رئيس التحرير
عصام كامل

بيان إلى الأمة

روى أحد الظرفاء أن خطيب المسجد أطال في خطبة الجمعة حتى مل المصلون وطالبوا بتغييره، وفي الجمعة التالية صعد الإمام الجديد إلى المنبر وألقى خطبة لم تزد مدتها عن خمس دقائق، فسأله المصلون: ما هذا يا شيخنا؟ ظن الشيخ أنه أطال في خطبته وخشي من مطالبتهم بتغييره، فأعلن أن الجمعة المقبلة إجازة، ومن أراد الصلاة فليصل في بيته.

 

تذكرت هذه الطرفة عندما شاهدت البيان الذي ألقاه وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة قبل أيام، والذي أعلن من خلاله أن خطبة الجمعة هذا الأسبوع عشر دقائق فقط، تخفيفًا على المصلين بسبب الطقس السيئ، ووجه مفتشي الأوقاف ومديري الإدارات بضرورة تنفيذ القرار.

 

خطبة الجمعة

 

لا أعلم إذا كان قرار الوزير سوف يستمر إذا إستمر الطقس بهذا السوء أم أنه خاص بالجمعة الفائتة فقط ؟ وهل مدة الخطبة ستكون مرهونة بالبيانات التي تصدرها هيئة الأرصاد الجوية؟ وهل ننتظر بيانًا بإلغاء صلاة الجمعة إذا إزداد الطقس سوءًا؟ وهل القرارات الخاصة بمدة خطبة الجمعة واجبة التنفيذ حتى على المحافظات التي لم يطلها الطقس السيئ؟ 

 

جلسة وزير الأوقاف وطريقة إلقائه للبيان تذكرني ببيانات الزعماء إلى الأمة، شعرت أن هناك حدثا جلل، وأن الأمة في خطر، وعلينا أخذ الحيطة والحذر، وأننا بصدد كارثة لو زادت الخطبة عن عشر دقائق، وأن الويل لخطيب لم يمتثل، ومفتش لم يراقب، ومدير لم ينفذ.

 

أشهد للدكتور مختار جمعة بالذكاء، وأنه لا يفوت مناسبة إلا وشارك فيها ليؤكد أنه موجود ومتفاعل، حدث ذلك في أزمة كورونا المستمرة، وكانت قراراته بإلغاء صلاة الجمعة حرصًا على المصلين مقبولة، ثم جاء قرار التباعد بين المصلين فكان مقبولًا، ولم يكن قرار إغلاق دورات مياه المساجد مقبولًا وقبلناه، لكن على وزير الأوقاف أن يتريث قليلًا، فهناك أحداث لا تستوجب تفاعله معها.  

 

 

بالمصلون يا سيادة الوزير لن يضيرهم أن تكون مدة الخطبة ربع ساعة، ولن يذهبوا إلى المساجد من الأساس إذا كان هناك ما يهدد سلامتهم، لذلك أرجو أن تنتقي ما تتفاعل معه من أحداث، حتى لا تسلم نفسك  لمن دأبت على تحذيرنا منهم.

besheerhassan7@gmail.com

الجريدة الرسمية