رئيس التحرير
عصام كامل

وائل الإبراشي

المذيع الناجح والمؤثر هو ذلك المذيع الذي إذا غاب يومًا ترك فراغًا وسأل عنه الجمهور، وإذا انتقل من شاشة إلى أخرى انتقل معه الجمهور. كثيرون يطلون من الشاشة، بعضهم يمر مرور الكرام، والبعض تكون متابعة الجمهور له مرهونة بما يقدم، أي أن المحتوى الذي يقدمه هو الفيصل في المتابعة، فإذا قدم محتوى جيدًا تابعه الجمهور، وينصرف عنه إذا كان المحتوى ضعيفًا، وقلة يرتبط بها الجمهور بصرف النظر عن المحتوى، والمذيع في هذه الحالة يكون ناجحًا ومؤثرًا وإستثنائيًا، وكان وائل الإبراشي الأبرز بين هذه القلة.

تحديات وائل الإبراشي


مسيرة وائل الإبراشي التليفزيونية مليئة بالتحديات، برنامج (الحقيقة) على قناة دريم كان خطوته الأولى في مجال التقديم التليفزيوني، وكان التحدي الأكبر بالنسبة له هو أن يضيف لنجاحاته في الصحافة المكتوبة نجاحًا في الصحافة التليفزيونية، وكان له ما تمنى. ثم كان برنامج (العاشرة مساءً) وهو التحدي الثاني والأكبر، لأنه قدمه خلفًا للمذيعة منى الشاذلي الذي ارتبط البرنامج باسمها، وكان الأبرز بين برامج التوك شو المصرية والعربية، وتوقع الجميع فشل البرنامج بعد رحيلها، وكان التحدي أمام وائل الإبراشي هو الحفاظ على نجاح البرنامج، ونجح في ذلك، بل أنه أضاف نجاحات جديدة للبرنامج عندما إستخدم كل أدواته كمحقق صحفي ناجح.


أما التحدي الثالث فكان أقرب إلى المجازفة بكل ما حققه من نجاحات، حيث إنتقل وائل الإبراشي لتقديم برنامج (كل يوم) على قناة أون تي في خلفًا لعمرو أديب المصنف رقم (١) في قائمة مقدمي البرامج، ونجح وائل الإبراشي في الحفاظ على نجاح البرنامج، وأضاف إليه عندما إستخدم نفس أدواته كمحقق صحفي.


والتحدي الرابع كان قبول وائل الإبراشي بعد نجاحه في أون تي في الانتقال إلى شاشة التليفزيون المصري ليقدم برنامج (التاسعة مساءً) ونجح البرنامج، بل أن بعض الوجوه الشابة استفادت من جماهيريته عندما شاركته تقديم بعض الفقرات.

 


وائل الإبراشي انشغل بنفسه ولم ينشغل بغيره، ونافس نفسه ولم ينافس غيره، لم يظهر عليه يومًا عرض لأمراض النجومية، ولم يحمل حقدًا أو ضغينة، بسيطًا، مبتسمًا متواضعًا وودودًا مع الجميع، واثقًا في قدراته وأدواته، لذلك كله.. يظل وائل الإبراشي حالة إستثنائية تبقى عنوانًا للنجاح حتى لو تقرر له الرحيل.

besheerhassan7@gmail.com

الجريدة الرسمية