رئيس التحرير
عصام كامل

أول تعليق من والدة بسنت خالد على اتهام نجل عمها في الواقعة| فيديو

والدة بسنت
والدة بسنت

خرجت "هناء شلبي " والدة "بسنت خالد شلبي" ضحية الابتزاز الإلكتروني والصور المفبركة عن صمتها لتكشف لـ"فيتو" تفاصيل انفصالها عن زوجها وأنها أصابتها حالة من الصدمة عندما علمت من المحامي الذى يتابع قضية نجلتها أن التحقيقات كشفت عن تورط ابن عم بسنت في الواقعة والذى يسكن بجوار منزلهم.

وأشارت الى وجود رسالة علي هاتفه مخاطبا ابنتها "أنا أولى من الغريب" وذلك مما أصاب الجميع بالغضب مما يحدث وقالت: لا يعقل أن يحدث ذلك من نجل عمها. 


 

وعن إحالة 5 متهمين للجنايات قالت أم بسنت: القرار أثلج صدرنا قليلا.. إحالة المتهمين للجنايات اراح قلوبنا لكن نتمني الإعدام للمتهمين.

وأكدت الأم في تصريحات خاصة لـ"فيتو" أنها لن تتصالح في حق ابنتها على الرغم من أن أحد المتهمين ابن عم المجني عليها، مضيفة أن حق ابنتها لن يتم فيه تصالح وقالت: “ابن عمها محترمش الدم اللى مع بنتي وبعت لها رسالة إنه أولى من الغريب”.

وقالت والدة بسنت أيضا أن المجني عليها قبل ساعات من تناول حبة حفظ الغلال كانت في حالة انهيار عصبي بسبب انتشار الصور والفيديوهات لها بين شباب القرية وحاولت تهدئتها لكن فشلت وفوجئت أنها تناولت حبة حفظ الغلال عقب صلاة الجمعة في غفله منهم تاركة رسالة خاصة مفادها بأنها بريئة وأنها استغاثت بشقيقتها من أجل إنقاذ ابنتها ومرافقتها في المستشفى بسبب صعوبة تحركها كونها مريضة مصابة بجلطة تعيقها عن الحركة ووجود خلافات أسرية مع والد بسنت والطلاق بينهم عن طريق الخلع. 

وأضافت الأم أنها منفصلة عن والد بسنت بسبب مشاكل شخصية ولكنها مازالت مقيمة مع اولادها بشقة معهم وأن والد بسنت لديه الرغبة في التصالح ويمكن إقناعه بإعطائه قيراط أرض أو مبلغ مالي مقابل أن يتنازل عن حق ابنته ودمها وقالت: "عايش في حضنهم دلوقتي" في إشارة إلى عائلته. 

ونفت والدة ضحية الابتزار الإلكتروني أنها صدمت عما يتردد عن وجود مشروع خطوبة مع أحد المتهمين، مؤكدة أن هذا كلام غير صحيح وأنها كانت ترفض الزواج وكان تفكيرها فقط في التعليم وتحقيق حلمها بأن تكون طبيبة، وأضافت أن أحد شيوخ القرية أخبرها أنه رآها في منامه فراشة تطير.

وكان المستشار حمادة الصاوي النائب العام أمر بإحالة خمسة متهمين محبوسين لمحكمة الجنايات؛ لارتكابهم جريمة الاتجار بالبشر باستغلالهم ضعف المجني عليها أمام تهديداتهم بنشر صور مخلّة منسوبة لها بقصد استغلالها جنسيًّا وإجبارها على ممارسة أفعال مخلة، واتهام بعضهم بهتك عرضها بالقوة والتهديد، وتهديدها بنشر صور خادشة لشرفها، وكان التهديد مصحوبًا بطلبات منها، واعتدائهم جميعًا بذلك على حرمة حياتها الخاصة، وتعديهم على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري باستخدام شبكة المعلومات الدولية.
وكانت النيابة العامة قد أقامت الدليل قِبَل المتهمين من شهادة ثلاثة عشر شاهدًا، وإقرارات المتهمين المقدَّمين للمحاكمة، وإقرارات متهمين آخرين نُسِخَت صورة من الأوراق لوقائع أخرى مسندة إليهم جارٍ التصرف فيها؛ لكونهم أطفالًا دون الثامنة عشر من العمر، فضلًا عن تقرير فحص الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية للصور والمقاطع المنسوبة للفتاة، وتقرير فحص الإدارة العامة للمساعدات الفنية لهواتف المتهمين، وسجلات إحدى شركات الاتصال الثابت بها محادثات بين أحد المتهمين والمتوفاة.
ولمست النيابة العامة من خلال تحقيقاتها في الواقعة ما عانته المجني عليها من كربٍ أصابها من جرمِ المتهمين، حتى اضطرت إلى الخلاص منه بالتخلص من حياتها.
وأكدت النيابة العامة تصديها بحزم لمثل جرم المتهمين وملاحقة مرتكبيه، وتعقب الدليل المقام قِبَلهم بكافَّة السبل المخوَّلة لها قانونًا، وتهيب بأولياء الأمور إلى الرفق بأبنائهم، والإنصات إليهم، ومشاركتهم همومهم وما يُخطئون في اقترافه بمغفرةٍ واحتواءٍ، دون أن يتركوهم نهبًا لعُزلةٍ ووَحدةٍ تُفضيان بهم إلى عواقب وخيمة.
وناشدت النيابة العامة الشباب تحمل مسئولية الحفاظ على أرواحهم التي هي أمانة لديهم يوفون حقوقها أمام بارئها، وتنبههم إلى أن التخلص منها عن إدراكٍ وإرادةٍ سليمة إن لم يكن جريمة جنائية، أو فعلًا مُخرِجًا من الملة الدينية، لهو كبيرةٌ من عظائم الذنوب؛ لإزهاقِ رُوحٍ لا يملكُ حقَّ قبضِها إلا بارئُها، وأن هذا السبيل الموهوم للتخلص من الضغوط والهموم هو مكيدة من الشيطان، قد يلقى مرتكبها ربه آثمًا، ويترك أهله في لوعات فراقه، فتجنبوه، واعلموا أنَّ لكل ضائقة مخرجًا، ولكل كربٍ فرجًا، وأن بعد العسر يسرًا.

واهابت النيابة العامة بالمؤسسات العامة والخاصة إلى تضافر جهودها نحوَ مواجهة مشكلة الانتحار في المجتمع، وتوجيه الأبحاث العلمية والمجتمعية لتوفير آليات الوقاية منه، ونبذ الأسباب الداعية إليه، وتكريس ذلك حتى في مناهج الدراسة لأبنائنا.
كما اهابت النيابة العامة بالمشرِّع المصريِّ إلى إعادة النظر في تغليظ عقوبات جرائم انتهاك حرمة الحياة الخاصة والتهديد إذا ما أفضى بالمجني عليه إلى التخلص من حياته، كمثل حالة المجني عليها في الواقعة، وكذا النظر في تجريم بيع وتداول حبوب حفظ الغلال لغير المختصين باستخدامها، وتشديد العقاب على بيعها للأطفال بعدما لاحظت في تحقيقات تلك الواقعة وغيرها سهولة بيعها وتداولها بين الكافَّة دون قيود.
وأهابت النيابة العامة ايضا بالمؤسسات الإعلامية كافّة وبالمواطنين من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي خاصة أن يتناولوا في حديثهم معالجةَ أسباب الانتحار، وسبل الوقاية منه، والحفاظ على شبابنا، بدلًا من اللهث والخوض في ملابسات وقائعه التي تكون كثيرًا مدعاةً لوقوعه وبيانًا لوسائله، سواء بقصد أو بدون قصد. 

الازهر يحذر من الانتحار 

وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية، إن الإسلام أمر بالحفاظ علىٰ النفس البشرية؛ بل جعلها من الضروريات الخمس التي تجب رعايتها، وهي: الدِّين والنَّفس والنَّسل والمال والعقل.

وأوضح «مركز الأزهر» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه قال الشاطبي: «فقد اتفقت الأمة -بل سائر الملل- علىٰ أنَّ الشَّريعة وُضعت للمحافظة علىٰ الضروريات الخمس -وهي: الدِّين، والنَّفس، والنَّسل، والمال، والعقل- وعلمها عند الأمة كالضروري، ولم يثبت لنا ذلك بدليلٍ معين، ولا شهد لنا أصل معين يمتاز برجوعها إليه، بل عُلمت ملاءمتها للشريعة بمجموع أدلةٍ لا تنحصر في باب واحد، ولو استندت إلىٰ شيء معين لوجب عادة تعيينه» [الموافقات للشاطبي].

وأضاف أن بذل الوسع في حفظ النفس مطلوب، ولو وصل الأمر في حالة الاضطرار إلىٰ مواقعة محرم ليبقي المرء علىٰ نفسه، ويحفظها من الهلاك، قائلًا: ومن العجيب أن يصل الحال بإنسان أن ينهي حياته بيده، وكأنها ملك خالص له، وكأن الموت سينهي معاناته ويريحه من كل مشاكله، ولا يخفىٰ علىٰ كل ذي عقل أن هذا الظنّ خاطئ بيِّن الخطأ؛ فالله سبحانه وتعالىٰ خلقنا واستعمرنا في الأرض، وأعلمنا أن الدنيا دار عناء وابتلاء.

واستشهد بما قال تعالىٰ: « لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ» الآية 4 من سورة البلد، وقال عز من قائل: « وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ » الآية 165 من سورة الأنعام، منوهًا بأن المؤمن يعلم هذه الحقيقة؛ ولذلك يستقبل المصائب بالصبر والاحتساب، وقد ساق الحق سبحانه وتعالىٰ البشرىٰ لمن صبر علىٰ البلاء ولم يجزع.

ودلل بما قال سبحانه: « وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)» من سورة البقرة، وفي صحيح مسلم عن صهيب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرًا له».

وتابع: ولذلك فالمقدِم علىٰ هذه الجريمة ظالم لنفسه، مهما حاول أن يلقي باللائمة علىٰ الظروف المعيشية والحياتية فهذا ليس مبررًا للانتحار، مشيرًا إلى أن قتل النفس من أكبر الكبائر؛ فهي إزهاق للروح التي حبانا اللهُ إياها، وعدم صبر علىٰ اختبار الله سبحانه وتعالىٰ: « الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا» الآية 2 من سورة الملك، واستعجال ما قدر.

ونبه إلى أنه لذلك توعد اللهُ سبحانه وتعالىٰ المنتحر بالعقاب الأليم، قال تعالىٰ: « وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا (30) إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31) » من سورة النساء، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح، فجزع، فأخذ سكّينًا فحز بها يده، فما رقأ الدم حتىٰ مات، قال الله تعالىٰ: بادرني عبدي بنفسه، حرمت عليه الجنة» أخرجه البخاري.

وأفاد بأنه قد لا تنجيك أعمالك الصالحة في الدنيا حال ارتكابك لهذه الجريمة الشنعاء من العقاب - « إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ» [هود: 119]-، ولنا في هذه القصة العبرة والشاهد؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: شهدنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال لرجل ممن يدعي الإسلام: «هذا من أهل النار»، فلما حضر القتال قاتل الرجل قتالًا شديدًا فأصابته جراحة، فقيل: يا رسول الله، الذي قلت له إنه من أهل النار، فإنه قد قاتل اليوم قتالًا شديدًا وقد مات، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إلىٰ النار».

واضاف: فكاد بعض الناس أن يرتاب، فبينما هم علىٰ ذلك، إذ قيل: إنه لم يمتْ؛ ولكن به جراح شديد، فلما كان من الليل لم يصبر علىٰ الجراح فقتل نفسه، فأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك، فقال: «الله أكبر، أشهد أني عبد الله ورسوله»، ثم أمر بلالًا فنادىٰ بالناس: «إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر» أخرجه البخاري، لافتًا إلى أن المسلم مُبتلىً، والمؤمن الصادق يعلم أن هذه الدّار ليست دار راحة، بل هي دار عناء وتعب، ومواجهة هذه المتاعب لا بد لها من إيمان ويقين، كما قال تعالىٰ: « وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيْهِ» الآية 118 من سورة التوبة.

الجريدة الرسمية