولديه رؤية ثاقبة.

*وما هو رأيك فى حسن حمدى؟
أفضل قيادة إدارية تعاملت معها فى حياتى، فلديه رؤية وقدرة غير عادية على إنجاح أي عمل إدارى يسند إليه.

*وماذا عن محمود الخطيب؟
أسطورة فى كرة القدم، وهو من حببنى فيها، ولكن ليس بالضرورة أن تكون أسطورة فى كل شيء، وأرى أن الخطيب لو كان اشتغل على نفسه كلاعب كرة كان زمانه فى حتة تانية ليس داخل مصر فقط، ولكن فى العالم.

*وما هى علاقتك بالأهلى حاليا؟ وهل هناك تواصل مع زملائك السابقين بالنادى؟
علاقتى بمجلس إدارة الأهلى طيبة، سواء مع رئيس النادى محمود الخطيب أو العامرى فاروق، وأيضا خالد مرتجى، أما عن زملائى فهناك تواصل دائم مع بعض أبناء جيلى، ونلتقى من وقت لآخر، مثل طاهر أبو زيد وأحمد شوبير ورمضان السيد ومحمد عامر، ويعد الكابتن مختار مختار أحد أقرب الأصدقاء لى رغم أنه أكبر منى سنًّا.

*وماذا عن رحلتك إلى أمريكا، وهل كانت بغرض العمل فى كرة القدم؟
بعد ترك منصب مدير الكرة فى الأهلى غادرت إلى أمريكا عام 1995، وعملت فيها مدربا للأكاديمية السعودية فى الولايات المتحدة الأمريكية، ولكننى عدت إلى مصر بعد عامين فقط.

*مَن أفضل مهاجم فى مصر حاليا من وجهة نظرك؟
مصطفى محمد عندما يكون أكثر تركيزا فى الملعب، يأتى بعده محمد شريف مهاجم الأهلى.

*كيف ترى منتخب مصر مع «كيروش»؟
لا أتابع منتخب مصر، ومتابعتى له تكون قاصرة على معرفة نتائج مبارياته فقط.

*ألا تفكر فى العودة للعمل فى منظومة كرة القدم؟
مستعد للعمل فى الأهلى فقط، ولكن بشروط يمكن أن تساعدنى على النجاح فى العمل المسند لى.

*هل تلقيت أي عروض للعمل فى النادى الأهلى فى الفترة الماضية؟
بالفعل تلقيت عروضا للعمل كمدير لقطاع الناشئين، وكذلك فى منصب مدير الكرة، ولكن محصلش نصيب.

*كيف تقيم تجربة محمد صلاح فى الاحتراف الأوروبى؟
محمد صلاح ظاهرة لن تتكرر بسهولة فى مصر، وعقلية صلاح هى من أوصلته إلى ما هو عليه، فهو إنسان طموح ويطور من نفسه باستمرار.

*لماذا يظهر محمد صلاح بعيدا عن مستواه مع منتخب مصر؟
محمد صلاح حاليا فى مرحلة حساسة تتمثل فى انتهاء عقده مع ليفربول، وتلقيه العديد من العروض المغرية فى كبرى الأندية الأوروبية، ويخشى أن يتعرض للإصابة فتقضى على آماله فى التجديد لفريقه أو الانتقال لناد آخر.

*وهل ترى الأفضل له البقاء فى ليفربول أما الرحيل بعد نهاية عقده؟
بقاؤه فى ليفربول أفضل، ولكن يجب على ليفربول أن يقدره ماديا بالشكل الذى يناسب مكانه حاليا بين نجوم الكرة العالمية.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"